غضب في أوساط الوفد الفلسطيني من خطاب أوباما.. وارتياح لخطاب ساركوزي

عبد ربه لــ«الشرق الأوسط»: نقدر خطاب الرئيس الفرنسي وسندرسه بإيجابية

TT

اتسمت الأجواء في أوساط الوفد الفلسطيني إلى الأمم المتحدة في نيويورك بالاستياء، بل بالغضب، مما جاء في خطاب الرئيس الأميركي بشأن الوضع الفلسطيني، بينما لقي خطاب الرئيس الفرنسي الاستحسان والإشادة. فقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية: «إن السلام في الشرق الأوسط يتطلب إنهاء الاحتلال فورا». وطالب أبو ردينة الولايات المتحدة بممارسة الضغوط الحقيقية على الجانب الإسرائيلي للانسحاب فورا من الأراضي الفلسطينية»، معتبرا أن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والسلام في الشرق الأوسط والعالم.

وتعقيبا على ما جاء في خطاب ساركوزي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «القيادة الفلسطينية ستدرس عناصر الخطاب التي اطلع الرئيس محمود عباس عليها خلال لقائهما (أول من) أمس».

وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»: «نقدر خطاب الرئيس ساركوزي، وستدرس القيادة الفلسطينية ما جاء فيه بعمق وجدية وإيجابية». وتعليقا على خطاب أوباما قال ساخرا: «لن ندرسه».

وقال محمد شتية عضو اللجنة المركزية لـ«الشرق الأوسط»: «خطاب الرئيس أوباما جاء بشكل غير متوازن ولا يحمل جديدا، بل نرى فيه تراجعا عن محتويات الخطابات السابقة». وأضاف شتية: «الخطاب أعطى حقا تاريخيا لليهود في فلسطين بينما لم تحظَ الرواية الفلسطينية في الخطاب بأي موقع في الخطاب». وتابع القول: «لا يكفي الحديث عن أمنيات، بل لا بد من إجراءات تتعلق بوقف الاستيطان والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك الدولة»، مضيفا: «إننا نرى أن هذا الخطاب هو خطاب انتخابي بالدرجة الأولى ويتناقض مع المواقف الأميركية السابقة».

أما عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح فقال لـ«الشرق الأوسط»: «العالم كله يشعر بخطورة الوضع في الشرق الأوسط وبأهمية إيجاد حل الدولتين، والجميع يقول إن الأوان آن ليحقق الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله ووضع حد لمعاناته المتواصلة منذ أكثر من ستين عاما وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967». واستطرد الأحمد قائلا: «إن كلمة أوباما لم تشكل تراجعا صارخا عما كان يتحدث به منذ تسلمه الرئاسة في البيت الأبيض».

واعتبر الأحمد أن هذا الموقف هو «موقف مكرر للنفاق الأميركي الذي اعتدنا عليه منذ سنوات». ويرى الأحمد أن «الحديث عن الأطفال الإسرائيليين ومعاناتهم يعني وكأن الأطفال الفلسطينيين بمنأى وفي مأمن من آلة القتل الإسرائيلية، متناسيا أن أطفال فلسطين لا يستطيعون حتى الوصول إلى مدارسهم في ظل جدار الفصل العنصري الإسرائيلي».

واستطرد قائلا: «إذا كانت الأمم المتحدة لا تصلح لحل النزاعات فلماذا يأتي أوباما ومن قبله الرؤساء الأميركيون الآخرون لأخذ قرارات بشأن البوسنة وكوسوفو وأفغانستان والعراق وليبيا؟». وهاجم الأحمد الخطاب بشدة قائلا: «نعتبره نفاقا وانحيازا كاملا للجانب الإسرائيلي وتجاهلا كاملا لما قدمته القيادة الفلسطينية عبر مسيرة المفاوضات بسبب التعنت الإسرائيلي والتواطؤ الأميركي».

ويرى الأحمد أن خطاب ساركوزي في المقابل «كان رائعا عندما بدأه وأنهاه بفلسطين والمنطقة العربية، دون التطرق إلى قضية أخرى لأنه يعي الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني الذي ما زال يتعرض له تحت الاحتلال الإسرائيلي». وأضاف الأحمد أن ساركوزي «طرح أفكارا تستحق الاهتمام والدراسة والعمل على تحقيقيها. ونأمل أن تلقى استجابة من قادة العالم الذين لديهم الرغبة في تحمل مسؤولياتهم تجاه الأمن والسلم في العالم، وخصوصا إحلال السلام في الشرق الأوسط عبر إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967».

أما أحمد الطيبي عضو الكنيست الإسرائيلي الذي يرافق أبو مازن في رحلته واستثار الهجوم من اليمين الإسرائيلي، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس أوباما «تبنى الرواية الإسرائيلية ونسي المعاناة الفلسطينية». وأضاف: «لقد تميز الخطاب بمعيار أخلاقي مزدوج تجاه الفلسطينيين، فلقد تحدث عن الشعوب التي تنتفض ضد قامعيها ونسي القمع الإسرائيلي».

ويعتبر الطيبي أن الرئيس أوباما «خسر نقاطا كثيرة أمام العالم العربي وكذلك في مكانته الأخلاقية التي تزعزعت». أما ساركوزي فإنه حسب الطيبي «قد ألقى خطابا شجاعا ووضع إصبعه على الجرح وميز نفسه عن أوباما وأميركا. وكان الخطاب كله مخصصا للقضية الفلسطينية».