طلاب سوريا يهتفون في «أحد إسقاط التعليم البعثي»: لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس

مع بداية العام الدراسي.. الأهالي يرفضون إرسال أولادهم إلى المدارس.. ويطالبون النظام بإزالة كل المظاهر الأمنية

صورتان من مواقع للمعارضة السورية على الإنترنت لمظاهرتين في حمص أمس
TT

بدأت السنة الدراسية في سوريا أمس (الأحد)، على وقع المطالبة بمقاطعة دعوة النظام السوري التلاميذ للالتحاق بصفوفهم وكأن شيئا لا يحصل في الشارع السوري، وبعدم إرسال الطلاب إليها تضامنا مع الثورة السورية التي شهدت منذ بدايتها وحتى هذه اللحظة عمليات قتل وتعذيب لكثير من الأطفال والطلاب الصغار على يد أجهزة الأمن و«شبيحة» النظام.

وأفاد نشطاء معارضون في سوريا أن الطلاب خرجوا في احتجاجات مناهضة للحكومة في بعض مناطق البلاد في أول أيام العام الدراسي الجديد. وقال النشطاء إن الاحتجاجات الطلابية انطلقت في ضواحي العاصمة دمشق وفي منطقتي بابا عمرو والحولة بمدينة حمص. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، فإن نصف الطلاب السوريين على الأقل لم يتوجهوا إلى المدارس أمس. وانتقد النشطاء نظام التعليم في سوريا، الذي يديره منذ عقود حزب البعث الحاكم.

وقالت مجموعة من الطلاب الجامعيين في بيان على موقع «فيس بوك» الاجتماعي: «نريد أن نقول للنظام (الحاكم) بأن نظامه التعليمي مرفوض لأنه يستغل من قبل (الرئيس السوري) بشار الأسد لتعزيز نفوذ حكومته وغسل عقول أبنائنا».

وكان ناشطو الانتفاضة السورية أطلقوا على المظاهرات التي خرجت في أنحاء مختلفة من سوريا اسم «أحد إسقاط التعليم البعثي»، حيث انطلقت مظاهرة، وفق ما أفادت به صفحة لجان التنسيق المحلية على «فيس بوك»، لأطفال المرحلة الابتدائية في الشارع العام في منطقة الكسوة الواقعة في ريف دمشق. وهتف الأطفال: «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس»، في حين تم تفريق طلاب إحدى المدارس الثانوية بالرصاص عند محاولتهم الانطلاق بمظاهرة تطالب بالحرية.

ونشر ناشطون سوريون معارضون على مواقع الإنترنت شريط فيديو يظهر عددا من التلاميذ السوريين في مدينة حمص، وهم يضعون صورة الرئيس بشار الأسد على حاوية نفايات ويهتفون بشعارات ضد نظام الحكم. وأظهر شريط فيديو آخر طلابا يدوسون على صور الأسد بأحذيتهم، قائلين: «لن نردد بعد الآن شعار البعث في مدارسنا بل سنقول لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس».

وتساءل ناشطون ومراقبون سوريون في اليومين الأخيرين عن كيفية عودة التلاميذ إلى مدارسهم وتلقيهم دروسهم بشكل طبيعي، بعد أن تحولت بعض هذه المدارس في الفترة الأخيرة إلى معتقلات ومراكز لتعذيب المتظاهرين السلميين وإذلالهم بقسوة. ويؤكد ناشطون أن بعض المدارس «شهدت جرائم وتصفيات مرعبة، والأطفال يعلمون جيدا ما يجري حولهم وسيعانون كثيرا من فكرة تقبل التعلم في صف كان مسلخا منذ أيام»، على حد وصف أحدهم.

ويبدي باحثون أكاديميون ومتخصصون في مجال التعليم امتعاضهم الكبير من مضمون المنهج الدراسي السوري القائم على تمجيد نظام البعث، وينطلقون من ذلك للتأكيد على أن «التعليم في مرحلة ما بعد بشار الأسد سيختلف كليا عما هو عليه اليوم، وخصوصا لناحية إلغاء مادة التربية القومية الاشتراكية، التي تمجد الأسد الأب ومن بعده الابن وتعدد إنجازاتهما الفارغة». ويصر هؤلاء على وجوب «إلغاء جميع مظاهر العسكريتارية التي فرضها نظام الأسد على أنظمة التعليم وشوه أهدافها، إضافة إلى إلغاء الفساد الذي يستشري بين أساتذة المدارس والجامعات بأساليب مختلفة».

وكان ناشطون في حمص وريف دمشق أعلنوا رفضهم إرسال أبنائهم إلى المدارس، مع اقتراب موعد بدء العام الدراسي. ففي دوما التي شيع فيها أمس قتيلان بمشاركة الآلاف، وجنازة ثالثة قيل إنها «لمخبر للنظام» لم يشارك فيها سوى أهله، أعلن الأهالي نيتهم عدم إرسال أولادهم إلى المدارس. وقال أحد الناشطين: «لن يعود أهالي دوما إلى ممارسة حياتهم العادية حتى يسقط النظام»، في حين قررت «لجان إحياء مدينة حمص» و«تجمع أحرار حمص»، بعد اجتماع خصص لبحث مسألة العودة المدرسية، رفض إرسال الأولاد إلى المدارس.

وأعلن أهالي محافظة حمص، وفق بيان صادر عن الاجتماع، أنه «في ظل احتلال قوات الأمن لأغلب المدارس وتوزع الحواجز على مفارق الطرق وتمركز القناصة على أسطح المباني والمدارس، عن رفضهم القاطع لإرسال أبنائهم وبناتهم للالتحاق بالعالم الدراسي الحالي في كل المراحل ابتداء من الصف التحضيري حتى الصف الثانوي، وذلك حتى إشعار آخر».