الأمن يخطف الجثث ويسلمها إلى الأهالي بعد انتزاع تعهد مكتوب بعدم تشييعها شعبيا

لجان التنسيق: لا يمكن تخيل المضايقات التي تتعرض لها عائلة الناشط مطر من النظام

TT

استيقظت عائلة الناشط السوري غياث مطر، الذي اعتقله جهاز المخابرات الجوية، الأسبوع الماضي، وتعرض لتعذيب وحشي اقتلعت خلاله حنجرته قبل أن يسلم إلى أهله جثة هامدة، لتجد صباح أول من أمس جدران منزلها تغص بعبارات جاء في بعضها: «يسقط آل مطر لاستقبالهم السفير الأميركي»، في إشارة إلى الزيارة التي قام بها خمسة سفراء غربيين، من بينهم السفير الأميركي، روبرت فورد، إلى خيمة عزاء الشهيد مطر، حيث قدموا التعازي لأهل الراحل.

وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن عائلة مطر «تتعرض لمضايقات من قبل أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري»، ويرجع تاريخ هذه المضايقات، وفقا للبيان، إلى ما قبل مقتله، إذ اعتقل شقيقه أنس مطر لما يقارب الشهرين، ولم يفرج عنه إلا بعد مقتل شقيقه. كما اعتقل شقيقه الآخر، حازم، ووالده وأحد أقاربه، وأفرج عنهم، واستمر الوضع على هذا المنوال حتى تاريخ مقتل غياث. واستمر «بعض ضباط مخابرات القوى الجوية، وهي الجهاز الأمني الذي أقدم على اعتقال الناشط مطر، والمسؤول عن قتله تحت التعذيب، طيلة تلك الفترة في الاتصال بعائلة الراحل وتهديدهم، حتى إخبارهم باعتقال غياث وتهديدهم بأنهم سيرجعونه مقتولا».

وكانت عناصر من المخابرات الجوية قد هاجمت تشييع مطر وفتحت النار على المشيعين، مما أدى إلى مقتل الشاب أحمد عيروط. وفي اليوم التالي، توجه عناصر الأمن والمخابرات الجوية إلى عزاء الشاب عيروط، مدعين أنهم يريدون تقديم واجب العزاء. وطلبت قناة «الدنيا»، المقربة من النظام السوري، التي رافقت أجهزة الأمن، من عائلة عيروط «الادعاء بأن غياث مطر هو من قتل أحمد، إلا أن عائلة عيروط رفضت هذا الادعاء، مشيرة إلى أن القاتل كان موجودا مع الأمن في العزاء».

وذكر هوزان إبراهيم، الناطق الإعلامي باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، أنه «فقط في سوريا، لا تنتهي معاناة النشطاء باستشهادهم، بل تمتد إلى تشييعهم وعزائهم، وربما أكثر»، كاشفا عن أن «ما تتعرض له أسرة الشهيد مطر من مضايقات أمر لا يمكن تخيله، إذ قتلت الأجهزة الأمنية ابنهم ذا الستة والعشرين ربيعا، ولم تكتف بذلك بعد». وأشار إلى أن «السلطات السورية لم تكتف بفتح النار على تشييع جثمان الناشط مطر، فحاصرت مقر العزاء ومنعت الناس من الوصول وتقديم واجب التعازي. وبعد وصول وفد السفراء الخمسة، حاصرت المخابرات الجوية خيمة العزاء، وقام عناصرها بإيقاف أي شخص يريد الدخول إلى العزاء، وجرى اعتقال شخص واحد على الأقل، هو أسامة ميسر زيادة».

وشدد إبراهيم على أن «عائلة الشهيد تتعرض لضغوط شديدة لاستنكار قدوم السفراء الخمسة وتقديمهم العزاء، ولا يزال التلفزيون السوري يطارد العائلة برفقة أجهزة الأمن، لإجبارها على الإدلاء برواية كاذبة عن سبب استشهاد مطر»، مجددا القول: «باختصار، لا يمكن تصديق ما تتعرض له عائلة الشهيد مطر».