فيلم «أين محلي؟» يوحد مسلمين ومسيحيين وليبراليين في خلطة واحدة

أطلقه نشطاء «سلفيو كوستا» على «يوتيوب» لتكاتف القوى السياسية المصرية

TT

في رسالة سياسية قصيرة، تنفتح فيها مفارقات الصورة الخاطفة للأفلام التسجيلية القصيرة، على مشهد المجتمع بكل تداعياته وملابساته السياسية والاجتماعية والثقافية، وتحت مظلة فنية من نوع خاص، توحد نشطاء سلفيون ويساريون وليبراليون، ومسلمون ومسيحيون، وقاموا بصناعة فيلم سينمائي قصير، دعوا من خلاله كل القوى السياسية في المجتمع للتوحد خلف راية الثورة، والعمل معا من أجل تحقيق أهدافها.

الفيلم دشنه «سلفيو كوستا»، وهم مجموعة شبابية مصرية تخطت العالم الافتراضي إلى الواقع بهدف تصحيح الصورة عن السلفيين، وإتاحة الفرصة لهم في التواصل مع أفكار متنوعة ومدارس فقهية مختلفة، والمفارقة أن المجموعة تضم نشطاء سلفيين ويساريين وليبراليين مسلمين ومسيحيين.

الفيلم حمل اسم «أين محلي؟»، على غرار الفيلم السينمائي الشهير «أين عقلي؟»، ويعد إسقاطا على الأوضاع التي تمر بها مصر حاليا، وهو فيلم كوميدي شارك في كتابته وتمثيله مسيحيون ومسلمون، ويأتي هذا الفيلم بعد نجاح فيلمهم الكوميدي الأول «أين ودني؟» الذي حقق نجاحا كبيرا ونسبة مشاهدة عالية.

حقق الفيلم خلال يومين من عرضه 140 ألف مشاهدة على موقع «يوتيوب». وتم تصويره بمنطقة عزبة الهجانة الشعبية بالقاهرة وكتب في بدايته «ولسه خير بلدنا ماهوش بإيدينا»، وهي مقتبسة من أغنية الشيخ سيد درويش «أهو ده اللي صار».

حول فكرة الفيلم يقول محمد طلبة، مؤسس حركة «سلفيو كوستا»، لـ«الشرق الأوسط»: إن الفيلم يروي، عبر 13 دقيقة، قصة 6 أشخاص هم: قبطي وليبرالي ورجل أعمال و3 إسلاميين، قضوا 30 سنة في المحاكم لاستعادة محلهم (مصر) من رجل ظالم وابنه، وبعدما حصلوا على الحكم فوجئوا بتسلمهم المحل، وتنازعوا على أحقية كل منهم فيه، لكنهم بدخولهم إليه وجدوه (خرابة) وقرروا في نهاية الأمر نبذ الخلافات والتكاتف والتعاون لتحويل (الخرابة) إلى شيء نافع لهم جميعا».

ويضيف: «ندعو، من خلال الفيلم، جميع القوى السياسية للتوحد خلال هذه الفترة الانتقالية العصيبة التي تمر بها مصر، وطرح مخاوفنا من بعضنا جانبا وضرورة تحويل المحل (مصر) إلى مكان نافع للجميع، فكلنا شركاء في الوطن وكل فرد له حق العيش فيه».

ومن اللقطات الكوميدية التي يحفل بها الفيلم «صينية البطاطس بالليبراليين»، وهي الوصفة التي يقدمها أحد الممثلين بالفيلم متهكما على حادثة قطع أذن قبطي.

يشار إلى أن «سلفيو كوستا»، نسبة إلى المقهى الأميركي الشهير، هم مجموعة من شباب السلفيين الجدد المنفتحين والمثقفين الذين شاركوا في ثورة «25 يناير»، وكونوا مجموعة على موقع «فيس بوك» ثم تحولت، بعد أن وصل عدد أعضائها إلى نحو 32 ألف عضو، إلى حركة سياسية ذات خطاب وسطي متسامح، بدأت في استخدام الأفلام القصيرة في إيصال رسالتها وأفكارها عبر الإنترنت، كطريقة جديدة للوصول إلى الشباب المصري من جميع الأطياف.