«أبو حفص الشهري» لا يزال مطلوبا للأمن السعودي

رغم تأكيد مسؤولين أميركيين مقتله بصاروخ من طائرة بدون طيار في الشريط القبلي

أبو حفص الشهري
TT

على الرغم من مرور أكثر من 48 ساعة على تناقل خبر مقتله، في غارة أميركية نُفذت بطائرة من دون طيار على الشريط القبلي، فإن اسم السعودي أسامة حمود غرمان الشهري، المكنى بـ«أبو حفص الشهري» في صفوف تنظيم القاعدة، لا يزال موجودا على قائمة الـ85 المطلوبين لدى السلطات الأمنية التي أعلنتها وزارة الداخلية السعودية في وقتٍ مضى.

وحوى موقع وزارة الداخلية السعودية معلومات عن الشهري، الذي تناقلت وكالات أنباء أجنبية نبأ مقتله خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، بتفاصيل عن اسمه الرباعي، وكنيته، ومكان وتاريخ ميلاده، ورقم السجل المدني السعودي الخاص به، بالإضافة إلى معلومات وبيانات جواز سفره. وحتى هذه اللحظة لم تؤكد الجهات الأمنية في السعودية ولم تنف في الوقت ذاته نبأ مقتل المطلوب السعودي، الذي ظهرت معلومات مقتله في وكالات أنباء عالمية، بناء على مصادر استخباراتية أميركية.

وسبق أن صدرت بحق «أبو حفص الشهري» مذكرة حمراء من السلطات الأمنية في بلاده للإنتربول الدولي، وهي المذكرة التي تصدر بحق من يكون مطلوبا أمنيا سواء في بلاده أو في أي دولة أخرى، ليتسنى بذلك تعميم معلوماته في كل أنحاء العالم. وطبقا لمراقبين، فإن «أبو حفص الشهري» مسؤول العمليات في باكستان، يمثل أحدث خسارة لـ«القاعدة»، وسبق أن ساعد في تنسيق خطط معادية للولايات المتحدة في المنطقة، وكان يعمل عن كثب مع القيادات التنفيذيين في حركة طالبان باكستان للقيام بعمليات فيها.

وكان مسؤولون أميركيون قد أفادوا الخميس الماضي بأن واحدا من زعماء تنظيم القاعدة قتل في قصف جوي، يعتقد أن طائرة استطلاع من دون طيار نفذته، مشيرة إلى أنه رئيس عمليات التنظيم في باكستان. وقال حينها مسؤول أميركي (رفض الكشف عن هويته) إن القتيل هو الأخير في سلسلة من العمليات التي تستهدف قادة التنظيم، ويدعى أبو حفص الشهري، وساعد في تنسيق خطط معادية للولايات المتحدة في المنطقة، وكان يعمل عن كثب مع القيادات التنفيذية في حركة طالبان باكستان للقيام بعمليات فيها.

ولم يتم الكشف عن سبب الوفاة، إلا أن الولايات المتحدة غالبا ما تستخدم طائرات استطلاع من دون طيار في تنفيذ عمليات تستهدف قيادات تنظيم القاعدة في باكستان. وقالت المصادر إن والدة المطلوب الأمني «أبو حفص الشهري» تلقت اتصالا خلال الأيام القليلة الماضية من أحد أقارب زوجة ابنها أسامة، وهي أجنبية، وأبلغتها بمقتل أسامة في عملية جوية، وتمكنوا من دفنه هناك، فيما أقامت أسرته العزاء في الرياض.

وأضافت المصادر أن «أبو حفص الشهري» التحق بالتنظيم قبل أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، عن طريق سوريا، وعمل إلى جانب ابن خالته القتيل سعد الشهري المدرج اسمه في قائمة الـ36 في الخارج ضمن فريق الحماية الشخصية لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. وكان ينظر إلى الشهري بوصفه الخليفة المحتمل للرجل الثاني في تنظيم القاعدة، عطية عبد الرحمن، الذي قتل في أواخر أغسطس (آب) الماضي، بحسب المسؤول الأميركي، غير أنه لا يعرف عنه الكثير.

وقال مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، إن الشهري قتل في وقت سابق من الأسبوع الحالي في شمال غرب باكستان، فيما أفاد مسؤولون في الاستخبارات الباكستانية الأحد بأنه يشتبه في أن طائرة من دون طيار قامت بقصف جوي في المنطقة القبلية في شمال وزيرستان، بالقرب من الحدود الأفغانية، وأسفر القصف عن مقتل 3 أشخاص، غير أنه لم يعرف الشخص المستهدف بالعملية حينها.

ومقتل الشهري هو الأحدث في سلسلة عمليات استهدفت زعماء في التنظيم، كانت قد بدأت مؤخرا بمقتل زعيم القاعدة الأول أسامة بن لادن في شهر مايو (أيار) الماضي، وتبعه مقتل عطية عبد الرحمن في باكستان، الذي كان مسؤولا عن إدارة العمليات اليومية للمجموعة.