تعيين الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد مديرا لقناة الجزيرة

بعد استقالة وضاح خنفر

وضاح خنفر
TT

في خطوة غير متوقعة، قدم وضاح خنفر، مدير عام شبكة «الجزيرة» الإخبارية، أمس، استقالته لأسباب غير معروفة حتى الآن.

وكتب وضاح خنفر الذي يدير القناة منذ عام 2003، في رسالة وجهها إلى العاملين في المحطة: «كنت قد تحدثت مع رئيس مجلس الإدارة منذ زمن عن رغبتي في أن أعتزل الإدارة عند انتهاء السنوات الثماني، وقد تفهم مشكورا رغبتي هذه». وأشاد خنفر بـ«الرعاية التي أولتها قطر شعبا وقيادة لـ(الجزيرة)». وختم خنفر قائلا إن «(الجزيرة) قوية بمنهجها وثابتة بانتماء أبنائها، لا تتغير بتغير موظف ولا مدير، ومصلحة المؤسسات كمصالح الدول تحتاج إلى تداول وتعاقب، فتحا لرؤى جديدة، واستجلابا لأفكار مبدعة». وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من الانتقادات وجهت مؤخرا إلى «الازدواجية» التي تعاملت بها القناة القطرية في تغطيتها للتحركات الشعبية التي تجري في عدد من البلدان العربية. وأشاد خنفر الذي عمل مراسلا للقناة في جنوب أفريقيا وأفغانستان والعراق قبل أن يتم تعيينه مديرا عاما لها بـ«الرعاية التي أولتها قطر شعبا وقيادة لـ(الجزيرة)». وأكد أن الأنظمة خافت «من هذا المخلوق الجديد وحاربته بكل صرامة، بالإشاعات أولا، ثم بالاحتجاج لدى الحكومة القطرية، ثم بالاستهداف المباشر لمراسلي القناة ومكاتبها، وصولا إلى الاعتقال وإغلاق المكاتب، ثم في حجب إشارتها والتشويش على بثها، كل ذلك و(الجزيرة) ماضية في طريقها التحريري». واعتبر أن المشاهدين «منحوا (الجزيرة) ثقتهم» بعدما «انحازت لهم في شوقهم للتحرر والكرامة والانعتاق، وأن شاشتها تنتمي إلى عالمهم هم، ليست وافدة مما وراء البحار، ولا حاملة لأية أجندة سياسية أو حزبية أو آيديولوجية، وأنها تؤمن بمنح الجميع صوتا، حتى أولئك الذين آذوها واعتقلوا أبناءها». وأضاف خنفر في رسالته أن «الثقة التي منحها الناس لـ(الجزيرة) كانت عن سابق وعي وتمحيص، ومع ذلك فلن يكون جمهورنا رفيقا بنا إن أخطأنا، وهذا خير ضمان لاستمرار (الجزيرة) في طريقها ونهجها». ولفت إلى أنه حرص خلال توليه إدارة القناة طوال ثمانية أعوام على أن يحافظ على «غرفة أخبار مستقلة تحترم عقول المشاهدين وتنحاز إلى وعيهم بمهنية». وختم خنفر أن «(الجزيرة) قوية بمنهجها وثابتة بانتماء أبنائها، لا تتغير بتغير موظف ولا مدير، ومصلحة المؤسسات كمصالح الدول تحتاج إلى تداول وتعاقب، فتحا لرؤى جديدة، واستجلابا لأفكار مبدعة».

وأعلنت القناة أنه تم تعيين الشيخ أحمد بن جاسم ين محمد آل ثاني مديرا عاما للشبكة خلفا لخنفر، من دون أن توضح أسباب استقالته. والمدير الجديد لـ«الجزيرة» بحسب قرار تعيينه «يحمل بكالوريوس في هندسة البترول ودراسات عليا (ماجستير) في الإدارة المتكاملة للمشاريع البترولية من لندن وفرنسا، وقد تدرج منذ عام 1991 في عدة مناصب في شركة (قطر غاز) ولديه خبرة خارج دولة قطر في بعض الشركات العالمية».

وعمل خنفر، مراسلا للقناة في جنوب أفريقيا وأفغانستان والعراق قبل أن يتم تعيينه مديرا عاما لها بـ«الرعاية التي أولتها قطر شعبا وقيادة لـ(الجزيرة)». ثم انتقل بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، إلى الهند لتغطية تداعيات الحرب على أفغانستان. وبعد سقوط طالبان وقصف مكتب «الجزيرة» بكابل ذهب خنفر إلى أفغانستان وواصل تغطية الأحداث في مختلف أنحاء أفغانستان لمدة خمسة أشهر. بعدها انتقل إلى العمل في العراق، حيث تتبع مجريات الأحداث قبيل الحرب على العراق من السليمانية شمال العراق، ثم غطى الحرب من خلال إقامته في شمال العراق، وبعد أن سقطت بغداد انتقل إليها وعين مديرا لمكتب «الجزيرة» في العراق، حيث أعاد تجهيز المكتب وتفعيله بعد أن قصف من قبل الطائرات لأميركية، وأدى حينها إلى مقتل مراسل «الجزيرة» طارق أيوب. قدّم وضاح خنفر، برنامج «المشهد العراقي» الذي كان يذاع على الهواء مباشرة من بغداد، وواصل عمله في العراق إلى أن عين مديرا لقناة «الجزيرة» في 26 أكتوبر 2003 خلفا لمديرها السابق محمد جاسم العلي، فانتقل إلى الدوحة، وفي فبراير (شباط) عام 2006 عين مديرا عاما لشبكة «الجزيرة» التي تضم مختلف القنوات والمؤسسات التابعة لـ«الجزيرة» بما فيها القناتان الإخباريتان العربية والإنجليزية والجزيرة الوثائقية والرياضية.