بينما يستمر القصفان الجوي والمدفعي التركي لمناطق إقليم كردستان وطالا أمس مناطق في عمق الإقليم، أكد قيادي في حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا أن الهجوم الذي هدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بشنه مع إيران ضد مواقعه ومواقع حزب «بيجاك» المعارض لإيران في جبل قنديل بكردستان «سيفشل».
وقال القيادي البارز في الحزب دوزدار حمو، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أردوغان وحكومته سبق أن أطلقا العديد من التصريحات حول الهجوم على مواقع ومقاتلي الحزب، ورئيس الوزراء التركي يبحث دائما عن تبريرات لأجل مواجهة حزبنا وشن الهجمات العسكرية ضدنا حتى لو تطلب الأمر التعاون مع دول أخرى، وإن طلب أردوغان من إيران بمشاركتها في الحرب ضد (الكردستاني) و(بيجاك) يأتي في إطار التعاون الوثيق بين الدولتين اللتين تخططان معا للقضاء على الحركة التحررية في كل من إيران وتركيا، ولكن كما أثبتت الأحداث فإن جميع مساعي تركيا ومعها إيران قد فشلت في تحقيق أهدافها عن طريق خوض الحرب والقتال».
وأشار القيادي الكردستاني إلى أن «مقاتلي (الكردستاني) مستعدون لمواجهة أي هجمات تشنها القوات التركية وحدها أو مع إيران على مواقعها، وهم قادرون على الصمود والتصدي وإفشال المخططات التركية».
وكان أردوغان أشار في تصريحات من داخل الطائرة التي أقلته من ليبيا إلى تونس إلى أن «تركيا تجري حاليا مشاورات مكثفة مع الجانب الإيراني للقيام بعمليات عسكرية مشتركة» ضد مقاتلي الحزبين. ونقلت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» أنه «من المحتمل أن يشن الجيشان الإيراني والتركي هجوما مشتركا على مواقع الحزبين، وأن تبادلا للمعلومات الاستخبارية يجري حاليا بين الجانبين لتحديد أماكن تحركات مقاتلي هذين الحزبين».
من جهته، أكد بهمن حسين بور السفير الإيراني لدى تركيا، عقب لقائه برئيس البرلمان التركي، أن «أمن تركيا مرتبط بأمن إيران، ولذلك يفترض أن تعمل الدولتان معا للقضاء على الحزبين الكرديين». وبحسب الصحيفة التركية فإن السفير الإيراني نفى وجود أي خطط عسكرية مشتركة حاليا للقيام بهجمات ضد مقاتلي الحزبين، لكنه أردف قائلا إن «الدولتين تجريان حاليا محادثات مكثفة لوضع خطط مشتركة لمواجهة الحزبين المعارضين».
وكانت الطائرات التركية قد أغارت أمس على مناطق بارزان وميركة سور، وقال مصدر في المنطقة إن المدفعية التركية المتنقلة قصفت بدورها جبل (بيشين) بمنطقة ميركة سور مما أسفر عن اندلاع الحرائق بمزارع المنطقة، فيما عاودت الطائرات التركية قصفها لمناطق خواكورك وخنيرة ولولان التابعة لناحية سيدكان بمحافظة أربيل.