الغموض يحيط بمواقف دول أساسية حول الطلب الفلسطيني بالعضوية.. ترقبا لـ«الرباعية» ورؤية نص الطلب

كلينتون تدعو لافروف للرفض.. ومسؤول فرنسي لـ «الشرق الأوسط»: ملتزمون بمسؤولياتنا لكن الصورة لم تتبلور

TT

رغم أن الموقف الأميركي واضح تجاه الطموح الفلسطيني لتقديم طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، فإن مواقف دول عدة وخاصة الأعضاء في مجلس الأمن لم تحدد بعد. وتقوم الولايات المتحدة بدبلوماسية مكثفة لإقناع دول حليفة بعدم دعم الطلب المرتقب أن يقوم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة المقبل بتقديمه، بينما تبحث عن خطوات إضافية لإظهار التزامها الملموس بدفع عملية السلام في الشرق الأوسط.

وهناك سيناريوهات عدة ممكن أن تتبلور في الأيام الثلاثة المقبلة تؤثر على الطلب الفلسطيني، وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»: «إننا حقا لا نعلم مسبقا كيف ستتطور الأمور». ولكن من بين السيناريوهات المطروحة إمكانية إصدار اللجنة الرباعية، التي تشمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، بيانا يوضح الخطوط العريضة لحل سلمي للنزاع العربي - الإسرائيلي. وهذا كان موضع نقاش بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وعدد من المسؤولين المتواجدين في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة، على رأسهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وأفاد مسؤول أميركي رفيع المستوى حضر الاجتماع بين كلينتون ولافروف مساء أول من أمس أن الاجتماع تركز بشكل كبير على الموضوع الفلسطيني، قائلا: «أوضحت الوزيرة موقفها حول اعتقادها بأن التحرك في الأمم المتحدة ليس هو الطريق الأفضل إلى الأمام، وقد قضت غالبية وقتها تشجع وزير الخارجية (الروسي) بالعمل معها على وجود طريق إلى الأمام يعيد الطرفين إلى المفاوضات».

ولكن من غير الواضح لدى الروس، ولدى الكثيرين في نيويورك، ما هي تلك الخطوات التي يمكن أن تدفع الفلسطينيين والإسرائيليين إلى المفاوضات بعد أكثر من عامين من فشل تلك الجهود، باستثناء أسبوعين ونصف بعد اجتماعات الجمعية العامة لدى الأمم المتحدة العام الماضي. وخلال العام الماضي، فشلت الإدارة الأميركية في إعادة الطرفين إلى المفاوضات مما يزيد من الشكوك حول إمكانية الخروج بصيغة جديدة تحيي المحادثات مجددا.

وأوضح المسؤول الأميركي الذي حضر الاجتماع بين كلينتون ولافروف أنهما «راجعا الوضع الحالي بما في ذلك العمل المتواصل من قبل الرباعية لتحديد مسار ممكن للمفاوضات بين الطرفين يمكن أن يؤدي إلى الهدف الذي تتفق عليه روسيا والولايات المتحدة وهو حل الدولتين المتفق عليه من الطرفين». وطلب الوزيران من مندوبيهما مواصلة الجهود الحالية للتوصل إلى بيان من الرباعية لكن لم يتضح بعد شكل ذلك البيان.

وردا على سؤال من «الشرق الأوسط» حول إمكانية وضع القرار الفلسطيني للتصويت هذا الأسبوع، قال المسؤول الأميركي: «لا أريد دخول لعبة التكهن، هناك أمور كثيرة متحركة، وهناك أطراف متواصلة بأشكال مختلفة في هذه العملية». وفي حال واصل الفلسطينيون توجههم إلى مجلس الأمن، تنظر واشنطن إلى أعضاء آخرين ليمتنعوا عن دعم المبادرة الفلسطينية مما يفشلها من دون الحاجة لاستخدام واشنطن حق النقض (الفيتو). وتعول الإدارة الأميركية على الاعتماد على حلفائها الأوروبيين بعدم تأييد الطلب الفلسطيني. ولكن لم يوضح الاتحاد الأوروبي موقفه بعد، منتظرا أيضا نتائج المشاورات الجارية في نيويورك. وهناك دول مثل آيرلندا والنرويج والسويد أكدوا عزمهم الموافقة على الطلب الفلسطيني، ولكن الموقف الفرنسي والبريطاني أقل وضوحا. وقال مصدر فرنسي مرافق للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي: «لم نعلن تحديدا موقفنا حتى الآن، وذلك لأسباب معروفة خاصة أننا لم نر فحوى الطلب الفلسطيني بعد ولم تتبلور الصورة بشكل كامل حول الخطوات المقبلة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قلنا من البداية إننا سنلتزم بمسوؤلياتنا ونقوم بما هو مطلوب ولكن أوضحنا للفلسطينيين أنه من الضروري عدم القيام بخطوة تمنع المفاوضات مستقبلا». وتابع أن دولا عدة حذرة من حسم موقفها من الطلب الفلسطيني إذ إنها لا تعلم بعد فحوى الطلب بالإضافة إلى أنه من غير الواضح إذا كانت هناك خطوات استباقية تجعل الفلسطينيين يعيدون النظر بقرارهم التوجه إلى مجلس الأمن لطلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وأفادت مصادر عربية مشاركة في اجتماعات الجمعية العامة لـ«الشرق الأوسط» أن الفلسطينيين يواصلون مشاوراتهم مع أطراف مختلفة ولكنهم عازمون على المضي قدما. ولكن حتى يوم أمس لم تكن هناك مسودة قرار متداولة في نيويورك لمعرفة فحوى الرسالة المتوقع أن يوجهها عباس إلى الأمم المتحدة.