واشنطن تكثف ضربات طائرات من دون طيار في اليمن

برينان: سنطارد «القاعدة» في أي مكان

TT

مع زيادة ضربات طائرات «درون» (طائرات من دون طيار) ضد مواقع «القاعدة» في اليمن خلال الأشهر القليلة الماضية، وأيضا ضرب مواقع في الصومال في الأسبوع الماضي، قال جون برينان، مستشار الرئيس باراك أوباما للحرب ضد الإرهاب، إن الولايات المتحدة لا تريد خرق سيادات الدول الأخرى إلا إذا برهنت حكومات تلك الدول على أنها «غير قادرة أو غير موافقة» على محاربة المنظمات الإرهابية.

ورغم انتقادات في الكونغرس ومن منظمات حقوق الإنسان بأن عمليات طائرات من دون طيار «درون» غير قانونية وغير أخلاقية، كرر برينان، في خطاب أول من أمس في جامعة هارفارد بأنها غير ذلك. وقال: «ترى الإدارة الأميركية أن سلطاتها لاستعمال القوة العسكرية ضد منظمة القاعدة لا تقتصر على المناطق الساخنة، مثل أفغانستان».

وأضاف: «نحن نملك حق اتخاذ خطوات أحادية عندما لا تقدر حكومات أخرى، أو عندما لا تريد، أن تتخذ خطوات فعالة ضد الإرهاب. إننا لا نقوم بعمليات عسكرية في أي مكان وأي زمان، وذلك لأن القوانين الدولية، بما فيها سيادات الدول، وقوانين الحرب، تحتم علينا ألا نتصرف بمفردنا في دول ذات سيادة».

وأمس، قال مسؤول أميركي إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) كثفت ضربات طائرات «درون» على مواقع منظمة القاعدة في اليمن، رغم خوف إدارة الرئيس أوباما من عواقب التطورات السياسية هناك بسبب عدم حسم رحيل الرئيس علي عبد الله صالح. وقال المسؤول إن معظم الضربات تقع في جنوب اليمن، حيث استطاعت «القاعدة» السيطرة على بعض المناطق.

وقال المسؤول، الذي تحدث إلى صحيفة «واشنطن بوست» وطلب عدم ذكر اسمه أو وظيفته، إنه، عكس ضربات طائرات «دورن» في باكستان، حيث أعطى الرئيس أوباما الضوء الأخضر لملاحقة قادة «القاعدة» في أي زمان وأي مكان هناك، لا بد من الحصول على موافقته كل مرة لضرب «القاعدة» في اليمن. وكشف المسؤول أن الطائرات ضربت مواقع لـ«القاعدة» في الصومال في الأسبوع الماضي بالقرب من ميناء كسمايو في الجنوب، وسط أخبار مكثفة من الصومال عن مجاعة أثرت على الملايين، وعن اشتراك دول كثيرة، منها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، في إرسال مساعدات غذائية إلى هناك.

وقال المسؤول إن الطائرات الأميركية تستهدف «أعضاء منظمة القاعدة في الجزيرة العربية الذين ترى الاستخبارات الأميركية أنهم متورطون في التخطيط لهجمات ضد الغرب».

وقال مراقبون في واشنطن إن جون برينان، مستشار الرئيس باراك أوباما في الحرب ضد الإرهاب، كان قال في الأسبوع الماضي إن القائمة الحالية للمستهدفين فيها 30 اسما تقريبا. وإن الرقم يمكن أن يزيد في المستقبل.

وأضاف المراقبون أن الإعلام الأميركي لا يركز على هذه الهجمات، ربما لأن المسؤولين الأميركيين لا يتحدثون كثيرا عنها. رغم أن مواقع في الإنترنت تنقل تغطيات مستمرة في الإعلام اليمني لهذه الهجمات، وأن المتحدثين باسم وزارة الخارجية ووزارة الدفاع يحيلون أسئلة الصحافيين إلى الاستخبارات المركزية، والتي تكرر بأنها لا تعلق على عملياتها العسكرية.

وأضاف المراقبون أن الرئيس أوباما كان أعلن في بداية السنة أن «القاعدة» في الجزيرة العربية صارت أكثر خطرا على أميركا من «القاعدة» في باكستان وأفغانستان. وأيضا في ذلك الوقت، أعلن أوباما أن منظمة الشباب في الصومال، التي وضعها في قائمة الإرهاب، تتلقى الدعم من «القاعدة».