المؤتمر الدولي لظاهرة التكفير ينطلق.. ودعوات للتشديد على ضوابطه

مطالبات بالحد من التكفير بالشبهات ودون دليل قطعي

TT

سيطرت مطالبات المشاركين في المؤتمر الدولي لظاهرة التكفير بالمدينة المنورة أمس، على ضرورة أن يكون حكم التكفير بكامله منوطا بالحاكم، أو من ينيبه فقط، وأن التكفير لا يثبت إلا بالشرع، ولا دخل فيه للاجتهاد إلا بقياس صحيح مكتمل الشروط، بدليل قطعي من قبل العلماء المزكين.

وكان فعاليات مؤتمر «ظاهرة التكفير.. الأسباب - الآثار - العلاج» قد بدأت أمس، وافتتحها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، وعقدت الجلسة الأولى برئاسة مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سليمان بن عبد الله أبا الخيل.

وتطرق الباحث الدكتور محمد سعدي أحمد حسانين، من مصر، في دراسته التي قدمها بعنوان «التكفير: ماهيته وأحكامه.. دراسة شرعية» إلى الدراسة الشرعية، بهدف تجلية بيان الحكم الشرعي في هذه القضية، مع بيان أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة فيه. وأوضح الدكتور وليد بن محمد العلي، من الكويت، في بحثه «شروط التكفير وضوابطه» بأن التكفير مسألة شرعية دل على حكمها وضوابطها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وقد تناول الدكتور محمد المدني بو ساق، من الجزائر، الأستاذ المشارك بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، في بحثه «درء التكفير بالشبهات» موضوع درء التكفير بالشبهات، وبيان خطورة التكفير، والتنفير منه، فيما قدم الدكتور لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه، الأستاذ المشارك بقسم العقيدة بجامعة أم القرى، من السعودية، بحث «حد الكفر والتكفير»، بين فيه الكفر وأنواعه، وأن الكفر لا يثبت إلا بالشرع، لا دخل فيه للاجتهاد إلا بقياس صحيح مكتمل الشروط، كما تناول الباحث محمد بن مرعي علي الحارثي، من السعودية، في بحثه «شروط التكفير في الفقه الإسلامي» شروط التكفير ومعناه، والعلاقة بين الحكم بالتكفير والردة، وعظم التكفير، والفرق بين التكفير المطلق وتكفير المعين، وبيان أن المقصود في البحث تكفير المعين.

وقدم الدكتور حسن علي العواجي، من السعودية، بحثا بعنوان «حقيقة الكفر والتكفير عند علماء السلف»، خلص الباحث فيه إلى أن الكفر والتكفير، لهما معان مختلفة، لا يجوز أن يحمل بعضها على بعض إلا بتفصيل وبيان.

وفي الجلسة الثانية للمؤتمر التي عقدت برئاسة وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، تم استكمال المحور الأول للمؤتمر «مفهوم التكفير في الإسلام وضوابطه»، وقدم الباحث الدكتور علي بن عبد العزيز الشبل من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، من السعودية، بحثا بعنوان «شروط وموانع تكفير المعين وأهم قواعد التكفير»، واستعرض الفرق بين تكفير المطلق وتكفير المعين، وشروط تكفير المعين وضوابطه، بينما تناول الدكتور إسماعيل غصاب العدوي، الإحصائي الشرعي في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بقطر «التكفير المطلق والمعين وأحكامهما»، وقدم الباحث الدكتور خالد عبد اللطيف محمد نور، من السودان، بحثا بعنوان «شروط التكفير وضوابطه». من جانبها، تناولت الباحثة مريم طاهر طالبي مدخلي، من السعودية، في بحثها «التكفير.. ضوابطه وأخطاره»، تعريف الكفر وبيان أنواعه، ونشأة الفكر التكفيري وأسبابه، وحكم التكفير وضوابطه وأخطاره.

وكانت دراسة ميدانية على طلاب جامعة سعودية، كسرت أسباب تصنيف مسببات انتشار الفكر التكفيري بين الشباب، والتي بنيت على دراسات سابقة، حيث تصدر المعلم السبب الأول والرئيسي في هذه الظاهرة، متقدما على مصدري الفتاوى التكفيرية، ووسائل الإعلام الموجه لهذا النوع.

أما الجلسة الثالثة للمؤتمر، فقد عقدت برئاسة وزير العدل السعودي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، وقدم الدكتور أحمد عبد الكريم شوكة الكبيسي، من العراق، بحثا بعنوان «خطورة ظاهرة التكفير» تناول الباحث فيه ظاهرة التكفير، وآثارها، وكشف زيغها وأباطيلها، بينما سلك الباحث الدكتور أحمد بوعود، أستاذ الفلسفة والفكر الإسلامي، من المغرب، في بحثه «مفهوم الجاهلية وعلاقته بالتكفير.. دراسة تقويمية» منهجا علميا ذا بعدين: بعد تحليلي؛ حلل فيه الآراء الواردة في الموضوع، والمتعلقة بمفهوم الجاهلية. وبعد تقويمي؛ قوم فيه وصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية، واستعرض آراء بعض العلماء التي تبين خطره.

وقد خرج الباحث الدكتور بندر بن نافع بن بركات العبدلي، من السعودية، من خلال بحثه «خطورة التكفير وضوابطه في السنة النبوية» بعدد من النتائج؛ منها تحريم تكفير المسلم دون مكفر. أما الدكتور إبراهيم أمين أحمد يعقوب، من مصر، فقد عرض دراسة لــ«ضوابط التكفير» تناول فيها ضوابط تكفير المطلق والمعين، مبينا الفرق بينهما. من جانبها، قدمت الدكتورة سلوى بنت محمد المحمادي، من السعودية، دراسة بعنوان «أنواع الكفر وأحكامها»، تناولت فيها معنى الكفر في اللغة والاصطلاح، فيما قدمت الدكتورة منيرة حمود البدراني، من السعودية، دراسة بعنوان «شروط التكفير وموانعه» تناولت فيها الباحثة أهم شروط التكفير.

إلى ذلك، افتتح الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، نائب رئيس الهيئة العليا المشرف العام على «جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة»، أمس الثلاثاء، المعرض المصاحب للمؤتمر العالمي «ظاهرة التكفير.. الأسباب – الآثار - العلاج»، الذي تنظمه الجائزة تحت عنوان «جهود المملكة في مكافحة الإرهاب»، والذي خصص لإبراز جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب، بمشاركة الجهات الحكومية، خاصة القطاعات الأمنية والتعليمية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات والجهات البحثية والأكاديمية.