أنقرة تهدد بتجميد علاقاتها مع أوروبا إذا لم يتم التوصل لحل في قبرص

غل يلتقي ميركل في برلين في الذكرى الـ50 لاتفاقية تشغيل العاملين بين تركيا وألمانيا

شرطة مكافحة الشغب التركية تعتقل متظاهرا كرديا خلال مظاهرة في إسطنبول أمس.. واحتشدت مجموعة من أنصار السلام الكردي وحزب الديمقراطية احتجاجا على سياسة الحكومة غير الشرعية ضد حزب العمال الكردستاني (إ.ب.أ)
TT

هددت تركيا مجددا بـ«تجميد» علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي إذا لم يتم التوصل إلى حل لتقسيم قبرص عندما تتولى جمهورية قبرص رئاسة الاتحاد الأوروبي في يوليو (تموز) 2012.

وصرح نائب رئيس الوزراء التركي بشير أتلاي، مساء أول من أمس، لتلفزيون «جمهورية شمال قبرص التركية» المعلنة من جانب واحد: «إذا لم تأت المفاوضات (حول قبرص) بنتيجة إيجابية، وإذا تولى جنوب قبرص رئاسة الاتحاد الأوروبي، فإن الأزمة ستكون أساسا بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.. وسيتسبب ذلك في قطع في علاقاتنا مع الاتحاد»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ولا تعترف تركيا بجمهورية قبرص التي يعترف بها المجتمع الدولي والتي لا تمثل سوى القبارصة اليونانيين، لكنها تعترف في المقابل بـ«جمهورية شمال قبرص التركية» حيث يعيش القبارصة الأتراك. ومن المقرر أن تحصل قبرص على الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ومدتها 6 شهور في يوليو 2012.

وقد هدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، مرارا، بتجميد العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بسبب قضية قبرص.

وقال في نهاية يوليو: «إنه إذا لم يتم التوصل إلى حل لتقسيم قبرص» بحلول نهاية السنة فإن «تركيا ستجمد خلال رئاسة قبرص الاتحاد الأوروبي (يوليو إلى ديسمبر - كانون الأول 2012) علاقاتها مع الاتحاد». وأضاف: «أقولها صراحة: سنجمد كل علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي، لا يمكننا أن نتناقش مع الإدارة القبرصية اليونانية»، أي جمهورية قبرص.

ولم يشهد ملف قبرص تقدما كبيرا منذ عام 2004 عندما رفض القبارصة اليونانيون بكثافة خطة الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة، في حين وافق عليها القبارصة الأتراك.

وبعد الاستفتاء بقليل انضم القسم اليوناني من الجزيرة إلى الاتحاد الأوروبي، بينما تلقى القسم الشمالي التركي وعودا بمساعدات أوروبية يعتبر الأتراك أنها لم تتجسد.

ويمثل القبارصة اليونانيون الجزيرة على الساحة الدولية وفي الاتحاد الأوروبي، في حين أن تركيا هي البلد الوحيد الذي يعترف بجمهورية شمال قبرص التركية التي أعلن قيامها عام 1983، مما أدى إلى تقسيم الجزيرة. ويقول القبارصة اليونانيون إن تركيا لا يمكنها الانضمام للاتحاد الأوروبي قبل حل الصراع في قبرص، حسب «رويترز».

وفقدت الرئاسة الدورية بعض أهميتها منذ معاهدة لشبونة التي بموجبها جرى استحداث منصب الرئيس الدائم للمجلس الأوروبي الذي يضم الحكومات الوطنية ورئيسا جديدا للسياسة الخارجية والأمنية، لكن أي بلد يتحلى بالإصرار من الممكن أن يحدث تغييرا حقيقيا في جدول الأعمال.

إلى ذلك، غادر الرئيس التركي عبد الله غل، أمس، بلاده متوجها إلى ألمانيا في زيارة رسمية تستغرق 3 أيام، بناء على دعوة من نظيره الألماني كريستيان فولف وذلك وفقا لما ذكرته وكالة أنباء «الأناضول» التركية. وتتزامن زيارة غل مع الذكرى الـ50 لاتفاقية تشغيل العاملين بين تركيا وألمانيا لعام 1961 التي مهدت الطريق لتدفق أعداد كبيرة من العاملين الأتراك إلى ألمانيا، حسب وكالة الأنباء ألمانية.

ومن المقرر أن يعقد غل، خلال زيارته لألمانيا، اجتماعات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما سوف يترأس اجتماعا للمنتدى الاقتصادي التركي - الألماني. كما من المقرر أن يحضر مراسم توقيع اتفاقية جديدة تهدف لمنع الازدواج الضريبي. يُشار إلى أن نحو 3.5 مليون شخص من أصول تركية يعيشون حاليا في ألمانيا.