عمان ترسل طائرة إلى إيران لنقل الأميركيين المسجونين بتهمة التجسس

مسؤول في الخارجية العمانية: ما زلنا ننتظر القرار النهائي

الأميركيان اللذان ينتظر الإفراج عنهما (أ.ف.ب)
TT

قال مسؤول في وزارة الخارجية بسلطنة عمان لـ«رويترز» إن السلطنة أرسلت طائرة إلى إيران في انتظار الإفراج المتوقع عن مواطنين أميركيين أدينا بالتجسس ومن الممكن الإفراج عنهما خلال 24 ساعة.

وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، لـ«رويترز»: «نظرا لحساسية الأمر ما زلنا ننتظر القرار النهائي بشأن نقل الأميركيين إلى مسقط بطائرتنا الموجودة الآن في طهران. من الصعب القول متى سيحدث ذلك؛ ربما في الساعات الـ24 القادمة، إلا أننا نأمل في أن يحدث هذا قريبا».

وقال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، في مقابلة مع «واشنطن بوست» قبل يومين، إنه سيتم الإفراج عن شين باور، وجوش فاتال، في الأيام القادمة، في لفتة إنسانية قبل رحلته إلى الأمم المتحدة في نيويورك. إلا أن السلطة القضائية الإيرانية قالت إن الإفراج عنهما ليس وشيكا.

وأوضح المسؤول في الخارجية أن عمان أرسلت الطائرة، أول من أمس، الخميس، بعد أن تلقى السلطان قابوس تطمينات من إيران بشأن نقل الأميركيين إلى العاصمة العمانية، مسقط، لتسليمهما إلى السفارة الأميركية.

وكانت عمان ساعدت أيضا في تسهيل الإفراج عن عضو ثالث في المجموعة قبل عام.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أول من أمس، إن الولايات المتحدة ما زال يحدوها الأمل بأن تفرج إيران عن الرجلين الأميركيين، ولا تشعر بقلق زائد لتأجيل طهران تنفيذ وعد لإطلاق سراحهما في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة لاحظت تأخيرات سابقة بين إعلانات رسمية إيرانية والتنفيذ الفعلي لها، وأن عددا من المصادر طمأن واشنطن، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، بأن الرجلين سيفرج عنهما.

وكان قد ألقي القبض على باور وفاتال في يوليو (تموز) 2009 قرب حدود إيران مع العراق، حيث يقولان إنهما كانا في جولة تريض في الجبال كسائحين.

وكانت معهما أميركية تدعى سارة شورد سمحت لها السلطات الإيرانية بالعودة إلى بلدها في سبتمبر (أيلول) 2010 بعد دفع كفالة بلغت 500 ألف دولار.

وقال محامي باور وفاتال يوم الثلاثاء إن الرجلين - اللذين حكم عليهما الشهر الماضي بالسجن 8 أعوام بتهمة التجسس - سيفرج عنهما بكفالة قدرها 500 ألف دولار لكل منهما. وهما الآن يقتسمان زنزانة في سجن ايفين بطهران.

ونفى مسؤولون أميركيون مرارا أن يكون الرجلان جاسوسين. وتسببت القضية في مزيد من التوتر بين طهران وواشنطن التي تتهم الجمهورية الإسلامية بمحاولة تطوير أسلحة نووية وفرضت عقوبات عليها.

وتنفي طهران هذا قائلة إن برنامجها النووي يهدف فحسب إلى توليد الكهرباء وترفض تعليق نشاطها النووي الحساس، على الرغم من عدة قرارات من مجلس الأمن الدولي تطالبها بذلك.

وأعلن المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق الشمالي، ناظم الدباغ، أمس، أن الرئيس العراقي، جلال طالباني، تدخل مرارا لدى السلطات الإيرانية للإفراج عن المعتقلين الأميركيين بتهمة التجسس لديها.

وقال الدباغ في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية إن «الرئيس طالباني طلب من الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، والمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، إطلاق سراح المعتقلين الأميركيين كمبادرة إنسانية ودبلوماسية وذلك خلال مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي عقد في طهران» في 25 يونيو (حزيران) الماضي.

وأضاف أن «الرئيس الإيراني وخامنئي تعهدا آنذاك بتلبية طلب طالباني». وتابع: «وواصل الرئيس العراقي اتصالاته خلال الأشهر الماضية بالمسؤولين الإيرانيين بهدف إطلاق سراح الأميركيين». وأعرب عن أمله في «الإفراج عن المواطنين الأميركيين وتسليمهما إلى السفارة السويسرية في طهران خلال الأيام القليلة المقبلة».

وأكد وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، أن «بلاده خاطبت المسؤولين الإيرانيين على جميع المستويات؛ الرئيس الإيراني ورئيس الوزراء ووزير الخارجية»، مضيفا: «بحثنا مع السلطات الإيرانية إطلاق سراحهما، كبادرة حسن نية لأسباب إنسانية». وتابع: «سمعنا تعهدات سابقة بالإفراج عنهما ولم يتم ذلك»، وتابع: «أعتقد أنه سوف يتم الإفراج عنهما هذه المرة».

وعن مدى ثقته بإطلاق سراحهما قريبا، قال: «آمل ذلك! هناك ما هو أكثر مدعاة للتفاؤل هذه المرة».