تزايد تهريب سعف النخيل إلى إسرائيل بعد قرار مصر وقف تصديره

يستخدمه اليهود في احتفالاتهم الدينية.. ومصر المصدر الأول له

TT

بعد أن أصدرت السلطات المصرية في يوليو (تموز) الماضي، قرارا بمنع تصدير سعف النخيل المصري إلى إسرائيل، تزايدت في الأيام القليلة الماضية عمليات تهريب السعف الذي يستخدمه اليهود في الاحتفالات الدينية، إلى إسرائيل عبر الحدود الدولية مع مصر.

وكانت السلطات المصرية قد أوقفت عمليات تصدير السعف هذا العام باعتبار أن القطع أضر بثروة النخيل بسيناء، وتقول وزارة الزراعة المصرية، إن عمليات التهريب يمكن أن تسبب الضرر لنحو 400 ألف نخلة بشمال سيناء، مما دعا اللواء السيد عبد الوهاب مبروك، محافظ شمال سيناء، إلى إصدار القرار القاضي بمنع تصدير سعف النخيل إلى إسرائيل، وذلك حفاظا على ثروة النخيل بالمحافظة.

ويقول الدكتور سيد عطا، أستاذ الأراضي الزراعية بجامعة قناة السويس، إن عمليات قطع سعف النخيل تتم في الآونة الأخيرة بصورة عشوائية وغير سليمة، مما أثر على إنتاجية النخيل الموجود بالمنطقة، وإن عمليات القطع الجائر للسعف تؤثر على عملية التمثيل الضوئي والغذائي للنخل بما يؤثر على إنتاجيتها، حيث إن السعف الأخضر يصنع غذاء النبات ويمد الثمار بما تتطلبه من مواد غذائية ومواد سكرية أخرى، مؤكدا على أن قطع السعف يستلزم اتباع طرق علمية وسليمة حتى لا يضر بإنتاج النخيل.

ويستخدم سعف النخيل المصري في احتفالات اليهود الدينية، وخاصة خلال عطلة «Suk kot»، حيث يقدس اليهود السعف السيناوي الذي يتم قطعه من أشجار النخيل التي تنبت بسيناء، ويقبل اليهود على اقتنائه في أعيادهم تبركا به وتبركا بالأرض المقدسة التي يزرع بها السعف، ظنا منهم أن سيناء هي أرض الميعاد المباركة التي وعدهم بها الرب، باعتبار سيناء امتداد أرض الميعاد، كما يعتقد اليهود.

ويقبل الإسرائيليون كذلك على شراء (الجمار)، وهو قلب النخلة، حيث يتبرك اليهود بتوزيعه في الأعياد على المصلين داخل معابدهم للتبرك بأكله ويتميز بطعمه الحلو المائل للسكر.

وتعتبر أفضل أوقات قطع سعف النخيل عقب جمع الثمار مباشرة في فصل الخريف وفي أوائل فصل الربيع أثناء عملية التلقيح، ويسمى قطع السعف «تقليم النخلة»، وبعد القطع يتم تخزين السعف لحين تصديره، وتشير الإحصائيات إلى أن مصر قامت بتصدير نحو 450 ألف جريدة (سعفة) إلى إسرائيل خلال الموسم الماضي، وأن أكثر من 50 في المائة من هذه الكمية المصدرة ذهب إلى إسرائيل وحدها والباقي توزع على الدول الأجنبية الأخرى.

ويقول سمير شبانة، مصدر سعف النخيل من شمال سيناء: «عمليات التقليم لها آثارها وفوائدها على النخلة، حيث تسهم في عملية التمثيل الضوئي للنخلة وتساعدها على النمو».

ويتابع شبانة: «تصدير سعف النخيل بسيناء له مردود اقتصادي على مصر، حيث يتم تصديره لدول أجنبية وأوروبية ولا يقتصر تصديره على إسرائيل، حيث نصدر السعف لكندا وهولندا وبلجيكا وإنجلترا، وقرار منع تصدير السعف سيؤدي خسائر اقتصادية كان من الممكن تفاديها». ويتقاضى عامل تقطيع السعف الواحد أجرة يومية تتراوح ما بين 40 و50 جنيها عن تقطيع ما يقرب من خمس نخلات في اليوم الواحد لذا يحرص المزارعون على تصدير السعف لما يحققه من عائد اقتصادي مرتفع.

ويقوم بعض المزارعين بسيناء بشراء سعف النخيل من باقي المحافظات المصرية الأخرى لإعادة شحنه وتصديره لإسرائيل لزيادة الإقبال عليه، ويطالب خبراء الزراعة في مصر بالاستفادة القصوى من سعف النخيل لتحقيق مردود اقتصادي.

وتعتبر إسرائيل المستورد الأول لسعف النخيل المصري، حيث قامت في عام 2007 باستيراد 700 ألف سعفة نخيل مصري، وطلبت بعد ذلك 300 ألف أخرى لطقوس أعيادها الدينية، وفي عام 2009 طلب وزير الشؤون الدينية الإسرائيلي، يعقوب ماغري، من وزير الدفاع السماح للمستوردين باستيراد سعف النخيل من قطاع غزة لاستعماله في عيد العرش لبناء العرش وقد جاء الطلب بعدما اشتكى مستوردو سعف النخيل من المصدرين المصريين في مدينة العريش، وذلك بعدما رفع المصدرون في شمال سيناء سعر السعف، واشترك المغاربة مع اليهود في الاحتفال بعيد العرش ويطلقون عليه «سيد العرش» بسكون الدال، لكثرة انبهارهم بما يجري من حولهم ويخلطونه بالأعياد الدينية، وتعد المادة الأولية الضرورية للاحتفالات بعيد العرش هي سعف النخيل.