المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية: إطلاق الأميركيين المعتقلين في إيران قريبا

نهاد عوض لـ «الشرق الأوسط»: الإيرانيون أبلغونا تقديرهم لجهودنا خلال زيارتنا إلى طهران

TT

قال نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية «كير» في واشنطن، أكبر منظمات اللوبي والنشاطات الإسلامية في الولايات المتحدة، الذي زار طهران، مؤخرا، ضمن وفد إسلامي - مسيحي من أجل العمل على إطلاق سراح معتقلين أميركيين بتهمة التجسس، إن المسؤولين الإيرانيين وعدوا بإطلاق سراحهما «قريبا»، وجاء ذلك بينما بقي قرار الإفراج عنهما معلقا أمس بانتظار توقيع قاض «يقضي إجازة».

وقال عوض لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أبلغنا المسؤولين الإيرانيين بأنهم يقدرون جهود الوفد، منذ قبل زيارة الوفد لإيران، وخلال الزيارة، وأن هذه الجهود، كما قالوا، ساعدت وكانت هامة، في قرار المسؤولين الإيرانيين بإطلاق سراح الأميركيين». وكان عوض اشترك في وفد إسلامي - مسيحي لزيارة طهران، ضم الكاردينال ثيودرو ماكاريك، أسقف واشنطن الكاثوليكي، والقس جون شين، مدير الكاتدرائية الوطنية في واشنطن، ولاري شين، عضو كونغرس سابق في ولاية نورث كارولينا، والآن رئيس مجلس إدارة «كير». وقال بيان أصدره الوفد بعد عودته من إيران إن الوفد سافر إلى إيران، بناء على دعوة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، «لمواصلة المحادثات الدينية التي كانت بدأت خمس سنوات بين الزعماء الدينيين في الولايات المتحدة وإيران»، وإن الزيارة «تزامنت مع إعلان الرئيس أحمدي نجاد أن المعتقلين الأميركيين شين باور وجوش فتال، سيطلق سراحهما خلال فترة قصيرة».

وقال مراقبون في واشنطن إن محكمة إيرانية كانت أصدرت حكما بالسجن على الأميركيين لثماني سنوات، بتهمة دخول إيران بصورة غير مشروعة، وأيضا اتهما بالتجسس لصالح الحكومة الأميركية. وكان الوفد الإسلامي - المسيحي قابل في طهران أولا ممثلين عن وزارة الخارجية الإيرانية، ثم أمضى أكثر من ساعة مع الرئيس أحمدي نجاد، ومع مسؤولين حكوميين كبار آخرين.

وحسب بيان الوفد، اقترح أحمدي نجاد تشكيل لجنة ثنائية بين الجانبين الدينيين الإيراني والأميركي، تشمل زعماء دينيين وعلماء، ليبدأ «بناء جسر ديني وإنساني» بين البلدين، وللاستفادة من «العنصر المشترك للرحمة والإنسانية التي هي جزء من المبادئ الدينية المسيحية والإسلامية».

وبالإضافة إلى المعتقلين الأميركيين، ناقش الوفد مشكلة إيرانيين معتقلين في سجون أميركية، واجتمع الوفد مع عائلات بعض هؤلاء، وعن هؤلاء قال عوض: «سمعنا قصصا حزينة عن هؤلاء المعتقلين، وواضح أن الأحزان في الجانبين، وإذا لم نعالج هذه الأحزان، فلن نقدر على التحرك إلى الأمام». وكان من المقرر أن يتم أمس التوقيع على الإفراج عن المعتقلين الأميركيين، من قبل قاض إيراني بعد انتهاء إجازته أمس، وقال مسعود شافعي، محامي الأميركيين لوكالة الصحافة الفرنسية: «ذهبت إلى المحكمة صباحا وقيل لي إن القاضي غائب». وأضاف محامي شاين باور وجوش فتال (29 عاما): «انتظرت قليلا وقيل لي إنهم سيتصلون بي فرحلت». وكان الأميركيان اعتقلا في يوليو (تموز) 2009 عند الحدود الإيرانية – العراقية، وحكم عليهما في أغسطس (آب) بالسجن ثماني سنوات بتهمة التجسس ودخول إيران بصورة غير مشروعة.

وكان أحمدي نجاد الذي وصل إلى نيويورك، مساء أول من أمس، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن في 13 سبتمبر (أيلول) أن طهران قررت في «بادرة إنسانية أحادية»، الإفراج عن الأميركيين «خلال أيام»، كما أكد وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، الأحد الماضي، أن «السلطة القضائية تنوي خفض عقوبة» الأميركيين، من دون تحديد موعد لاتخاذ مثل هذا القرار، غير أن السلطة القضائية، التي يهيمن عليها المتشددون، نفت لاحقا هذه المعلومات، مؤكدة أن أي قرار لم يتخذ بعد، وانتقدت إعلان أحمدي نجاد، مؤكدة أنها الوحيدة المخولة بإعلان القرارات القضائية.

وكان شافعي أكد أن مسؤولا قضائيا أبلغه بقرار الإفراج عن موكليه مقابل كفالة قيمتها 500 ألف دولار لكل واحد، وتابع أن دفع الكفالة لا يزال معلقا منذ أسبوع، في انتظار توقيع القاضي الذي يقضي «إجازة». وكان مسؤول أكد، الأحد، للمحامي أن القاضي سيعود من إجازته، أمس.

والتوتر المستمر بين السلطتين التنفيذية والقضائية تفاقم في الأشهر الماضية، منذ الهجوم السياسي والقضائي للمتشددين في النظام، على أوساط الرئيس أحمدي نجاد، خصوصا مستشاره الرئيسي، رحيم اسفنديار مشائي.

وأدى الإفراج في سبتمبر 2010 عن الأميركية سارة شورد، التي كانت برفقة الأميركيين، بكفالة لأسباب صحية، إلى اختبار قوة بين الحكومة والسلطة القضائية التي أرجأته لأيام لأسباب إجرائية.

والأسبوع الماضي أعربت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، عن ثقتها بأن القرار الذي أعلنه أحمدي نجاد سيطبق.

ولا تقيم إيران والولايات المتحدة التي لا تزال طهران تعتبرها «الشيطان الأكبر» علاقات دبلوماسية منذ 1980.