في مؤشر جديد على أن العقيد الليبي الهارب معمر القذافي ما زال متواجدا على الأراضي الليبية ولم يفر إلى الخارج، علمت «الشرق الأوسط» أن القذافي شوهد قبل يومين في مدينة سبها بجنوب ليبيا. وقال شاهد عيان رأى القذافي وتعرف عليه إنه يقيم في شارع المنشية بمدينة سبها التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي لليبيا، وتبعد عن العاصمة طرابلس نحو 750 كيلومترا.
وعلمت «الشرق الأوسط» أيضا أن شاهد العيان قد أبلغ مسؤولين في السفارة الليبية بالقاهرة، بهذه المعلومات التي تم نقلها على الفور إلى مسؤولين كبار في المجلس الوطني الانتقالي المناهض للقذافي، والذي يتخذ من مدينة بنغازي بشرق ليبيا مقرا له.
وسألت «الشرق الأوسط» عبد المنعم الهوني، ممثل المجلس الانتقالي لدى الجامعة العربية ومصر، عن صحة هذه الراوية، فقال إنه ليس لديه ما يدفعه للشك في صحتها، مشيرا إلى أن شاهد العيان ليس لديه مصلحة ولا مطمع للإدلاء بهذه المعلومات، وأنه عرض في المقابل على السفارة الليبية إبقاءه بحوزتها إلى حين التأكد من صحة ما يقوله.
وإذا صحت هذه الرواية فإنها ستكون المرة الأولى التي يكشف فيها شخص عن مشاهدته للقذافي منذ هروبه من معقله الحصين في ثكنة باب العزيزية، بعد اجتياح الثوار له في عملية تحرير العاصمة طرابلس من قبضته الشهر الماضي.
وكان القذافي اختفى عن الأنظار حتى قبل فراره من طرابلس، حيث يكتفي بإرسال رسائل صوتية فقط إلى بعض القنوات الموالية له في الخارج، وأبرزها قناة «الرأي» التي تبث من العاصمة السورية دمشق.
وخاض الثوار معارك عنيفة من أجل دخول مدينة سبها التي تعتبر أيضا من معاقل القذافي حيث يتواجد عدد كبير من قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها.
وكان موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي قد قال في تصريحات مع قناة «الرأي»، يوم أول من أمس إن القوات الموالية للعقيد الليبي صدت هجوما للثوار كان متجها نحو سبها وأحدثت فيهم خسائر كبيرة و«أرغمتهم على الوصول إلى مسافة بعيدة جدا جدا من مدينة سبها الباسلة». كما وجه التحية لـ«قبائل سبها المجاهدة»، ودعاها للثبات والصبر.