كابل: مقتل برهان الدين رباني رئيس مجلس السلام الأفغاني في هجوم انتحاري

عضو في طالبان نفذ الهجوم بتفجير عبوة ناسفة كانت مخبأة في عمامته

TT

قال مسؤول رفيع في الشرطة إن رئيس مجلس السلام الأعلى الأفغاني والرئيس السابق برهان الدين رباني قتل في هجوم على منزله في كابل أمس.

وقال رئيس قسم التحقيقات الجنائية في شرطة كابل محمد ظاهر لـ«رويترز» «رباني استشهد»، ولم يدل بتفاصيل.

وأفادت قناة «تولو» التلفزيونية بأن «الرئيس السابق برهان الدين رباني قتل في انفجار وقع في منزله»، مضيفة أن «خمسة أشخاص آخرين قتلوا في الانفجار».

وقد دوى الانفجار في الشارع العاشر الواقع في حي وزير أكبر خان، القريب من الممثليات الدبلوماسية والسفارات في أفغانستان.

وبحسب المعلومات الأولية التي أوردتها قناة «تولو» المحلية، فإن الانفجار وقع مساء أمس، الذي أسفر كذلك عن مقتل 3 من حراس رباني. هذا ولم تعلن أي من الجماعات المسلحة في أفغانستان مسؤوليتها عن مقتل الرئيس الأفغاني الأسبق.

وقال المتحدث حامد علمي لـ«رويترز»: «تلقى الرئيس وهو في الجو ببالغ الأسى نبأ وفاة البروفسور رباني، وسيعود بعد قليل إلى أفغانستان». وأضاف أن كرزاي حاليا على متن طائرة.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن رباني الذي يرأس المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان كان يجتمع مع أعضاء من حركة طالبان في منزله وقت حدوث الانفجار. ويقود المجلس الجهود الأفغانية للتفاوض مع طالبان.

وقد تم تعيين رباني، الذي تولى رئاسة البلاد وسط فوضى الحرب الأهلية من 1992 وحتى عام 1996 رئيسا للمجلس الأعلى للسلام الذي كلفه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بالتفاوض مع طالبان.

ولم يحقق المجلس أي نجاح في مساعيه حتى الآن.

وقال المتحدث باسم الشرطة حشمت ستانكزاي إن «انفجارا وقع داخل منزل برهان الدين رباني أدى إلى استشهاده، كما أصيب عدد آخر بجروح».

وصرحت الشرطة أن انتحاريا من حركة طالبان نفذ الهجوم بتفجير عبوة ناسفة كانت مخبأة في عمامته.

وقال رئيس التحقيقات الجنائية في كابل محمد زاهر إن «رجلين كانا يتفاوضان مع رباني باسم طالبان هذا المساء، وخبأ أحدهما المتفجرات في عمامته».

وأضاف أن الرجل «اقترب من رباني وفجر العبوة الناسفة. واستشهد رباني وأربعة آخرون من بينهم معصوم ستانكزاي» نائب رباني.

ويعد مقتل رباني أكبر عملية اغتيال لشخصية بارزة منذ الغزو الذي شنه التحالف الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بنظام طالبان في أواخر 2011.

وبعد أقل من شهرين على مقتل شقيق الرئيس الأفغاني أحمد والي كرزاي. يذكر أن رباني وهو طاجيكي كان يشغل من قبل منصب رئيس أفغانستان كما أنه زعيم المعارضة الرئيسي في البلاد. إلى ذلك قال مصدر رفيع في الشرطة إن المستشار السياسي للرئيس الأفغاني حميد كرزاي أصيب بجروح بالغة في هجوم في كابل كابل الذي قتل فيه الرئيس السابق ورئيس المجلس الأعلى للسلام البروفسور رباني. وفي تصريح لـ«رويترز»، قال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه حيث إنه غير مصرح له بالحديث إلى وسائل الإعلام: «معصوم ستانكزاي حي يرزق لكنه أصيب إصابة بالغة». ووقع التفجير بالقرب من السفارة الأميركية في كابل. ويعد ثاني هجوم خلال أسبوع يقع في المنطقة الدبلوماسية التي يفترض أنها مؤمنة. وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن سيارة إسعاف وصلت إلى مكان الانفجار وأغلقت الشرطة الطرق المحيطة به. وصرح سياسيان مقربان من رباني قبل تأكيد الشرطة «نعم، لقد توفي»، وسط بكائهما أثناء مكالمة هاتفية مع وكالة الصحافة الفرنسية.

ولم يتسن الاتصال بحركة طالبان للحصول على تعليقها على الهجوم، إلا أن مقاتلي الحركة المتمردة هاجموا كابل بعنف في الأشهر الأخيرة.

ومن بين أعنف تلك الهجمات الحصار الذي استمر 20 ساعة على السفارة الأميركية ومهاجمة مقر القوة الدولية للمساعدة على حفظ الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة لحلف الأطلسي الذي أسفر عن مقتل 14 شخصا.

وتولى رباني رئاسة أفغانستان خلال الحرب الأهلية المدمرة من عام 1992 وحتى تولت طالبان السلطة في عام 1996.

وكان كرزاي يهدف من إنشاء مجلس السلام الأعلى إلى فتح حوار مع المتمردين الذين يحاولون الإطاحة بحكومته منذ الإطاحة بنظامهم على يد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أواخر 2001.

وافتتح المجلس المؤلف من 68 عضوا اختارهم كرزاي بنفسه في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2010 وسط تزايد الأنباء عن محادثات سلام سرية مع زعماء طالبان وعدد من الجماعات المسلحة الرئيسية.

وفي كلمته أثناء افتتاح المجلس أعرب رباني عن «الثقة» بأن السلام ممكن، حسب بيان صدر عن القصر.

ونقل عنه قوله «آمل في أن نتمكن من القيام بخطوات كبيرة لإحلال السلام والقيام بواجبنا بجهد لا يكل ولا يمل وبعون من الله».

وطبقا لمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، فإن رباني من بين الشخصيات الأفغانية البارزة المتهمة بارتكاب جرائم حرب خلال القتال الضاري الذي أدى إلى مقتل أو تشريد مئات آلاف الأفغان في مطلع التسعينات.