البحرين: المعارضة تدعو لتطويق العاصمة اليوم.. و«الداخلية» تحذر

رجل دين شيعي لـ «الشرق الأوسط» : المعارضة فقدت مشروعيتها.. وما تقوم به انتحار سياسي

TT

من المنتظر أن ترفع البحرين اليوم حالة التأهب القصوى في البلاد لتفادي دعوة لمعارضين على شبكات التواصل لما سموه «يوم الكرامة» اليوم الأربعاء، وذلك بعمل طوق على مركز الحركة التجارية والاقتصادية في العاصمة المنامة منذ الساعة السابعة إلى العاشرة صباحا، الأمر الذي قد يشل الحركة في البلاد، خصوصا وأن توقيت الطوق يتزامن مع ذهاب الطلاب إلى مدارسهم والموظفين إلى أعمالهم.

وقد حذرت وزارة الداخلية البحرينية مما سمته الخروج عن القانون وتعطيل حركة المرور، وقالت في بيان لها إنها ستتعامل بموجب الصلاحيات القانونية المخولة لها لمنع أي محاولات للخروج عن القانون، مشيرة إلى أن تحذيرها هذا جاء في إطار «متابعتها ورصد الدعوات التي يتم بثها عبر المواقع الإلكترونية أو تداولها بأية صورة، والتي تدعو إلى تعمد تعطيل حركة المرور باستخدام السيارات وإغلاق بعض الطرق وإحداث أزمات بهدف الإخلال بالنظام العام وتعطيل مصالح المواطنين والمقيمين».

وشددت الداخلية البحرينية بأنها ستتخذ الإجراءات القانونية ضد كل من يتم ضبطه لكون هذه الأفعال التي يتم الدعوة إليها مجرمة قانونا.

وأهابت الوزارة بالأهالي وأولياء الأمور ضرورة الاهتمام برعاية أبنائهم والحفاظ عليهم ومنعهم من «الانصياع للمحرضين الذين يشجعونهم على إتيان الأعمال المخالفة للقانون والتي تتسبب في إيذائهم وضياع مستقبلهم».

من جهته قال عبد اللطيف محمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية في البحرين لـ«الشرق الأوسط» إن حالة التصعيد وتأجيج الأوضاع التي يدعو لها حزب الله البحرين تهدف إلى خلق نوع من التوتر للتأثير على سير الانتخابات التكميلية التي ستجرى يوم السبت المقبل لانتخاب 18 نائبا لشغل المقاعد الشاغرة على خلفية انسحاب كتلة «جمعية الوفاق الوطني الإسلامية» المعارضة خلال أحداث فبراير (شباط)، مضيفا أن دوافع محاولة التصعيد التي تديرها المعارضة وتحاول أن تستمر على نهجها في حالة نجاح مثل هذه الخطوة التي يدعون لها إنما جاءت بعد فشلهم في تحقيق أي نجاح خلال المرحلة الماضية، وربما لديهم قناعة أن تقرير لجنة تقصي الحقائق قد يبرز الحقيقة كما هي، وهو ما لم يحقق لهم أهدافهم التي يسعون إليها لاتهام البحرين بوجود خطة ممنهجة ضد الطائفة الشيعية، مضيفا أن ما يدفعهم للتصعيد، ويعني المعارضة، هو «الوضع الحرج في سوريا ومحاولاتهم لفت انتباه وكالات الأنباء العالمية بزيادة التوتر في منطقة الخليج».

وأضاف المحمود: «إن ما زاد حنقهم قيام أبرز كبار وعقلاء العائلات الشيعية المعروفة بزيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وقدموا له ورقة عهد وولاء موقعة بأسمائهم، إضافة إلى تقدم الكثير من الشخصيات الشيعية كمرشحين أو ناخبين في الانتخابات التكميلية، وهو ما يخالف توجهاتهم».

من جهته شن رجل الدين الشيعي المعروف محسن العصفور انتقادا لاذعا لـ«جمعية الوفاق» المعارضة، مشيرا إلى أنها خلف الكثير من الأعمال التخريبية وتصعيد وتأزيم الموقف في البلاد. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الأساليب التي تقوم بها «جمعية الوفاق» غير مقبولة أو منطقية، مؤكدا أن انسحابها من حوار التوافق الوطني غير مبرر لأن من يدخل الحوار عليه القبول بسقف المطالب التي تقوم على مبدأ التوافق، معتبرا أن خروجها ومحاولة شق العصا إنما يمثل خسارة لها، خصوصا وأن نتائج الحوار تصب في الاتجاه الإيجابي، حتى لو تحقق 50 في المائة من المطالب في هذه المرحلة فهو إيجابي.

وأشار العصفور إلى أن «الوفاق» تعيش حالة يأس، خصوصا في ظل دعوة الأمين العام (علي سلمان) إلى تصفير صناديق الاقتراع، معتقدا أنه يملك الشارع الشيعي أو أن الناس تحت طواعيته». وقال «إن صناديق الاقتراع ستكشف له ما إذا كانت له كلمة مسموعة أم لا. على الرغم من أن مثل هذه الدعوات غير مقبولة أصلا وعليها مؤاخذات».

وتساءل العصفور: «إذا كان الأمين العام يثق في نفسه فلماذا لا يصبر قليلا إلى يوم الانتخابات؟». وقال: «إن (جمعية الوفاق) تأسست بطريقة الترهيب والتخويف وحرق السيارات وإغلاق الطرق وسرقة أسطوانات الغاز من بيوت الناس وتفجيرها». وقال «إن هذا العمل لم يحدث له مثيل في العالم، بل إنه أمر مُخزٍ».

واستهد العصفور بمقطع على موقع «يوتيوب» يشير فيه علي سلمان إلى أن تفجير الأسطوانات سيبقى استراتيجية أبدية، وقال: «ولا أعتقد أن عاقلا في الدنيا يقول مثل هذا الكلام الذي يعد من المخالفات الشرعية، بل إنها تصرفات صبيانية وغير مشروعة».

وكشف العصفور أن أحد ممثلي المعارضة سيشارك اليوم الأربعاء في ما سماه «طوق الكرامة» بهدف شل الحركة وضرب حالة الاستقرار الأمني، معتبرا أن ذلك الفعل يجيزه الشرع، وقال: «كان ردي له: إن الشرع لا يجيز مثل هذه الأعمال التي تؤدي إلى قطع الطرقات على الناس وعدم تمكينهم من الوصول إلى أعمالهم أو وصول المرضى إلى المستشفيات، بل هو أمر محرم».

وأشار إلى أن المعارضة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وهي تقوم بأعمال لمجرد الضغط على الحكومة بهدف إلغاء الانتخابات، ومن ثم إتاحة الفرصة لهم للعودة مجددا للدخول في الانتخابات، أما إذا فاتت عليهم هذه الفرصة فستحترق أوراقهم سياسيا، وقد يستنفدون كل السبل بعمل جنوني، مشيرا إلى أنهم لا يريدون أن يعيشوا بسلام أو يتركوا غيرهم بسلام في ظل الإنجازات التي حققتها حكومة البحرين والدعم الذي يحظى به المواطن.