الهاتف الجوال لطفلة أنقذ بقية ركاب الحافلة المنكوبة من مصير مجهول

تبارك أخفته في حذائها عندما أمر المسلحون الركاب بتسليم هواتفهم

TT

كانت تبارك ثائر (10 سنوات) التي كانت على متن الحافلة التي اختطفت مساء الاثنين الماضي في غرب محافظة الأنبار، تأمل في أن ترى عالما بعيدا عن العنف والبؤس في العراق. لكن الرحلة جعلتها، بدلا عن ذلك، تقف في مواجهة الرعب عندما حاصر مسلحون الحافلة التي تستقلها وأجبروا الرجال على النزول من الحافلة ثم قاموا بقتلهم.

ورغم ارتداء المهاجمين لأزياء عسكرية وادعائهم في البداية أنهم يقومون بتفتيش الحافلة فقط، فإن تبارك شعرت بالخطر على الفور. وقامت بوضع هاتفها الجوال في حذائها عندما أمر المسلحون الركاب بتسليم هواتفهم. وقالت تبارك، ذات الوجه الملائكي، لوكالة «أسوشييتد برس»: «لقد ادعوا أنهم أرادوا مساعدتنا، لكنني شككت في الأمر. وشعرت بالذعر عندما شرعوا في ضرب النساء والصراخ فيهم».

ورواية تبارك هي أول رواية لناجية من محاولة الاختطاف، التي شهدتها محافظة الأنبار والتي راح ضحيتها 22 زائرا شيعيا كانوا في طريقهم لزيارة ضريح السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق. وبعد أن جابت الحافلة الطريق السريع في الصحراء توقفت عند نقطة بدت كأنها نقطة تفتيش تعترض الطريق، وصعد الرجال الذين يرتدون زيا عسكريا الحافلة، ثم طلبوا من النساء والأطفال أن يمكثوا في الحافلة بينما أمروا الرجال بالخروج منها. وكان جد تبارك أحد هؤلاء الرجال لكنهم سرعان ما سمحوا له بالعودة. وقاد المسلحون باقي الرجال بعيدا عن مدى الرؤية، لكن تبارك تمكنت من سماع أصواتهم وهم يتوسلون لهم حتى يطلقوا سراحهم. وقالت «لكن الإجابة الوحيدة التي حصلوا عليها هي الرمي بالنيران».

وبعد نصف ساعة بدأ صوت إطلاق النار، وكان هناك صوت ثابت للطلقات النارية التي تشبه القرع على الطبول حيث كانوا يطلقون واحدة تلو الأخرى. وبعد أن غادر المسلحون، تناقش الناجون باهتياج كيف يمكنهم أن ينبهوا السلطات إلى ما حدث. فصاحت تبارك بأنها لا تزال تحتفظ بهاتفها وقامت بتسليمه إلى جدها الذي بدأ في عمل اتصالاته. وقال محمد علي، جد تبارك الذي يبلغ من العمر 65 عاما: «لقد أنقذنا هذا العمل الرائع والعبقري الذي قامت به حفيدتي من مصير مجهول».