أوباما ـ أردوغان.. علاقة يشوبها الصعود والهبوط لكنها تنتهي دائما بمواقف موحدة

تتصدر مباحثاتهما في نيويورك التوتر التركي - الإسرائيلي.. والضغوط لتنحي الأسد

TT

كان من المقرر أن يلتقي في وقت سابق من مساء أمس الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، ويتوقع أن يتناول الطرفان قضايا متعددة أبرزها التوتر التركي - الإسرائيلي على خلفية مقتل نشطاء أتراك ضمن أسطول الحرية الذي كان متوجها إلى غزة، وقضايا الربيع العربي، وخصوصا الأوضاع في سوريا والاحتجاجات المناوئة للرئيس السوري بشار الأسد.

وقبل الاجتماع قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ينوي الضغط على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أجل رأب الخلاف بين تركيا وإسرائيل، خاصة أن الولايات المتحدة تخشى أن يقود التهديد التركي بإرسال سفن حربية لحراسة سفن المساعدات إلى غزة إلى مواجهة مسلحة.

ورغم الصعود والهبوط في العلاقة بين أردوغان وأوباما فإنهما في كثير من الأحيان ينتهيان بنفس الموقف وفقا لتقرير لـ«نيويورك تايمز»، كما حدث بالنسبة إلى مصر وليبيا، وكذلك في تقييمهما للرئيس السوري بشار الأسد بأنه يجب أن يواجه عقوبات دولية بعد رفضه التوقف عن حملة القمع الأمنية.

وقد وقعت تركيا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي اتفاقا لنصب شبكة رادار صاروخية، وصفها مسؤولون أميركيون بأنها أهم خطوة استراتيجية في العلاقات الأميركية - التركية منذ عقود وأرجعوها إلى الثقة المتبادلة التي بنيت بين أردوغان وأوباما.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض توماس دونيلون إن أوباما يحب أردوغان، ويعتقد أنه رجل مبادئ وكذلك رجل أفعال. ويعول أوباما على أردوغان، الطموح السريع الغضب والذي سجن مرة بسبب قراءة قصيدة في مهرجان سياسي، في تطورات التغيير في المنطقة العربية وعملية السلام.

وقد تحدث الزعيمان 9 مرات هذا العام هاتفيا، ويعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هو الوحيد من الزعماء الذين يتحدث معهم أوباما بشكل دوري.

وقال روبرت دانيان من مجلس العلاقات الخارجية الأميركي عن علاقة واشنطن بأردوغان إنه «استثمار، لكننا ما زلنا في البداية، فمحاولة جذب أردوغان إلى الغرب استثمار جيد في ضوء فشل الأوروبيين في ذلك، ومع ذلك فإن بعض خطوات أردوغان تثير خوفا في واشنطن».

وكانت تركيا أول بلد إسلامي يزوره أوباما في عام 2009، ووقتها قال أوباما إن تركيا قد تكون جسرا لعلاقة جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.

ومع تزايد أهمية تركيا أصبح من الصعب تجاهل أردوغان في أي تطورات، وتحدث وزير خارجيته أحمد داود أوغلو عن نظام إقليمي جديد يرتكز على تحالف قوي بين تركيا ومصر.

ولكن أردوغان استعرض عضلات تركيا في أكثر من مرة على حساب الولايات المتحدة مثلما حدث عندما كانت واشنطن تسعى لحشد تأييد دولي لعقوبات ضد إيران بسبب ملفها النووي، فسعت تركيا والبرازيل إلى مبادرة مختلفة لتسوية الملف النووي، وصوت البلدان ضد المشروع في مجلس الأمن بما أدى إلى لقاء بين أوباما وأردوغان في كندا لاحقا.

وفي أغسطس (آب) الماضي قام أردوغان بمبادرة أخرى تجاه سوريا بينما كان الأسد يصعد القمع في الوقت الذي كانت فيه واشنطن تسعى إلى رد دولي، وطلب أردوغان مهلة أيام لإقناع الأسد بوقف حملته.

وحسب مسؤولين أميركيين فإن أوباما تحفظ وقدم لأردوغان معلومات استخبارية تشير إلى تصعيد الأسد وهو ما أدهش أردوغان ووافق على المضي مع الضغط الدولي، وحاليا تدرس تركيا عقوباتها الخاصة.

وقال المسؤولون الأميركيون إن رأب الصدع بين تركيا وإسرائيل ليس سهلا، لأن الغارة الإسرائيلية على سفينة المساعدات التركية التي كانت متوجهة إلى غزة تركت جروحا عميقة. وفي لقائها أول من أمس في نيويورك مع داود أوغلو دعت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، تركيا إلى إبقاء الباب مفتوحا مع إسرائيل وفقا لمسؤولين أميركيين، ولكن لا يعرف إذا كانت حققت تقدما في ذلك.

وأرجع دانيان الأزمة إلى سوء المعالجة أو قرار تركي مدفوع باعتبارات آيديولوجية واستراتيجية، وقال: «علينا اختبار أيهما يقف وراء قرار أنقرة في علاقاتها مع إسرائيل».