خدام ينفي اتهامه بتقديم المال والسلاح للضابط المنشق هرموش

منشق عن الأمن السوري: هرموش وقع في مصيدة بعض الخونة

TT

نفى عبد الحليم خدام، النائب السابق للرئيس السوري، ما أوردته مصادر إعلامية سوريا رسمية عن اتهامه بأنه عرض على الضابط المنشق حسين هرموش تمويله بالمال أو السلاح، وأقر خدام في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه أجرى بالفعل اتصالا بهرموش بناء على طلب الأخير، ولكنه أكد أنه لم يتحدث معه في أي أمور تتعلق بالتمويل أو السلاح أو غير ذلك، مشيرا إلى أن «عمليات الانشقاق بالشكل الذي صارت عليه ليست مدروسة».

وقال خدام إن «أحد الأشخاص المقربين أبلغني أن الضابط هرموش يريد التحدث معي، وأعطاني رقمه، وبالفعل اتصلت به، وحتى الاعترافات التي أذاعها التلفزيون السوري لم يذكر فيها أنني تحدثت معه في هذه المواضيع، وليس صحيحا على الإطلاق لا من قريب ولا من بعيد أني عرضت عليه تمويله بالمال أو السلاح، فأنا لا أمول أحدا، وليس عندي ما أمول به آخرين، وإنما النظام السوري الذي أراد الترويج لهذا، فهو لا يستحي من كثرة الكذب».

وأضاف: «وآخر الأشياء التي قالوها كذبا أيضا أنني أرسلت أسلحة إلى بانياس، وأنا أتساءل؛ هل هذه الأسلحة عبارة عن علبة كبريت يمكن لشخص أن يخفيها في جيبه ويدخل بها؟ النظام السوري وقواته يسيطرون على الجو والبحر والأرض، وأنا هنا أقيم في باريس لا أستطيع أن أقوم بمثل هذه الأعمال، وليس لي أي علاقة بمثل هذه الأمور».

وبث التلفزيون السوري مساء الخميس الماضي «اعترافات» المقدم حسين هرموش الذي عاد إلى سوريا في ظروف لا يزال يكتنفها الغموض، بعد انشقاقه عن الجيش في يونيو (حزيران) الماضي. وقالت مصادر في المعارضة السورية إنه تعرض على ما يبدو للخطف في تركيا، وأعيد بالقوة إلى بلاده، ولكن هذه المقابلة التلفزيونية قال فيها حسين هرموش إنه قرر «العودة» إلى سوريا تلقائيا. ونفت تركيا أن تكون قد سلمت هرموش للقوات السورية من دون أن تفصح عن طريقة وصوله إلى أيدي السلطات السورية.

إلى ذلك، قال أحد المنشقين عن جهاز الأمن السوري، قال إنه المساعد أول أبو علي حسن، إن «الوضع الميداني على الأراضي السورية يسير من سيئ إلى أسوأ، لجهة سقوط المزيد من الضحايا وارتفاع عدد المعتقلين والمعذبين، لكن الثورة تسير بخطى ثابتة نحو أهدافها». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الثوار في سوريا، ومنذ الأيام الأولى للانتفاضة، كانوا مدركين أن الوضع في سوريا لن يكون مشابها لما حصل في مصر أو تونس، وهم أعدوا أنفسهم لنضال قد يستغرق سنوات، وهم مستعدون لتقديم مئات آلاف الشهداء، لأنهم يعرفون أنهم دخلوا في مواجهة محرمة بالنسبة لنظام مجرم باع شعبه منذ عقود من أجل بقائه في السلطة، ولذلك هو (النظام) لا يخجل من العالم كله بشان المجازر التي يرتكبها يوميا بحق العزل من أبناء شعبه». وأضاف المنشق أبو علي، الذي قال إنه من مدينة حمص ويقيم حاليا في بلدة سورية قريبة جدا من لبنان، ليكون على تواصل دائم مع عائلته اللاجئة إلى شمال لبنان: «منذ البداية لم نكن نراهن على أي دعم خارجي، وليس لنا إلا الله، فبالأمس (أول من أمس) وفي جمعة (ماضون حتى إسقاط النظام) سقط 62 شهيدا سوريا وليس 47 كما تداولت وسائل الإعلام، وباعتقادي ستتفاعل التحركات الشعبية من الآن وصاعدا بشكل كبير، خصوصا بعد اعتقال العقيد المنشق حسين هرموش».

وقال إن هرموش كان «جريئا أكثر من اللزوم، وتحركاته المتواصلة وحماسته وتنقلاته بين الأراضي السورية لتفقد أهله ورفاقه، وبين تركيا للاهتمام بالسوريين المقيمين بالمخيمات، أوقعته في كمين أو مصيدة نصبها له بعض الخونة».