أكدت اعتقال أشقائه من قبل قوات النظام وأفراد من أسرهم وإعادة جثث بعضهم بعد التعذيب

لقطة مأخوذة من موقع «أوغاريت» لسوريين يتظاهرون في حماه أمس ويطالبون بتدخل دولي لإنقاذهم من قمع النظام
TT

أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا، في بيان لها أمس، أن عائلة المقدم المنشق حسين هرموش، الذي تمكنت أجهزة الأمن السورية من اعتقاله في ظل ظروف غامضة، تتعرض «لحملة انتقام شرسة من قبل (شبيحة) النظام السوري وعناصر أجهزته القمعية». وقالت اللجان إنه «منذ أن أعلن المقدم هرموش انشقاقه عن جيش النظام، تعاني عائلته المقيمة في قرية ابلين، في جبل الزاوية بإدلب، من حملة انتقام وجرائم شنيعة يرتكبها الأمن وعصابات الشبيحة بحقها».

وقال البيان إن «هذا الانتقام بدأ باختطاف أخيه حسن هرموش (33 سنة)، من قبل المخابرات العسكرية قبل ثلاثة أشهر، عندما كان في طريقه لزيارة أقربائه في حلب، وآخر الأخبار التي وصلت عنه تفيد بأنه قد تم تحويله للمخابرات الجوية قبل أن تنقطع أخباره بشكل كامل». وأكد البيان أن «المخابرات اقتحمت منزل أخيه الثاني محمد هرموش (74 عاما)، واعتقلوه مع ابنه أحمد (30 سنة)، وزوج ابنته مهند (34 سنة)، علما أنه مريض ولديه قلب صناعي، وذلك بعد أن أصابوا زوجته برصاصة في كتفها وأخرى في ساقها أثناء إطلاقهم للرصاص بشكل عشوائي على المنزل، ثم قاموا باختطاف الزوجة المصابة».

ولم تمض أيام قليلة، وفق البيان، حتى «عاد محمد مع زوج ابنته مهند جثتين هامدتين تبدو عليهما آثار تعذيب وحشية، فيما لا تزال زوجة الشهيد محمد الجريحة وابنها أحمد مختفيين ولا يعرف عنهما أي شيء. أما الأخ الثالث لحسين، محمود هرموش (44 سنة)، فأصيب أيضا برصاصة في ساقه اليسرى لكنه استطاع الهرب لخارج سوريا». وذكرت اللجان أن عناصر من المخابرات السورية بكافة فروعها، اقتحمت فجر الثامن من الشهر الحالي، قرية ابلين، مسقط رأس المقدم هرموش، بلباس مدني وبسيارتين لتوزيع الخبز، حتى وصلت إلى المنزل الذي يختبئ فيه عدد من الضباط المنشقين عن الجيش السوري والذين أعلنوا انضمامهم لحركة «الضباط الأحرار». وطوق الأمن المنزل قبل أن تصل إليه سبع عربات «بي إم بي» ودبابتان جاءتا من حاجز البارة، وقامت العربات بقصف المنزل مما أدى إلى تدمير أغلب أجزائه ثم أكملوا تدمير الباقي منه بالدبابات، واعتقلوا كلا من: الملازم يوسف جمعة التركي من الميادين في دير الزور بعد إصابة خطيرة في كتفه الأيمن، والرقيب بلال سلوم من المخابرات من قرية حيش، والرقيب مالك عليوي من البكارة في حلب، والمجند أحمد زرزور من قرية الرامي والمجند مصطفى دقماق من قرية ابلين.

وقالت اللجان في البيان إن جميعهم أعيدوا جثثا إلى عائلاتهم، فيما استطاع ضابط برتبة ملازم أول من الفرار من المنزل ومعه 3 عناصر آخرين برتبة مجند من خلال شرفة صغيرة في المنزل من الجهة الخلفية، وقتل ملازم أول مع 3 جنود في عملية الاقتحام التي نفذتها أجهزة الأمن السورية.

وأوضحت لجان التنسيق أن «الأمن لم يكتف بما حلّ بالعائلة من تعذيب وتنكيل، ليخطف الأمن العسكري الأسبوع الماضي أولاد عم المقدم المنشق، موسى هرموش (22 سنة) وأخوه حسن (12 سنة) في قرية ابلين، ليعود جثمان الطفل حسن بعد يوم واحد عند الساعة الـ8 مساء، بعد أن تم تعذيبه بشكل وحشي ثم أعدم في فرع الأمن العسكري في إدلب. ولم تمض ساعات عدة، حتى أحضرت سيارة أخرى جثمان الشهيد موسى بعد تعذيبه وإعدامه في فرع الأمن العسكري». وقد نشر ناشطون سوريون في وقت سابق على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، شريط فيديو يظهر منازل مهدمة تعود لعائلة وأقارب المقدم المنشق عن الجيش السوري حسين هرموش، بعد العملية العسكرية والأمنية التي نفذها النظام السوري في قرية ابلين في مدينة إدلب.

وكان هرموش يرأس حركة «الضباط الأحرار» التي أعلن عن تشكيلها في مدينة جسر الشغور في يونيو (حزيران) الماضي، وتضم هذه الحركة جميع الضباط والجنود الذين يرفضون إطلاق النار على المتظاهرين السلميين ويعلنون انشقاقهم عن الجيش السوري، وذلك قبل أن تتمكن أجهزة الأمن السوري من اعتقاله في ظل تضارب الأنباء عن تورط تركي في الاشتراك بعملية الاعتقال حيث كان يقطن في أراضيها.