المدارس تتحول إلى مراكز للتجمع والتظاهر.. وطلبة فصلوا بعد تمزيق صورة الأسد

أثرياء ومحسوبون على النظام يسحبون أولادهم منها.. وشائعات عن تغريم ذوي الطلبة المتخلفين

طلاب يرددون شعار «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الخسيس» في مظاهرة بحماه أمس (أوغاريت)
TT

استمر توتر الأوضاع في سوريا، أمس، مع بدء العام الدراسي الجديد، حيث تحولت المدارس إلى أماكن للتجمع والتظاهر، في تحد جديد بدأ يفرض نفسه على النظام. وما بين دعوات المحتجين إلى الإضراب والامتناع عن إرسال أولادهم إلى المدارس، وبين موقف النظام الذي لا يريد تنفيذ الإضراب المدني، وفي الوقت ذاته غير قادر على منع التظاهر في حرم المدارس، ولا حتى في محيطها، سحب عدد كبير من الأثرياء والموالين للنظام، وحتى مسؤولين في النظام، أبناءهم من المدارس الخاصة التي افتتحت في سوريا بكثافة خلال السنوات القليلة الماضية، وتعود ملكيتها لمسؤولين أو لمقربين من النظام.

ويقدر عدد التلاميذ في سوريا بـ5.6 مليون طالب، أي ما يعادل ربع سكان البلاد، وهناك نحو 390 ألف مدرس يتوزعون على 22.500 مدرسة.

وقالت مصادر محلية في دمشق، إن عددا غير قليل، وبالأخص من يحمل جنسيات أجنبية، أرسل أبناءه إلى الخارج لمتابعة الدراسة، ومنهم من بقي في دمشق لكنه، لدواع أمنية، وخشية استهداف تلك المدارس، لم يرسل أبناءه إليها، مشيرة إلى أن نسبة كبيرة من صفوف تلك المدارس فارغة.

وعلى صعيد الشارع الذي يشهد حراكا عاصفا، لا سيما في المناطق الساخنة، فإن الأهالي، لأسباب أمنية، متخوفون من إرسال أبنائهم خشية تعرضهم لرصاص القناصة المنتشرين على الأبنية، أو اعتقالهم من المدارس. وسرت شائعات في الشارع السوري عن نية الحكومة تغريم ذوي كل طالب يتخلف عن الالتحاق بالمدرسة بمبلغ ألف دولار، الأمر الذي نفته مصادر تدريسية في دمشق، وقالت إن ذلك عار عن الصحة، لافتة إلى أن أساس الشائعات هو وجود مواد في القانون السوري تخص التعليم الإلزامي، وتنص على فرض عقوبات بحق الولي الممتنع عن إرسال ولده إلى المدرسة، بعد إنذار من قبل مكتب التعليم الإلزامي، وتبليغه رسميا خلال عشرة أيام، وغرامة قدرها 500 ليرة سورية (أكثر من 10 دولارات)، وفي حال التكرار بالحبس مدة لا تتجاوز الشهر وبغرامة لا تتجاوز 1000 ليرة (أكثر من 20 دولارا)، كما يؤكد القانون السوري متابعة الطفل واستمراره في التعليم، وحمايته ومنعه من التسرب، ويمكن تحريك الدعوى العامة بطلب من الوزير بناء على اقتراح مكتب التعليم الإلزامي بالمحافظة.

وقال ناشطون إن طلاب إحدى المدارس في حي الإنشاءات، قاموا بتمزيق صورة الرئيس المطبوعة على غلاف دفتر التفقد، وعندما لم تتمكن إدارة المدرسة تحديد أسماء من قام بذلك، قامت بمعاقبة طلاب الشعبة التي حصلت فيها الحادثة، بالفصل لمدة ثلاثة أيام.

وفي دوما التي رفض أهلها إرسال أبنائهم إلى المدارس، سموا العطلة الصيفية التي انتهت بعطلة حتى إسقاط النظام. ولم تتردد قوات الأمن في اقتحام مدارس في حي برزة في دمشق، لاعتقال طلاب تظاهروا لمدة خمس عشرة دقيقة في ثلاث مدارس في وقت واحد، كما لم يتوقف إطلاق الرصاص في منطقة الحولة في حمص (وسط)، يوم أمس، حتى على المظاهرات الطلابية.

كما خرجت مظاهرات طلابية من مدارس الحولة، ضد الذهاب إلى المدارس قبل سقوط النظام، وفي مدينة حمص خرجت مظاهرات طلابية من عدة مدارس، وفي حي دير بعلبة توجهت الدبابات للمرة الثانية خلال يومين نحو مدرسة عبد الرحمن بن عوف لتفريق مظاهرة طلابية، وفي منطقة البياضة قال ناشطون إن مديرة مدرسة إحدى ثانويات البنات، قامت بطرد عدد من الطالبات بعد أن أعطتهن الأضابير الخاصة بهن، والقول لهن ابحثن عن مدرسة أخرى «تحويكم».

وعلى الرغم من الحملة الشرسة التي تشنها قوات الأمن والجيش في ريف درعا، فإن طلاب المدارس خرجوا في بلدة الحراك، يوم أمس، في مظاهرة، وهتفوا: «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الخسيس»، وفي حي السبيل خرجت مظاهرة طلابية من مدرسة المتفوقين، نادت بإعدام الرئيس، ونصرة لحمص والمدن السورية، واستمرت على الرغم من تهديد مدير المدرسة عبر مكبرات الصوت.

كما خرجت مظاهرات طلابية كثيرة في عدة مناطق في البلاد، من محافظة إدلب إلى ريف دمشق وحي برزة في دمشق، وقال ناشطون إن طلابا تظاهروا في ثلاث مدارس في برزة في وقت واحد، وهتفوا: «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس»، واستمرت المظاهرات نحو 15 دقيقة، بعدها اقتحمت قوات الأمن المدارس وقامت باعتقال عدد من الطلاب بعد ضربهم بشدة.