سلطانية: لن نسلم بعد الآن أسماء علمائنا النوويين للوكالة الدولية بعد تسربها

إيران تصعد من حملة التشهير بأجهزة الاستخبارات وتتهمها بالتخطيط لاغتيال علمائها

TT

صعدت إيران من حملة تسعى من خلالها إلى التشهير بأجهزة استخبارات تتهمها بالتخطيط لاغتيال علمائها النوويين، موجهة أصابع الاتهام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي بأنهما وراء تسريبات لقوائم تحمل أسماء أولئك العلماء.

وكان المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السفير علي أصغر سلطانية، قد أكد في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، استحالة أن تواصل إيران تقديم قوائم بأسماء علمائها النوويين، كما تطلب الوكالة ضمن عمليات التفتيش والتحري والتحقق مع أولئك العلماء، مشيرا إلى أن الوكالة من جانبها تقدم تلك القوائم لمجلس الأمن الذي فرض على بعضهم عقوبات وحظر حريتهم في التنقل ضمن حزم العقوبات التي فرضها المجلس على إيران بتهم عدم الالتزام والتجاوز.

ووفقا لسلطانية فإن الوكالة ما لم تقنع إيران بقدرتها على الحفاظ على سرية تلك القوائم التي أضحت تتسرب وتصل إلى أيدي أجهزة استخبارات أجنبية فإن إيران لن تكشف عن علمائها.

وكانت إيران قد وجهت اتهامات لوكالات استخبارات غربية بدعوى أنها تخطط لاغتيال العلماء الإيرانيين، بل إنها أقدمت فعلا على اغتيال اثنين من العلماء الإيرانيين هم البروفسير قاسمي مجيد شهرياري ومسعود علي محمدي، في حين نجا من الاغتيال فريدون عباسي، رئيس وكالة الطاقة النووية الإيرانية.

وكما أشار سلطانية فإنه قد نقل للوكالة استعداده شخصيا لتوصيل أسئلتها للعلماء والعودة بأجوبتهم، بدلا عن تقديم أسمائهم حتى يحسم خطر أن تتسرب أسماؤهم ويتعرضوا للاغتيال في ظاهرة وصفها بالتفرد في «القبح»، مكررا القول إن مديري الوكالة ومنهم مديرها السابق الدكتور محمد البرادعي ومديرها الحالي يوكيا أمانو لم يخفيا حقيقة أن الوكالة غير قادرة على التحكم في سرية ما يصلها من معلومات.

وكان سلطانية قد قدم في مؤتمر صحافي، عقده بمقر الوكالة ظهر أمس، أرملة البروفسير شهرياري التي حكت للحضور عن حادث اغتيال زوجها ولحظة انفجار سيارته بينما كان على وشك مغادرة منزله في طريقه إلى مقر عمله. وبالإضافة لذلك تم عرض فيلم وثائقي استعرض لقطات لشاب إيراني متهم بالتعامل مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) وأنه الذي زرع القنبلة التي فجرت سيارة البروفسير شهرياري.

في سياق مواز، كان سلطانية قد أكد أن إيران تدرس ضرورة أن تعتمد الوكالة الدولية مشروع قرار توافق عليه الدول الأعضاء بهدف حماية العلماء مما قد يساعد في القضاء على ظاهرة غير مسبوقة أصبحت تستخدم كسلاح للحد من فاعلية برنامج إيران النووي بعد أن «فشل من يحاربون النشاط النووي الإيراني في تعطيله بواسطة العقوبات والتضييق والاتهامات»، حسب قوله. في ذات السياق، كان فريدون عباسي، رئيس وكالة الطاقة النووية الإيرانية، قد هاجم أول من أمس أجهزة استخبارات غربية، موجها لها أصابع الاتهام بالتورط في اغتيال العلماء الإيرانيين، متهما في مؤتمر صحافي عقده على هامش جلسات المؤتمر العام للوكالة في دورته الـ55 المنعقدة منذ مطلع الأسبوع بمقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا، وكالة الاستخبارات البريطانية (إم آي 6) بالعمل على تعقبه، وأن بعض عملائها كانوا وراءه في محاولات لجمع معلومات عنه وعن أسرته منذ 6 سنوات مضت قبل الحادث الذي تعرض فيه العام الماضي لمحاولة اغتيال فاشلة. وتنفي دول غربية في السابق مزاعم من هذا النوع من الجمهورية الإسلامية التي يشتبهون في أنها تسعى لتطوير قدرات لصنع أسلحة نووية، كما رفضت وزارة الخارجية في لندن التعليق على هذه المزاعم.

وتبرز تصريحات عباسي التدهور المطرد في العلاقات بين إيران والغرب بسبب الخلاف على أنشطة طهران النووية، وأوضحت أيضا التصريحات حدود «الحملة الدعائية» التي يقول مسؤولون غربيون إن إيران تشنها في الأشهر الأخيرة في محاولة لتخفيف تشديد الضغوط الدولية.

وقال عباسي «قبل ست سنوات بدأ جهاز المخابرات في المملكة المتحدة جمع معلومات وبيانات تتعلق بتاريخي وعائلتي وعدد الأطفال». وأضاف أن «عملاء جهاز المخابرات البريطاني (إم آي 6) في أماكن مختلفة ومتنوعة بما في ذلك مطار في فرنسا وفي أماكن علمية في بولندا وإيطاليا وهولندا وماليزيا.. تبعوني مرارا وبحثوا عن معلومات تتعلق بشخصي». وتابع أنهم «تحققوا حتى من الباب الخلفي لغرفتي في الجامعة لمعرفة ما إذا كان لدي حارس أم لا».