مسؤولون باكستانيون يطالبون أميركا بالتركيز على المتشددين في أفغانستان

مقتل 8 في هجوم انتحاري استهدف منزل ضابط كبير في شرطة كراتشي

TT

قتل انتحاري ثمانية أشخاص أمس عندما صدم بسيارته المحشوة بالمتفجرات منزل ضابط في شرطة مكافحة الإرهاب في كراتشي (جنوب باكستان) في هجوم تبنته حركة طالبان الباكستانية الموالية لتنظيم القاعدة. وعلى الفور تبنت حركة طالبان التي تشن حملة هجمات في مختلف أنحاء البلاد منذ أكثر من أربع سنوات، الاعتداء متهمة الضابط بأنه يعتقل ويعذب ويقتل عناصرها. وأكد إسلام خان مفوض الشرطة الجنائية الذي يقود وحدة مكافحة الإرهاب أمام منزله المدمر أنه لم يصب في الاعتداء الذي استهدفه. وقال «لا أخاف طالبان والآن لن أرحمهم».

واصطدمت سيارة الانتحاري بباب منزل الضابط الذي كان محميا بحراسه. وقال إن «الانفجار قذفني من الفراش على الأرض وكأن الأرض اهتزت». فهرع إلى الغرف الأخرى للاطمئنان على بقية أفراد عائلته التي لم تصب. وأعلن شوكت حسين الضابط في شرطة كراتشي لوكالة الصحافة الفرنسية أن ثمانية أشخاص هم ستة شرطيين كانوا يحرسونه وامرأة وطفل كان متوجها إلى المدرسة، قتلوا في الانفجار.

ووقع الاعتداء في حي راق بوسط عاصمة باكستان الاقتصادية البالغ عدد سكانها نحو 18 مليون نسمة.

وقال المفوض أسلم خان «لقد تلقيت تهديدات من حركة طالبان الباكستانية». وتعتبر حركة طالبان الباكستانية الموالية لتنظيم القاعدة مسؤولة عن معظم الاعتداءات الـ500 تقريبا التي اوقعت نحو 4700 قتيل في جميع أنحاء باكستان في السنوات الأخيرة.

وقال إحسان الله إحسان الناطق باسم حركة طالبان في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية من مكان مجهول إن «إسلام خان قتل العديد من رفاقنا واعتقل وعذب أكثر من ذلك».

وأضاف «كان على لائحة أهدافنا ولا يزال» ذاكرا عدة ضباط آخرين في الشرطة الجنائية الذين قال «إنهم سيقتلون جميعا قريبا».

وباتت معاقل طالبان في المناطق القبلية شمال غربي البلاد المحاذية لأفغانستان، الملاذ الرئيسي لتنظيم القاعدة في العالم وقاعدة خلفية لمقاتلي طالبان الأفغانية الذين ينطلقون منها لشن هجمات على القوات الدولية ومعظمها أميركية المنتشرة في الجانب الآخر من الحدود.

وكانت طالبان باكستان أعلنت صيف 2007 مع أسامة بن لادن الجهاد ضد إسلام آباد لدعمها الولايات المتحدة في «حربها على الإرهاب» منذ نهاية 2001 وشنت حملة واسعة من الاعتداءات وعمليات الكوماندوز في البلاد.

وتوعدت طالبان مؤخرا بتكثيف هجماتها في باكستان انتقاما لمقتل بن لادن في 2 مايو (أيار) الماضي في أبوت آباد على مقربة من إسلام آباد في عملية شنتها وحدة من قوات النخبة الأميركية تم إنزالها بمروحيات.

وشن المتمردون الإسلاميون أول من أمس عملية انتحارية أوقعت 46 قتيلا أثناء تشييع قائد قبلي شكل ميليشيا معادية لطالبان في ماتاني شمال غربي باكستان على مقربة من المناطق القبلية.

وبعد يومين استهدف هجوم بالأسلحة الرشاشة حافلة مدرسية في قرية من شمال غربي البلاد شكلت أيضا ميليشيا للتصدي لطالبان مما أدى إلى مقتل أربعة تلامذة وسائق الحافلة.

وتشن طائرات دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية باستمرار عمليات قصف على المناطق القبلية الباكستانية تستهدف قياديي «القاعدة» وطالبان الأفغانية ولا سيما شبكة حقاني العدو اللدود للقوات الأميركية في أفغانستان.

وتتهم واشنطن حليفتها باكستان بشكل متزايد ورغم التحالف القائم بينهما بالازدواجية في موقفها بحماية شبكة حقاني في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية معقل طالبان الباكستانية.

ويرى الخبراء أن الجيش الباكستاني ولا سيما أجهزة الاستخبارات التابعة له، يأمل بذلك في مراعاة حليف مستقبلي لباكستان في أفغانستان، اقتناعا منه بأن حركة طالبان ستستعيد السيطرة على السلطة بعد رحيل القوات الدولية التي باشرت انسحابها في عملية تستكمل في نهاية 2014.

وطلبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بحزم أول من أمس من الحكومة الباكستانية التحرك ضد شبكة حقاني التي يشتبه بأنها مسؤولة عن الهجمات المنسقة التي هزت وسط كابل على مدى يومين في 13 و14 13 سبتمبر (أيلول) الحالي.

من جهة أخرى طالب مسؤولون باكستانيون أمس الولايات المتحدة بالتركيز على إلحاق الهزيمة بأعدائها الإسلاميين المتشددين في أفغانستان بدلا من إلقاء اللوم على باكستان لتغطية فشلها. واتهمت الولايات المتحدة باكستان أول من أمس بأن لها صلات بشبكة حقاني التي تلقي واشنطن عليها مسؤولية الهجوم على السفارة الأميركية في العاصمة الأفغانية كابل وأهداف أخرى وطالبت حكومة إسلام آباد بقطع هذه الروابط.

وقال مسؤول عسكري باكستاني كبير طلب عدم الإفصاح عن هويته لـ«رويترز»: حين تقع هجمات كبيرة في كابل أو أماكن أخرى في أفغانستان تبدأ لعبة إلقاء اللوم. بدلا من إلقاء اللوم علينا عليهم أن يتحركوا ضد الإرهاب على جانبهم من الحدود.

وفي تصريحات مباشرة قال السفير الأميركي لدى باكستان كاميرون مونتر للإذاعة الباكستانية أول من أمس إنه «يوجد دليل يربط بين شبكة حقاني والحكومة الباكستانية وهذا هو الشيء الذي يتعين إيقافه». وكثيرا ما ألقت واشنطن اللوم على متشددين مقيمين في باكستان في أعمال عنف تقع في أفغانستان. بينما تقول باكستان إن قواتها تتكبد خسائر كبيرة في الأرواح وهي تقاتل المتمردين وترفض أي تلميح بتقديمها الدعم لهم.

وقتل نحو 5000 جندي باكستاني منذ أن انضمت إسلام آباد للحرب الأميركية على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر.

وتعتبر شبكة حقاني واحدة من ثلاثة فصائل متمردة متحالفة مع طالبان وتقاتل حلف الأطلسي والقوات الأفغانية في أفغانستان المجاورة.

واستولى متمردون في شاحنة محملة بمتفجرات على مبنى في كابل يوم الثلاثاء الماضي وأطلقوا منه صواريخ وأعيرة على السفارة الأميركية وغيرها من الأهداف في الحي الدبلوماسي بالعاصمة الأفغانية كما اشتبكوا مع الشرطة في اشتباك دام 20 ساعة. وقتل خمسة رجال أمن أفغان و11 مدنيا.