وصول أمين عام مجلس التعاون الخليجي ومبعوث الأمم المتحدة إلى صنعاء

وزير خارجية اليمن يدين العنف ويدعو لتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق فيه

TT

وصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، ووسيط دول الخليج في الأزمة اليمنية أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني. وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة الأنباء الفرنسية إن الرجلين وصلا تباعا إلى صنعاء؛ حيث يرتقب، خلال النهار، تنظيم حفل توقيع خارطة طريق اقترحتها الأمم المتحدة لتطبيق المبادرة الخليجية التي أعدتها دول مجلس التعاون الخليجي.

وأكد المصدر نفسه أن توقيع هذه الوثيقة، التي ناقشها بن عمر مع السلطة والمعارضة خلال مهمة في نهاية يوليو (تموز)، يفترض أن يمهد الطريق لتوقيع المبادرة الخليجية العالقة منذ أشهر، من قبل نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وأضاف المصدر القريب من المشاورات الجارية أن «توقيع هادي على خطة مجلس التعاون الخليجي سيتم في الأيام المقبلة». وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بأن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن وصلا إلى صنعاء للاطلاع «على آخر التطورات في الساحة اليمنية».

يأتي وصول الوسيطين إلى اليمن على خلفية موجة عنف؛ حيث أوقع قمع المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ما يقارب 50 قتيلا منذ الأحد. في السياق ذاته، أعلن وزير خارجية اليمن، الاثنين، أن الحكومة اليمنية تعرب عن «حزنها وإدانتها لجميع أعمال العنف وإراقة الدماء» خلال مظاهرات الأحد في صنعاء. وقال أبو بكر القربي أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال جلسة الخريف التي يعقدها في جنيف، إن حكومته «ستحقق وتحاسب الذين ارتكبوا مثل هذه الأعمال». وتابع: «من الممكن أيضا تشكيل لجنة مستقلة وحيادية من جميع الأحزاب السياسية للتحقيق في الانتهاكات الموثقة». وأكد القربي، خلال مؤتمر صحافي على هامش أعمال المجلس، أن تنظيم القاعدة «استفاد» من الأزمة السياسية في اليمن. وقال: «إن القوات الحكومية كبدت (القاعدة) خسائر فادحة في الأسابيع الستة الماضية». وأعلن القربي أنه «يحق للرئيس صالح العودة إلى صنعاء كأي مواطن»، لكنه أكد أنه «لن يعود للترشح في الانتخابات». وعلى الرغم من المنعطف الخطير الذي سارت به الأحداث في اليمن فإن مسؤولا حكوميا أدلى بتصريحات لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي، قال فيها «إنه يأمل ألا يعرقل العنف الذي خطط له جهود التوصل إلى اتفاق». وقال سلطان البركاني، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم: «كان مقررا أن يلتقي الزياني الأخ نائب الرئيس اليوم (أمس)، غير أن التطورات الأمنية حالت دون ذلك، وسوف يتم اللقاء في وقت لاحق». وذكر البركاني: «إن الذين تسببوا في أعمال العنف وزحفوا على مؤسسات حكومية كان هدفهم إفشال المهمة التي جاء من أجلها الزياني وبن عمر». وصالح الذي يحكم اليمن منذ عام 1978، يواجه منذ يناير (كانون الثاني) حركة احتجاج، ونُقل إلى السعودية في 4 يونيو (حزيران) بعد إصابته في انفجار استهدف القصر الرئاسي في صنعاء. والاثنين الماضي كلف صالح نائبه بالتفاوض مع المعارضة لنقل السلطة.