لبنان: المعارضة تنتقد تخطي الحكومة لموقف المجموعة العربية حول الملف السوري في مجلس الأمن

النائب مرعبي: وزير الخارجية اللبناني يعمل لدى وليد المعلم

TT

انتقدت المعارضة اللبنانية تخطي الحكومة اللبنانية لموقف المجموعة العربية فيما خص الملف السوري، وذلك إثر إعلان وزير الخارجية، عدنان منصور، أن «لبنان الذي سيترأس مجلس الأمن لن يوافق على أي قرار يدين سوريا»، مشددا على أن «لبنان يعمل وسيعمل على مساعدة سوريا للخروج من الأزمة وليس بصدد الوقوف بوجهها لتعميق الأزمة». ومن المتوقَّع أن يلقي اليوم رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان كلمة لبنان أمام الجمعية العمومية، كما يرأس غدا جلسة لمجلس الأمن دعا إليها لبنان تحت عنوان «الدبلوماسية الوقائية».

وأثار تصريح وزير الخارجية استياء المعارضة اللبنانية بسبب عدم التشاور مع الدول العربية الأساسية للوقوف على رأيها في الملف السوري. واستهجن نائب رئيس «تيار المستقبل»، النائب السابق أنطوان أندراوس، صدور مواقف مماثلة عن لبنان «توحي وكأننا أصبحنا وسوريا شعبين بنظام واحد»، لافتا إلى أن «مواجهة أي قرار دولي يدين أعمال العنف في سوريا تجعلنا مباشرة شركاء بالجريمة وبعمليات القمع وتضعنا بمواجهة العالمين العربي والدولي معا، مما يهدد المصير والمستقبل اللبناني عامة».

وقال أندراوس، في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «كيف يسمح لبنان لنفسه بتخطي موقف المجموعة العربية الذي تعبر عنه المملكة العربية السعودية ودولة قطر؟ المواقف غير الناضجة التي تتخذها الحكومة تجعلنا نسعى إلى ربيع عربي جديد في لبنان». وإذ أوضح أندراوس أن «المعارضة لا تطالب اليوم بإسقاط النظام اللبناني بل بإسقاط الحكومة وسلاح حزب الله المسيطر على القرار اللبناني»، استغرب موقف رئيس الجمهورية في هذا الصدد الذي اعتبر أنه «يخالف السير تماما». وأضاف: «المطلوب من الرئيس سليمان أن يحافظ على موقع لبنان في المجتمعين العربي والدولي ويحافظ على مقامه من خلال مواجهة رغبة حزب الله بإعادتنا سنوات وسنوات إلى الوراء». وتطرق أندراوس لموقف البطريرك الماروني الأخير بما خص الأحداث في سوريا، وقال: «البطريرك الراعي انضم إلى هذه الجوقة، وأنا أستغرب كيف يسكت رجل دين عن سفك دماء شعب بأسره، حساب البطريرك أمام الله وأمام رئيس الكنيسة المارونية»، لافتا إلى أن «الحديث عن كلام مجتزأ ليس تبريرا؛ كون البطريرك لم يصحح أو يعيد صياغة ما صدر عنه».

وذهب عضو تكتل «لبنان أولا»، النائب معين المرعبي، إلى حد القول: «إن وزير الخارجية عدنان منصور هو وزير سوري يعمل لدى الوزير السوري وليد المعلم»، مستهجنا «التناقض الذي يطبع عمل ومواقف هذا الوزير ومجلس الوزراء مجتمعا»، معتبرا أن «هذه الحكومة عبارة عن مجموعة جمعت كيفما كان وتتحدث كيفما كان». واستغرب المرعبي «كيف يسمح الوزير منصور لنفسه أن يعلن أن لبنان سيمانع أي قرار بوجه النظام السوري دون العودة للمجموعة العربية التي يمثلها؟»، وقال: «أنا أقترح على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري الاجتماع لاتخاذ قرار لبناني رسمي بتحويل هذا الشهر في مجلس الأمن عطلة صيفية كي نتجنب «البهدلات والإحراجات».

ولفت المرعبي إلى أن المعادلة التي تطرح باتت: «هل نحن مع استمرار المذابح في سوريا ومع الجزار، أم أننا نقف إلى جانب تطلعات الشعب السوري بالحرية والديمقراطية؟». وقال: «نعتذر كثير الاعتذار إلى الشعب السوري مما تقترفه أيدي النظام اللبناني ومن مواقفه الإجرامية، ونأمل أن يسقط قريبا ويلحق بالأنظمة التي سبقته إلى السقوط».