ناشط سوري لـ «الشرق الأوسط»: الأمن يحرق المداجن والمزارع انتقاما

شريط مصور يظهر رجال أمن يقتلون قطيعا من الحمير.. يثير الصدمة

TT

يظهر أحد أشرطة الفيديو التي نشرها ناشطون سوريون على موقع «يوتيوب»، وتم عرضه على شاشات الفضائيات العربية، عناصر من الجيش السوري وهم يقومون بضرب وجلد قطيع من الحمير، تستخدم لنقل الأغراض في المناطق الريفية. ويعمد الجنود في الشريط نفسه إلى توجيه أسلحتهم نحو القطيع، ويطلقون النار عليه بكثافة.

وأثار الفيديو، الذي حقق نسبة مشاهدة كبيرة، الصدمة في أذهان من شاهده وتساءل كثيرون عن الدافع والهدف من تعذيب الحيوانات وقتلها بهذه الطريقة. وقال أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» إلى إن «الأمن قام بقتل قطيع الحمير الذي ظهر في الفيديو لأن الأهالي يستخدمون هذه الحيوانات في نقل المواد التموينية في قرية الجبة قي منطقة القلمون وفي معظم القرى والمناطق المحاصرة أمنيا». وأضاف أنها «ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الأمن السوري بارتكاب أفعال مماثلة، فقد قاموا بحرق الكثير من المداجن والمزارع في مدينة درعا، كما أحرقوا محاصيل زراعية وأراضي وبساتين، وهدفهم من هذه الأفعال إحداث أضرار في ممتلكات الناس المشاركين في المظاهرات والانتقام منهم بأي وسيلة كانت». ولا ينفي الناشط، الذي شاهد بعينه إحراق مزرعة دواجن في إحدى قرى درعا، وجود استعداد نفسي عند أجهزة الأمن و(الشبيحة) لممارسة العنف ضد الحجر والبشر وحتى الحيوانات».

وكان ناشطون قد أنشأوا على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مجموعة ساخرة بعنوان «المنظمة السورية للدفاع عن حقوق الحمير»، وكتب مؤسسو المجموعة في تعريفهم الساخر لها: «في الآونة الأخيرة تعرضت قطعان من الحمير العزل لحملات مداهمة واعتقال وتعذيب وتنكيل وقتل مباشر من قبل عناصر الجيش السوري المدجج بالسلاح.. وهذا أمر مخالف لقوانين الطبيعة ومخالف لمبادئ الإنسانية، لذا نسعى من خلال هذه المنظمة إلى مساندة شركاء البيئة والحفاظ على حياتهم». كما نشروا على حائط الصفحة سؤالا للتصويت وهو: «برأيكم لماذا قتلت الحمير في سوريا»، ووضعوا ثلاثة خيارات للإجابة عن هذا السؤال: «مصدر خطر حقيقي وتنافس على السلطة، أكلوا حزمة الإصلاحات، إنه فقط الأمن والشبيحة بيحق لهم أن يكونوا حمير».

ويذكر أنه في بداية الثورة السورية، أقدم أهالي أحد أحياء مدينة حمص على تعليق لافتة «ليسقط النظام» على ظهر حمار وتركوه يركض في شوارع المدينة، فيما عمد رجال الأمن إلى تعقبه وحين فشلوا في إمساكه أطلقوا النار عليه وقتلوه.