العاهل الأردني: موقف إسرائيل من السلام وما يجري في سوريا يضيفان مخاطر جديدة

قال إذا لم نجمع الفلسطينيين والإسرائيليين في الأيام المقبلة.. فكيف سيكون مستقبل عملية السلام؟

TT

حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، من أن «موقف إسرائيل من مباحثات السلام، وما يجري في سوريا، يضيفان مخاطر جديدة تهدد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».

وقال الملك عبد الله الثاني، في لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، في مقابلة نشرتها أمس، إن «فشلنا في الأمم المتحدة في إيجاد حل يدفع بالفلسطينيين والإسرائيليين إلى الأمام، فإن عواقب ذلك غير محمودة على الجميع».

وتساءل العاهل الأردني الذي يقوم بزيارة للولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة «إذا لم نجمع الفلسطينيين والإسرائيليين في الأيام المقبلة، فكيف سيكون مستقبل عملية السلام، إذا تراجعنا إلى المربع الأول، فسنعود إلى أبعد من ذلك، مما سيترك آثارا سلبية على الجميع». وأضاف: «إن عجز إسرائيل عن معالجة الظلم الذي نتج عن القضية الفلسطينية لا تستسيغه الشعوب، ونحن نرى، من موقعنا في الشارع الأردني، أن إسرائيل تزداد عنادا في رفضها الجلوس إلى الطاولة والتوصل إلى اتفاقية مقبولة من الجانبين».

وأشار إلى أنه في النقاشات التي خاضها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته «كانت هناك تصريحات إيجابية جدا في السنوات الماضية، وكانت رؤيته للمنطقة مطمئنة. ولكن ما شهدنا على الأرض مغاير تماما وأعتقد أنه قد خاب أملنا جميعا بالنتيجة، وأفضل ما أصف به رأيي في إسرائيل هو إحباطي المتنامي، وذلك لأنهم يضعون رأسهم في الرمل ويدعون أنه لا توجد مشكلة».

وردا على سؤال حول الوضع في سوريا، قال العاهل الأردني، إن حكومة بلاده «تراقب عن كثب تطورات الأحداث في هذا البلد وأثرها على المنطقة بمجملها»، موضحا أنه تحدث «مرتين مع الرئيس السوري بشار الأسد لمناقشة التحديات التي تواجهها المنطقة، وكيف يمكن الاستفادة من الدروس التي تعلمناها، لكن السوريين بدوا غير مهتمين».

وحول ما يسمى بـ«الربيع العربي»، أعرب الملك عبد الله الثاني عن اعتقاده أنه «من شبه المستحيل لأي خبير أن يتنبأ بالتغيرات السريعة التي نشهدها في الشرق الأوسط، حيث إنها سريعة الإيقاع وسوف تستمر لفترة ليست بالقصيرة». وقال «أعتقد أننا سوف ننظر إلى الوراء بعد سنتين أو خمس أو عشر سنوات، ونقول إن الربيع العربي كان أمرا جيدا. ومع ذلك فإننا في هذه الأثناء سوف نشهد المزيد من المعاناة، ويحدوني الأمل أن نتكاتف جميعا لكي نحقن ما نستطيع من دماء».

وأكد الملك عبد الله الثاني ثقته بأن الحكومة قد استجابت للتحركات التي اجتاحت الشرق الأوسط والمطالبة بالإصلاح وبالمزيد من الديمقراطية، حيث شرعت في إحداث تغييرات سياسية ودستورية تستهدف في النهاية تشكيل حكومات برلمانية.

وقال «نسير قدما للإمام، ولأن لدينا خطة فسيكون هناك أردن جديد في أسرع ما يمكن، ولا أدري إذ يمكن أن يكون ذلك طبيعة الحال للكثير من الدول في المنطقة».