«كان»: ارتكبت «غلطة أخلاقية» أطاحت بآمالي في الترشح للرئاسة الفرنسية

مدير «النقد الدولي« السابق في مقابلة تلفزيونية شاهدها أكثر من 4 ملايين شخص

آلاف المتظاهرين في وسط العاصمة اليابانية طوكيو أمس مطالبين بإنهاء اعتماد البلاد على الطاقة النووية بعد مرور ستة أشهر على أسوأ حادث نووي يشهده العالم منذ 25 عاما (أ.ب)
TT

بعد 4 أشهر على ظهوره مكبل اليدين بعد اتهامه بمحاولة اغتصاب عاملة تنظيف في الـ32 من العمر في فندق بنيويورك، أعرب المدير السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان، أول من أمس، عن ندمه، خلال مقابلة تلفزيونية، خلال نشرة أخبار قناة «تي إف 1»، التي تحظى بأكبر نسبة مشاهدة في فرنسا.

وأقر كان بارتكاب «غلطة أخلاقية» عندما أقام علاقة مع نفيسة ديالو، مما أطاح بآماله للترشح في الانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2012. وقال: «كانت غلطة أخلاقية، ولست فخورا بذلك».

وفي أول مقابلة له منذ انقلبت حياته رأسا على عقب في 14 مايو (أيار) أقر كان بأنه أقام علاقة «دون مقابل مادي» مع العاملة الغينية في الجناح 2806 من فندق سوفيتيل في نيويورك. وقال ستروس – كان: «لقد كانت علاقة غير لائقة، وأكثر من ذلك، كانت غلطة». إلا أنه كرر ما أعلنه منذ البداية أمام القضاء الأميركي لجهة «عدم حصول أي عنف أو إرغام أو جنحة». وحطمت القضية التي انتهت بإسقاط كل التهم الجنائية ضد ستروس - كان، كل آمال أحد أكثر الرجال نفوذا في العالم وزعزعت صورته بعد الكشف عن تفاصيل حياته الجنسية. وأقر ستروس - كان بأنه «أخطا بحق» زوجته آن سنكلير التي وقفت دائما إلى جانبه. وقال: «أعلم ذلك وأنا ألوم نفسي». وأشار إلى أنه أدرك أنه «صدم» الكثير من النساء وأنه «لا يزال يدفع الثمن»، وأن «طيشه انتهى إلى الأبد».

وروى ستروس - كان الذي انتشرت صوره في كل أنحاء العالم وهو زائغ العينين عند خروجه من مخفر شرطة هارلم: «لقد خفت، لقد خفت كثيرا، وكان إذلالا كبيرا». وأضاف: «عندما تعلقون داخل هذه الماكينة يبدو لكم أنها ستسحقكم».

وأسقطت الملاحقات الجنائية في نيويورك في 23 أغسطس (آب)؛ إذ اعتبر المدعي العام أن المدعية فقدت مصداقيتها لأنها كذبت في أمور كثيرة، وأنه حتى لو حصلت علاقة جنسية، فلا مجال للإثبات أنها تمت بالإرغام.

لكن لا يزال يتعين على ستروس - كان المثول في قضية حق عام في الولايات المتحدة، وهو إجراء «لا يعتزم التفاوض» مع المدعية للتوصل إلى تسوية بشأنه.

كما يواجه في فرنسا دعوى رفعتها الصحافية والكاتبة تريستان بانون، 32 عاما، التي اتهمته بمحاولة اغتصابها عام 2003. وأنكر هذه الاتهامات مجددا خلال مقابلة الأحد، وكان قد أقر مؤخرا بأنه «تودد إليها» فقط. واضطر ستروس - كان إثر اندلاع الفضيحة إلى التخلي عن كل شيء: إدارة صندوق النقد الدولي، الذي استقال منه، وأيضا عن أي طموح بالرئاسة الفرنسية. وقال: «نعم كنت أريد الترشح» للرئاسة، لكن «هذا أصبح من الماضي، فمن الواضح أنني لست مرشحا». وأضاف: «لقد تخلفت عن موعدي مع الشعب الفرنسي». ولا تزال القضية تشكل إحراجا لزملائه في الحزب الاشتراكي الذين يخوضون حملة لتعيين مرشحهم الرئاسي في انتخابات الحزب المقررة في 9 و16 أكتوبر (تشرين الأول). وأقرت الزعيمة السابقة للحزب، مارتين أوبري، التي ترشحت لتمثيل الحزب الاشتراكي في الانتخابات، أنها تشاطر «غالبية النساء الرأي حول سلوك ستروس - كان» إزاءهن. كما طالب أرنو دو مونتبور بـ«اعتذارات لكل اليسار».

في هذا الإطار، أعلن ستروس - كان أنه لن يختار أحد المرشحين لتمثيل الحزب الاشتراكي، قائلا: «لا أعتقد أن من شأني التدخل في انتخابات الحزب». إلا أنه رفض أيضا التعليق حول مستقبله السياسي، في وقت أظهر فيه استطلاع للرأي، نُشر الأحد، أن غالبية الفرنسيين يفضلون انسحابه من العمل السياسي. وأعلن معهد «ميديامتري» للإحصاءات أن المقابلة التلفزيونية التي أجرتها كلير شازال مع ستروس - كان حصدت 13.446 مليون مشاهد، أي 47% من إجمالي عدد المشاهدين.

وفي نيويورك، أعرب أحد محامي ديالو، دوغلاس ويغدور، عن أسفه من أن ستروس - كان «لم يعط أي إيضاحات حول ما حصل» في 14 مايو، كما اعتبر، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، أن فرضية المؤامرة «مضحكة للغاية».