إطلاق نار على المدارس في حمص.. وحصار مدن في ريف دمشق.. واعتقال أسر بكاملها في الكسوة

مظاهرات وقتلى وجرحى في «ثلاثاء الوفاء لحسين هرموش»

لقطة مأخوذة من موقع «أوغاريت» لتلاميذ يتظاهرون ضد نظام بشار الأسد في بانياس أمس
TT

خصص الناشطون السوريون يوم أمس للتضامن مع الضابط السوري المنشق حسين هرموش الذي اعتقله النظام الأسبوع الماضي، في وقت استمرت قوات الأمن في حملة القمع العنيفة التي أدت إلى مقتل 4 مدنيين على الأقل أمس.

وقال الناشط السوري رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «قوات الأمن السورية اقتحمت منطقة بابا عمرو في مدينة حمص وقتلت 4 أشخاص وجرحت الكثير». وأضاف أن «مهاجمين مجهولي الهوية أطلقوا النار أيضا في حمص على رجل شرطة وأردوه قتيلا»، لافتا إلى أن النظام السوري ما زال يقوم بموجة من «الاعتقالات العشوائية» بمدن درعا وحمص. وأوضح أن عددا من المظاهرات الطلابية خرج في بانياس وداريا، أكد خلالها الطلاب أنهم لن ينتظموا في الدراسة لحين سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقالت مصادر محلية في حمص إن إطلاق النار استمر طيلة يوم أمس في عدة أحياء في مدينة حمص، بينها بابا عمرو والبياضة والإنشاءات، بعد أن تم إغلاق تلك الأحياء. ونفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات واسعة في بابا عمرو، وسمع دوي قصف مدفعي صباح أمس. وجاء ذلك بعد ليلة شهدت إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة في أحياء بابا عمرو والوعر والإنشاءات.

ومساء، قالت مصادر محلية في حمص في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن مدير مدرسة في حي القصور بحمص يدعى حيدر قيس، قتل أمس بعد إطلاق رجال الأمن الرصاص عليه، وأضافت أن إطلاق النار جرى صباح أمس على المدرسة أثناء قيام مدير المدرسة بإدخال الطلاب إلى المدرسة. كما شهدت ساحة الحج عاطف في حي الإنشاءات إطلاق نار كثيف بعد خروج مظاهرات طلابية، لا سيما أنها تجمع لعدة مدارس. وقالت المصادر إن أطفال المدارس هربوا من النيران إلى البيوت القريبة، مع الإشارة إلى أن نسبة الطلاب الذين يذهبون إلى المدارس في حمص ضئيلة وتقدر بأقل من 20% في غالبية المدارس.

كما قامت قوات الأمن بإطلاق النار لتفريق مظاهرات طلابية خرجت من مدرسة خديجة في حي القصور بحمص، وتحدثت مصادر محلية عن وقوع إصابات كثيرة هناك. وبث ناشطون مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» لعناصر من الأمن والجيش والشبيحة يتجولون في سيارات أمنية وآليات عسكرية وسيارات إسعاف، ويطلقون النار في محيط إحدى مدارس مدينة حمص.

من جانبها أعلنت «كتيبة ضباط خالد بن الوليد»، والمؤلفة من عدد من الضباط والجنود المنشقين، أنها «تصدت لمجموعة من الشبيحة دخلت إلى حي القصور وبدأت بإطلاق النار على المدارس هناك لترويع الطلاب»، وقال إعلان الكتيبة إن «الشبيحة وقوات الأمن هربوا وتمت ملاحقتهم لغاية المستشفى الوطني وحصل هناك تبادل إطلاق نار».

إلى ذلك، أعلنت السلطات السورية مقتل عنصرين من قوات حفظ النظام وإصابة 3 آخرين بجروح جراء إطلاق النار عليهم من قبل عناصر ما سمتهم مجموعة «إرهابية مسلحة» بالقرب من مدرسة خديجة الكبرى في حي القصور بحمص صباح يوم أمس. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن مسلحين أطلقوا النار أيضا على دورية لقوات حفظ النظام في محيط المستشفى الوطني بحمص دون وقوع إصابات. كما قالت «سانا» أيضا إن عناصر هندسة الجيش فككت صباح أمس عبوة ناسفة تم وضعها من قبل ما سمتهم «عناصر تخريبية» تحت خط نقل النفط الخام إلى مصفاة حمص في منطقة جديدة العاصي غرب حي بابا عمرو. ونقلت الوكالة السورية عن مصدر عسكري في حمص قوله: إن «العبوة محشوة بـ25 كيلوغراما من مادة (تي إن تي) ومعدة للتفجير لا سلكيا، موضحا أن عناصر الهندسة قاموا بتفكيك العبوة وتأمين خط النفط». وأشار المصدر إلى أن «العبوة معدة بشكل متقن ومموهة ما يدل على خبرة العناصر التخريبية التي قامت بوضعها بهدف إحداث أكبر ضرر ممكن في خط نقل النفط».

وقال ناشطون إن عددا من الجنود المنشقين فجروا 3 دبابات أمس عند دوار القاهرة بحي البياضة بحمص، وغادروا المنطقة مع أسلحتهم. كما أكدت مصادر محلية قيام قوات الأمن بتعزيز انتشارها في برج روتانا الواقع قرب الهلال الأحمر الذي انتشر فيه القناصة. وقالت مصادر محلية إن منطقة الحولة غرب مدينة حمص، تحولت يوم أمس إلى منطقة حرب نتيجة إطلاق النار الكثيف، بعد يوم سقط فيه ما لا يقل عن 9 قتلى. وقال ناشطون إن أطلاق نار جرى داخل المفرزة العسكرية في قرية تلدو بعد انشقاق 6 جنود، وجرت ملاحقتهم لغاية الأراضي الزراعية في قرية كفرلاها. وفي قرية البويضة الشرقية – اتهم ناشطون هناك قوات الأمن والشبيحة بإحراق المدرسة الثانوية وسرقة الأدوات والتجهيزات منها، بغرض إلصاق التهمة بالناشطين.

وفي معرة النعمان، قال ناشطون إنه تم السطو على بعض المنازل أثناء حملة المداهمات وتم اختطاف الشباب المطلوبين للتجنيد من بيوتهم، وتم إحصاء 10 حواجز عسكرية في شوارع المعرة الداخلية لتقطيع أوصالها.

وفي مدينة الكسوة في ريف دمشق، بدأ الجيش منذ ساعات فجر يوم أمس بإحاطة المدينة ليقتحمها صباحا من عدة محاور، مصحوبا بأعداد كبيرة من قوات الأمن والشبيحة. وترافق ذلك بإطلاق نار كثيف وقذائف ورشاشات بشكل عشوائي مع سماع أصوات انفجارات وتحليق للمروحيات، وذلك قبل أن تتمركز القوات في الأحياء حيث تم تقطيع أوصال المدينة بالحواجز، مع عزل كامل حيث تم منع الدخول والخروج وقطع الاتصالات والكهرباء، ليتم بعدها حملة اعتقالات واسعة.

وقالت مصادر محلية في الكسوة إن أسرا بأكملها تم اعتقالها وتم تجميع المعتقلين الذين زاد عددهم عن 200 شخص في الساحة التي اعتاد أهالي الكسوة الاعتصام فيها، وتم ضربهم وركلهم. كما تم تكسير للسيارات والمحلات وسط الساحة. وتعد الكسوة من مناطق التظاهر الناشطة جدا ومنذ عدة أشهر لم تتوقف المظاهرات اليومية فيها.

وفي داريا بريف دمشق خرجت مظاهرتان من مدرسة ثانوية الغوطة ومدرسة الحكمة، وقام عناصر الأمن والمخابرات الجوية بمهاجمة مظاهرة خرجت من الثانوية الغربية وتمت ملاحقة الطلاب، بعد محاصرة مدرسة الثانوية الغربية والحكمة.

وفي مدينة سراقب في محافظة إدلب ـ شمال غرب ـ خرجت مظاهرات طلابية، كما أفاد ناشطون أن عناصر الأمن ومن يوصفون بالشبيحة اقتحموا بلدات عدة في جبل شحشبو وجبل الزاوية في محافظة إدلب، بالتزامن مع خرق الطيران الحربي لجدار الصوت في سماء ريف حماه الشمالي وريف إدلب الجنوبي.

وفي حماه تسلمت عائلة الشاب صدام العلي جثمانه وعليه آثار تعذيب، بعد اعتقاله مدة 3 أسابيع.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن عددا من الأشخاص جرحوا جراء إطلاق نار رافق اعتقال أكثر من 20 شخصا بمدينة الضمير في ريف دمشق.

وفي سياق متصل خرجت مظاهرات طلابية في مدينة درعا وعدة بلدات في حوران ورددت هتافات «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس» ورفعت لافتات «لن ندرس الأبناء في مدارس تم فيها تعذيب الآباء». وفي بلدة نمر، قالت مصادر محلية إن قوات الأمن والجيش اقتحمت في وقت مبكر من صباح يوم أمس البلدة من 3 محاور، ومن قبل 3 فروع أمن العسكري والمخابرات الجوية وأمن الدولة، وقاموا بمداهمات لمنازل الناشطين وقاموا بتخريبها، وتم اعتقال ابن الناشط محمد عوض العمار كما تمت مداهمة منزل المعتقل هندي زوكاني ومصادرة بعض الأجهزة فيه. وجابت سيارات الأمن شوارع بلدة نمر مع مداهمات لبيوت الأهالي وللمدارس مدرسة نمر الرابعة ومدرسة نمر الثانية.

وفي مدينة جبلة الساحلية، خرجت مظاهرة من مدرسة العزي تهتف للحرية وإسقاط الرئيس بقول: «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس»، بحسب ما قاله ناشطون يوم أمس الذين أكدوا أن أوامر شفوية صدرت من جهات أمنية دعت جمعيات خيرية هناك إلى عدم تقديم المساعدات إلى عائلات المعتقلين والشهداء وذلك بإعطائهم قائمة بأسمائهم مع التحذير الشديد اللهجة في حال إعطاء هؤلاء العائلات أي مساعدة من الجمعية.

لجان التنسيق المحلية: حملة انتقام شرسة تطال أسرة المقدم المنشق هرموش