غرفة طوارئ في الجيش الإسرائيلي لمواجهة «شهر الاعتراف بالدولة الفلسطينية»

مياه آسنة لاستخدامها في قمع المظاهرات الفلسطينية

TT

افتتحت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، أمس، غرفة طوارئ حربية لمواجهة ما سمته «خطر اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين بعد البحث في الأمم المتحدة في اقتراح الاعتراف بالدولة الفلسطينية»، فيما كشفت وسائل الإعلام عن قيام الشرطة الإسرائيلية بشراء 50 طنا من المياه الآسنة التي تستخدم في تفريق المظاهرات.

وقد انتشرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال عند مداخل مدن الضفة الغربية، ابتداء من يوم أمس، خصوصا في مناطق الخليل ورام الله. وشددت قوات الاحتلال من الإجراءات الأمنية في القدس المحتلة من خلال نشر آلاف الجنود وعناصر من الشرطة ونصب العديد من الحواجز العسكرية داخل المدينة والبلدة القديمة والبلدات المجاورة لها.

وتأتي هذه الممارسات تزامنا مع قرب البحث في الأمم المتحدة حول طلب عضوية كاملة لدولة فلسطينية مستقلة. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب العامة، وقررت رفع هذه الحالة إلى الدرجة القصوى ابتداء من يوم الجمعة ولمدة ثلاثة أسابيع على الأقل، لمواجهة ما سمته «شهر الاعتراف بالدولة الفلسطينية».

وقالت مصادر في الشرطة إنها أجرت أمس تدريبا لتلخيص استعداداتها للأحداث المتوقعة، وإنها جاهزة مع تسعة آلاف شرطي مزودين بوسائل تفريق المظاهرات، ومواجهة ما سمته بحالات الإخلال بالنظام العام العنيفة، مشيرة إلى أنه تم تزويد أفراد الشرطة بأجهزة «فينوس» لإطلاق قاذفات الغاز المسيل للدموع يصل مداها إلى 150 مترا وجهاز «تسعاكا» (صرخة) الذي ينبعث منه ضجيج رهيب وجهاز «بواش» الذي يطلق مواد ذات روائح كريهة بالإضافة إلى رصاص ملون ورصاص ممتص وقنابل صوت ورصاص مطاطي.

وأشارت مصادر الشرطة إلى أن الرصاص المطاطي الذي من شأنه أن يكون قاتلا، سيتم استعماله بتصريح من القائد العام للشرطة، يوحنان دانينو. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الشرطة تعاقدت على شراء 50 طنا من المياه الآسنة لمواجهه المسيرات السلمية الفلسطينية، التي ستنطلق في 21 و23 الجاري في محافظات الضفة، فيما لو وصلت إلى المستوطنات أو إلى حواجز الجيش. وأكدت الصحيفة أن «الجيش والشرطة أعدا تقنيات حديثة لتفريق المسيرات، ذات نوعية وكمية لم تكونا موجودتين، إحداهما تسمى (العفن)، وهي عبارة عن مادة سائلة رائحتها كريهة لا تستطيع الأنوف تحملها، وهذا سيرش في الميدان بواسطة 20 مركبة أعدت لهذا الغرض».

كما أعدت خطة لإلقاء أكياس تحوي مواد قذرة من الجو على المتظاهرين، ستؤثر عليهم بشكل كبير، إضافة إلى إغراق محافظات الضفة بعشرات الأطنان من المياه القذرة، حيث ستكون المنطقة أكثر قذارة لزمن طويل. ومن اللافت للنظر، أن هذه الوسائل القمعية أعدت، رغم أن الشرطة لا تتوقع مواجهات عنيفة، كما قال القائد العام دانينو. وادعت أنها تقدم على الاستعدادات ضمن التقديرات لأسوأ الاحتمالات الممكنة. وقال قائد وحدة العمليات في الشرطة الإسرائيلية، نيسيم مور، إن الوضع شبيه بقنبلة موقوتة يجب أن تعرف كيف تتعامل معها كي لا تنفجر في وجهك.

وكانت وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية، قد بلورت خطة عاجلة لتفعيل أنظمة طوارئ تمنح الشرطة صلاحيات واسعة، يدخل في نطاقها توقيف، اعتقال والتحقيق مع كل من يشارك في مظاهرات «عنيفة» من «اليهود» والعرب داخل إسرائيل. وقد أثارت هذه الخطة ردود فعل غاضبة لدى منظمات حقوق الإنسان ورجال قانون، حيث إنها تسعى إلى إعطاء الشرطة أدوات للتعامل مع حالات الإخلال بالنظام العام واسعة النطاق، التي تخرج عن السيطرة وتشمل بنودها، السماح للشرطة باحتجاز المتهم بالإخلال بالنظام العام لمدة تسع ساعات بدلا من ثلاث، كما هو متبع اليوم، بافتراض نشوء حالة يصل فيها عدد المعتقلين إلى أعداد كبيرة، بحيث لا تستطيع مراكز الشرطة استيعابهم.