أحزاب وقوى مصرية تبدأ مشوار الانتخابات على دروب مختلفة

إسلاميون يركزون على القرى والنجوع.. وليبراليون في المدن

مظاهرات ميدان التحرير واصلت مطالبها بمزيد من الحرية وتحقيق مطالب الثورة بتحديد موعد الانتخابات («الشرق الأوسط)
TT

مع قرب إعلان المجلس العسكري الحاكم عن موعد بدء الانتخابات البرلمانية في مصر، بدأت الأحزاب والقوى السياسية في الابتعاد قليلا عن ميدان التحرير والاقتراب أكثر من طبقات مختلفة من الشعب المصري؛ فالخريطة السياسية في مصر بعد ثورة «25 يناير» تحمل تعقيدات عدة، كما أنها تحمل توجهات عدة سيكون على الناخب المصري الاختيار بينها في الانتخابات المقبلة، وهذه الأحزاب والقوى لا تختلف فقط في آيديولوجياتها أو توجهاتها، لكنها أيضا تختلف في الطريق الذي تسلكه وصولا للناخب؛ فكل فريق يبحث عن طريق مختلف لهدف واحد.

فالأحزاب والقوى المختلفة في مصر، على الرغم من اتباعها الطريق نفسه للوصول إلى المواطنين، فإن كل فصيل منها له بؤرة للتركيز بجانب العمل في باقي المناطق، القوى الليبرالية تركز في الغالب على مناطق القاهرة والمدن الكبرى بالمحافظات، بينما بدأت ائتلافات شباب الثورة المختلفة الدخول في مناطق الفقراء (أو العشوائيات) التي تقع على هامش محافظة القاهرة وتضم الملايين من المصريين المعدمين الذين جاءوا من مختلف محافظات مصر باحثين عن أمل في العاصمة، فما كان لهم إلا أن يسكنوا على أطرافها من دون خدمات تذكر.

وتعتمد جماعة الإخوان المسلمين على قواعدها الشعبية العريضة بالمحافظات المختلفة، بينما بدأت الأحزاب والجماعات الإسلامية والسلفية في سلك طريق آخر؛ حيث ركزت نشاطها في قرى بصعيد مصر معتمدة على وسائل «الدعاية الإسلامية» كاستخدام المساجد في مؤتمراتها الجماهيرية، مستغلة أيضا الفراغ السياسي وعدم وصول باقي القوى السياسية لمواطني هذه المناطق.

ويقول المهندس عادل باسل، عضو المجلس الرئاسي لحزب «المصريين الأحرار»: إن الحزب بدأ في الإعداد بقوة للانتخابات المقبلة والإعداد للجداول الانتخابية التي سيتقدم بها الحزب للانتخابات، مؤكدا أن الحزب سيرشح نوابا على أغلبية مقاعد البرلمان، مشيرا إلى أن الحزب، على الرغم من أنه لم يمر أكثر من شهرين على تأسيسه، له أكثر من 80 مقرا على مستوى الجمهورية.

ويضيف باسل لـ«الشرق الأوسط»: «من الظلم مقارنة بعض الأحزاب الليبرالية كـ(المصريين الأحرار) الذي لم يمر شهور على تأسيسه بجماعات لها قواعد عريضة في المدن والقرى في أقصى صعيد مصر جنوبا وأقصى شمالها، أو مقارنتها بجماعات تسيطر على المساجد وتستخدمها في دعايتها الانتخابية؛ فهي مقارنة ظالمة». ويزيد قائلا: إن الحزب وقوى ليبرالية أخرى بدأت تدخل إلى القرى والمناطق الشعبية وقرى ومناطق الصعيد ومحافظات الدلتا، وتعمل بجهد للحصول على التأييد في هذه المناطق، بالإضافة إلى عملها في باقي المدن والمحافظات، معربا عن تفاؤله الشديد بتحقيق الحزب نتائج مبشرة في أول انتخابات يخوضها.

ويدافع محمد نور، المتحدث الإعلامي باسم حزب النور السلفي، عن توجهات الحزب في العمل في البداية داخل قرى الصعيد والتركيز على هذه المناطق بشدة أكثر من تركيزه على مناطق الحضر في القاهرة أو المدن الكبرى، قائلا: «من الطبيعي خلال الاستعداد للانتخابات أن يبدأ أي حزب أو جماعة سياسية من مناطق تمركزها ومناطق قوتها الانتخابية وليس العكس؛ لأن هذه المناطق هي القوى التصويتية الأهم والأكبر لدى الحزب، والتي يسعى للحفاظ عليها في الانتخابات المقلبة، فكان من الطبيعي أن يكون التركيز الأكبر عليها».

ويضيف أن الحزب مشغول هذه الفترة في إعداد برنامج انتخابي حقيقي وعملي يخدم المواطن المصري، وأن باب التنسيق والتواصل مع كل القوى الوطنية والسياسية في الانتخابات المقبلة مفتوح لخدمة المواطن المصري في النهاية، مؤكدا أن الحزب سيقدم مرشحيه على أساس الكفاءة وليس على أسس قبلية أو عائلية.

وبعيدا عن اختلاف المناطق وتوجهات الأحزاب المختلفة في الدعاية الانتخابية، يبقى الناخب المصري، المحدد الرئيسي في سير الانتخابات المقبلة، الأكثر رغبة في دخول خضم الانتخابات المقبلة بحثا، ربما، عن استقرار سياسي أو عن تجربة ديمقراطية حقيقية طال انتظارها.