وفاة محمد بسيوني أشهر سفير مصري لدى إسرائيل بعد حياة عسكرية ودبلوماسية حافلة

عمل في تل أبيب 21 عاما.. وأقر في 2008 بأنه كان ضابط مخابرات

محمد بسيوني سفير مصر السابق لدى إسرائيل
TT

غيب الموت أمس محمد بسيوني سفير مصر الأسبق لدى إسرائيل، بعد حياة عسكرية ودبلوماسية حافلة استمرت إلى أن مات عن عمر يناهز 74 عاما، قضى منها 21 عاما في السفارة المصرية في تل أبيب، وتدرج في مناصبها وصولا إلى منصب السفير الذي قضى فيه 14 عاما.

وشيعت جنازة الراحل بعد صلاة عصر أمس من مسجد القوات المسلحة «آل رشدان» بمدينة نصر (القاهرة)، بينما قال نجله حاتم إن والده كان يعاني من أمراض الضغط والسكر وسبق أن أجريت له عملية جراحية في الشريان التاجي لكن حالته الصحية العامة كانت مستقرة وظل يؤدي عمله بحيوية ونشاط حتى اللحظات الأخيرة.

وتقدم رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير محمد حسين طنطاوي، المشيعين لجثمان السفير محمد بسيوني، سفير مصر الأسبق لدى إسرائيل، وشارك في تشييع جثمان الفقيد بعد أداء صلاة العصر والجنازة عليه بمسجد القوات المسلحة «آل رشدان» بمدينة نصر شرق القاهرة عدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كما قدم المشير طنطاوي وأعضاء المجلس العزاء لأسرة الفقيد.

ولد بسيوني عام 1937، وتلقى تعليمه بالكلية الحربية التي تخرج فيها عام 1950 ليلتحق بصفوف الجيش المصري، والتحق بصفوف المخابرات الحربية، وفي حرب 1973 كان ضابط الاتصال بين الجيشين المصري والسوري لتنسيق المواقف في الحرب، وعين بعد الحرب ملحقا عسكريا في السفارة المصرية في طهران.

ولبسيوني تاريخ عريق في عالم المخابرات التي التحق بها لفترة طويلة، وربما كان ذلك التاريخ هو السبب في اختياره نائبا لسعد مرتضى، أول سفير مصري في تل أبيب بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل عام 1979. وبعد أن سحبت مصر سفيرها من تل أبيب عام 1982 احتجاجا على اندلاع حرب لبنان، تم تكليف محمد بسيوني بإدارة السفارة حتى عام 1986، حين صدر قرار رسمي بتعيينه سفيرا لدى إسرائيل وهو المنصب الذي استمر فيه لمدة 14 سنة، حتى سحبه الرئيس المصري السابق حسني مبارك عام 2000 احتجاجا على الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في انتفاضة الأقصى عام 2000.

وبعد عودته أحيل بسيوني للتقاعد من العمل الدبلوماسي لبلوغه السن القانونية، وعين في مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) وانتخب رئيسا للجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي بالمجلس، ثم رئيسا للجنة حقوق الإنسان بالمجلس، حتى تم حل المجلس بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني).

واعتبر بسيوني على مدار سنوات أنه الخبير الاستراتيجي الأوحد في الشأن الإسرائيلي، وامتاز تحليله للشؤون الإسرائيلية بالعمق نتيجة الفترة التي قضاها في الدولة العبرية، وكان يقدم برنامجا تلفزيونيا على قناة «النيل للأخبار» الحكومية بعنوان «شؤون إسرائيلية».

وعرف عن بسيوني أنه من أبرز الشخصيات العامة في تل أبيب، وكانت له علاقات متوغلة في المجتمع الإسرائيلي، وكانت أبرز الأزمات التي مر بها بسيوني اتهام راقصة إسرائيلية تدعى شلوميت شالوم له بمحاولة التحرش بها واغتصابها، إلا أنه تم حفظ ملف التحقيق وأيضا الدعوى المدنية التي قدمتها ضده الراقصة الإسرائيلية.

وفي عام 2008 فجر بسيوني مفاجأة حين أعلن في محاضرة بمكتبة الإسكندرية أنه تم إرساله إلى إسرائيل ليتم زرعه كضابط مخابرات، وأن عمله سفيرا كان واجهة ليخفي عمله الأصلي، وهو التصريح الذي تسبب في حالة من الجدل داخل إسرائيل.

وكاد بسيوني أن يتسبب في أزمة كبرى حينما صرح بأن أشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان عميلا إسرائيليا وليس عميلا مزدوجا، بعكس ما صرح به الرئيس السابق حسني مبارك.

وشهدت الأيام الماضية ظهورا مكثفا لبسيوني في وسائل الإعلام للتعليق على أحداث اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة ومقتل 6 جنود مصريين برصاص إسرائيلي في سيناء، وقال «السلام البارد مع إسرائيل أفضل من الحرب»، مؤكدا أن تهديدات إسرائيل بدخول سيناء هي «انتحار سياسي وعسكري».