نجاد إلى الأمم المتحدة وفريق خامنئي حذره من الخطب اللاذعة

تضارب في أنباء الإفراج عن الأميركيين المعتقلين في إيران

صورة متحركة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ينقلها أمس مناوئون لنجاد بالقرب من مبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث من المقرر أن يخطب نجاد (أ.ف.ب)
TT

توجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى الاجتماع السنوي للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، أمس (الاثنين)، بينما سعى خصومه في الداخل للتشكيك في أن كلمته أمام العالم تمثل الموقف الرسمي لطهران. وقال مسؤول إيراني طلب عدم نشر اسمه إن حلفاء خامنئي حذروا أحمدي نجاد من الخطب اللاذعة التي دعا فيها في الماضي إلى محو إسرائيل من على الخريطة، وزعم أن الولايات المتحدة دبرت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على نيويورك وواشنطن. وقال المحلل حميد فره وشي: «حتى إذا ألقى خطبا نارية أو طالب مرة أخرى بمحو إسرائيل من على الخريطة يجب عدم تفسير تلك الكلمات على أنها آراء الحكام المتشددين».

وأضاف، مشيرا إلى التحذيرات التي وجهت للرئيس وجه التحذير لمنع أي مفاجآت مريرة يمكن أن تلقي بالمزيد من الضغوط على البلاد وقيادتها، لكن أحمدي نجاد لا يمكن التكهن بتصرفاته. وتساور النخبة الحاكمة في إيران القلق على وجه الخصوص من امتداد أثر الانتفاضات الشعبية في دول عربية. وهم يقولون إن الانتفاضات مستلهمة من الثورة الإسلامية التي قامت عام 1979، لكن أغلب المحللين يقولون إنها علمانية ومطالبة بالديمقراطية في الأساس.

وقال فرزي: «القضية الرئيسية لخامنئي هي الحفاظ على المؤسسة عندما تحدث كل هذه التغييرات للأنظمة في المنطقة. وفرضت الإقامة الجبرية في المنزل على زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي منذ فبراير (شباط) للحد من إمكانية حدوث اضطرابات. لكن الزعيمين يصران على أن حركة الإصلاح ما زالت حية».

وفي محاولة من جانبه لأبعاد الأنظار عن تراجع موقفه في الجمهورية الإسلامية، قال أحمدي نجاد لوسائل إعلام أميركية، الثلاثاء، إن الأميركيين اللذين حكم عليهما مؤخرا بالسجن ثماني سنوات بتهمة التجسس سيفرج عنهما خلال بضعة أيام. لكن السلطة القضائية الإيرانية، التي يسيطر عليها متشددون محافظون منافسون له، سارعت باستبعاد أي إفراج وشيك عن شين باور وجوش فاتال، مما سبب له إحراجا علنيا بالغا، وأبرز مدى الافتقار المتزايد لمصداقية الرئيس».

وقال المحلل السياسي حسن فرزي: «الحكام المتشددون أسقطوا الأقنعة في التعامل مع أحمدي نجاد، من خلال تعطيل الإفراج عن الأميركيين أظهرت المؤسسة أن أحمدي نجاد بطة عرجاء. وأضاف من غير المرجح أن يكون مثل هذا الرئيس الضعيف قادرا على تحقيق أي انفراجة دبلوماسية لدى الاجتماع بزعماء العالم في نيويورك. ويجعل تضارب تصريحات الزعماء فهم تسلسل القيادة المعقد في نظام الحكم الإيراني أكثر صعوبة بالنسبة للغرب في مثل هذه المجالات الحساسة، مثل الدبلوماسية في برنامج إيران النووي، والانتفاضة الشعبية في سوريا، الحليف الرئيسي لإيران في الشرق الأوسط. ونأى ساسة إيرانيون، ومنهم رجال دين بارزون، والحرس الثوري (الذي قمع احتجاجات شعبية في الشوارع بعد إعادة انتخاب أحمدي نجاد عام 2009 في انتخابات الرئاسة) بأنفسهم عن الرئيس، فيما يتعلق بتحديه لسلطة الزعيم الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي.

وعانى أحمدي نجاد من سلسلة من الانتكاسات الشديدة في صراعه على السلطة مع خامنئي. وخلال الأشهر الماضية، ألقي القبض على 25 (على الأقل) من حلفاء أحمدي نجاد، وجرى حجب عدد من مواقع الإنترنت التابعة لهم.

واتهم أقرب حلفائه، إسفنديار رحيم مشائي، بالفساد وقيادة تيار ضال يسعى لتحدي السلطة الدينية وعملية احتيال بنكي قيمتها 2.6 مليار دولار وصفت بأنها أكبر عملية احتيال مالي في تاريخ إيران. ورفض أحمدي نجاد الاتهامات الموجهة لحلفائه، ويرافق مشائي الرئيس الإيراني في رحلته إلى الأمم المتحدة.