تعقد غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي اجتماعها الأول اليوم (الثلاثاء)، بدعوة من رئيس محكمة الاستئناف القاضي أنطونيو كاسيزي، وفق البرنامج الذي حدده الأخير، وهو «البحث في مسائل متنوعة مثل عقد جلسة لمثول المتهمين أمام هذه الغرفة للمرة الأولى إذا كانوا قيد الاحتجاز، والبت في ما إذا كانت المحاكمة الغيابية صحيحة، والفصل في الطلبات الأولية». ويترأس الجلسة رئيس الغرفة القاضي السويسري روبرت روث، بحضور الأعضاء القاضية اللبنانية ميشلين بريدي والقاضي الأسترالي ديفيد ري والقاضية الجامايكية المناوبة جانيت نوسورثي، كما يحضرها القاضي اللبناني المناوب وليد عاكوم. وذلك وفقا للنظام الأساسي وقواعد الإجراءات والإثبات الخاص بالمحكمة. وعشية هذه الجلسة التي تحمل دلالات على قرب انطلاقة المحاكمات، كشف النائب العام التمييزي في لبنان القاضي سعيد ميرزا، لـ«الشرق الأوسط»، عن أنه أودع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تقريره الشهري عن نتائج البحث عن المتهمين الأربعة بقضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري (هم المسؤولون الأمنيون في حزب الله مصطفى بدر الدين، وسليم العياش، وحسين عنيسي وأسد صبرا)، الذي طلبه رئيس المحكمة القاضي أنطونيو كاسيزي.
وفي وقت رفض فيه ميرزا إعلان مضمون التقرير «حفاظا على سرية المراسلات والتعاون القائم بين النيابة العامة التمييزية والمحكمة الدولية»، أكد مصدر قضائي لبناني لـ«الشرق الأوسط»، أن «التقرير لا يحمل جديدا عن التقرير السابق، ومفاده أن السلطات اللبنانية لم تلق القبض على أي من المتهمين المذكورين لعدم العثور عليهم حتى الآن». ويأتي ذلك بموازاة استمرار التحقيق الذي يجريه القاضي ميرزا حول مقابلة مجلة «تايم» الأميركية مع أحد المتهمين في قضية اغتيال الرئيس الحريري، حيث أكد النائب العام التمييزي أن «هذا التحقيق لن يتوقف قبل معرفة كل ملابسات المقابلة».
وفي السياق نفسه، أكد القاضي ميرزا لـ«الشرق الأوسط»، أن «القضاء اللبناني سلم المحكمة الدولية اليوم (أمس الاثنين) ملفات التحقيق الذي أجراه المحققون العدليون في لبنان، حول محاولتي اغتيال الوزيرين مروان حمادة وإلياس المر، وجريمة اغتيال المناضل جورج حاوي، مع كل الوثائق والتقارير والمستندات العائدة لها». وكشفت مصادر عن أن «هذه الملفات التي تسلمها فريق من مكتب المحكمة في بيروت، نقلت أمس جوا إلى لاهاي».