سكان في المدينة: سيف الإسلام شوهد داخل بني وليد قبل أيام قليلة

استمرار الكر والفر بين الثوار وقوات القذافي في سرت وسبها

ثوار ليبيون يغنون ويطلقون شعارات بعد سيطرتهم على قرية كانت تحت سلطة قوات القذافي (أ.ب)
TT

خاض الثوار الليبيون، أمس، معارك عنيفة من أجل دخول مدينة سبها التي تعتبر من معاقل العقيد الليبي معمر القذافي في جنوب البلاد، وجرت حرب شوارع في أكثر من منطقة، خاصة في حي بردي بين العمارات والشعبيات، بينما قالت مصادر عسكرية من الثوار إنهم حرروا، أمس، مطار وقلعة سبها، وقضوا على كتيبة فارس، قبل أن يتمكنوا من أسر بعض المرتزقة والسيطرة على قاعة الشعب (البرلمان).

وأكد العقيد أحمد باني، المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي هذه المعلومات، وقال أمس في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة الليبية، إن الثوار استولوا على المطار وعلى حصن في سبها الواقعة في عمق الصحراء من قوات القذافي.

وقال باني: إن قوات المجلس الانتقالي استولت على هذه المناطق قبل ساعتين، مشيرا إلى أن أعلام المجلس ترفرف هناك.

في هذه الأثناء استمرت معارك الكر والفر بين قوات الثوار وقوات القذافي في مدينة سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي المخلوع، وسط استمرار نزوح السكان المدنيين هربا من جحيم المعارك المشتعلة وتفاقم الوضع الإنساني وانعدام الكهرباء والاتصالات ومياه الشرب النظيفة.

وعلى الرغم من الدفع بمئات من مقاتلي الثوار لإسقاط المدينة فإنهم فشلوا، حتى الآن، فيما قال سكان في بني وليد، التي تبعد 170 كيلومترا جنوب طرابلس إن سيف الإسلام، النجل الثاني للقذافي، شوهد داخلها قبل أيام قليلة فقط.

واستخدم الفرقاء المتناحرون جميع أنواع الأسلحة الثقيلة وراجمات الصواريخ، في محاولة لإنهاء القتال بشكل سريع، لكن مصادر عسكرية في جيش تحرير ليبيا الوطني الموالي للثوار قالت لـ«الشرق الأوسط»: إن السيطرة على مدينتي سرت وبني وليد تحتاج إلى بعض الوقت على الرغم من إعلان أكثر من مسؤول عسكري في صفوف الثوار أن الأمر قد لا يستغرق أكثر من يومين فقط.

وأعلن عبد الله كنشيل، المسؤول المحلي، لوكالة وكالة الصحافة الفرنسية، أن «الثوار دخلوا بني وليد صباح أمس وهم يخوضون معركة عنيفة»، مؤكدا أن تحرير هذه الواحة المترامية سيتم «في اليومين المقبلين».

وأضاف أن المقاتلين الذين يدافعون عن المدينة «معظمهم مرتزقة من تشاد والنيجر وتوغو، بحسب الجثث التي تم العثور عليها». وأضاف أن المفاوضات جارية للسماح للمدنيين الذين قدرهم بقرابة 50 ألف شخص بمغادرة المدينة.

وفي سرت، التي تقع على بعد 360 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس، حاول الثوار ضمان أمن الشوارع الرئيسية للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة وللتمكن بالتالي من الرد على القصف المدفعي الثقيل من قبل قوات القذافي، بحسب قائد إحدى فرق المقاتلين.

ويعتقد المقاتلون أن معتصم، وهو أحد أبناء القذافي، ويعمل طبيبا، وكان منخرطا في الجيش، يوجد في أحد الأحياء الجنوبية للمدينة.

وحول القذافي مسقط رأسه من قرية هادئة تعتمد على الصيد إلى مدينة تشبه العاصمة في نشاطها؛ حيث يوجد بها برلمان وتستضيف اجتماعات دولية.

وقال سكان فروا من المدينة: إن المئات ما زالوا محاصرين في داخلها؛ حيث لفت إبراهيم رمضان، أحد القيادات المحلية للمدينة، وهو يقف إلى جانب سيارة تقل أسرته بعدما فر في اليوم الخامس من القتال: «لا توجد كهرباء ولا اتصالات هاتفية.. لا شيء».

وأضاف، بينما كانت قوات الثوار توزع العصائر على المدنيين عند نقطة تفتيش وتفتش عن أسلحة في متعلقاتهم: «هناك بالفعل بعض المياه، لكن لا شيء غير ذلك»، مشيرا إلى أن نحو ثلث سكان سرت البالغ عددهم نحو 70 ألف شخص فروا من المدينة.