ساركوزي يدعو إلى قبول فلسطين «دولة بصفة مراقب» في الأمم المتحدة

اقترح تغييرا في الأسلوب وجدولا زمنيا للمفاوضات

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يلقي كلمته (أ.ب)
TT

قدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس خطة لإحياء المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، مشددا على أنه لا يمكن «فرض السلام» على الطرفين، ولكن هناك دورا دوليا مهما يجب الالتزام به لحل النزاع. وقدم ساركوزي خطته أمام الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، في خطاب حماسي خصصه كله لعملية السلام والثورات والانتفاضات العربية. وقال: «ليس من حقنا أن نحطم آمال الشعوب العربية، فذلك سيؤدي إلى فوز المتطرفين» في المنطقة، والذين لا يريدون السلام. وشدد على أن «معجزة الربيع العربي تلزم علينا التزاما معنويا لحل نزاع الشرق الأوسط»، محملا المجتمع الدولي مسؤولية العمل على حل النزاع العربي - الفلسطيني.

واستهل ساركوزي خطابه بالحديث عن التغييرات في المنطقة العربية، معتبرا أن «بأيدي هذه الشعوب يمكن التصدي للعنف والوحشية». وأضاف: «لمن كان يدعي بأن العالم العربي والإسلامي مناوئ للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، الشباب العربي كذب هذا الادعاء». واعتبر أن الشعوب العربية وجهت نداء للعالم و«لا يمكن الاستجابة إلى النداء بمواصلة الإجحاف».

وشدد الرئيس الفرنسي على أهمية العمل السريع، قائلا: «لا يمكن أن ننتظر أكثر من ذلك، الأسلوب الذي اتبعناه حتى الآن فشل». وفي انتقاد مبطن للولايات المتحدة وجهودها الفاشلة لإحياء السلام، قال: «لا يمكن أن نعتقد أن دولة، حتى وإن كانت أكبر دولة في العالم تستطيع أن تحل نزاعا بهذا التعقيد.. لا يمكن إبعاد الدور الأوروبي عن هذا النزاع». وأضاف: «وكانت هناك دول استبعدت وكان يمكن أن تلعب دورا، لا يمكن أن تتغاضى عملية السلام عن مشاركة كل أعضاء مجلس الأمن الدائمين والدول العربية التي أرادت السلام، لذلك أصبح المسار السلمي والجماعي ضروريا».

وخلال عشر دقائق استغرقها خطابه اقترح الرئيس الفرنسي «تغييرا في الأسلوب» لإنجاح عملية السلام في الشرق الأوسط، وعرض قبول فلسطين «دولة بصفة مراقب» في الأمم المتحدة، وجدولا زمنيا للتفاوض يستمر عاما، ويتم خلاله التوصل إلى «اتفاق نهائي» لإرساء السلام مع إسرائيل.

وحذر ساركوزي الفلسطينيين والولايات المتحدة من مواجهة في مجلس الأمن، مؤكدا أن «فيتو» أميركيا ضد الخطوة الفلسطينية المتمثلة في طلب الحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين في مجلس الأمن، «قد يفضي إلى دوامة من العنف في الشرق الأوسط».

وحدد ساركوزي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، «الاعتراف المتبادل لدولتين بشعبين على أساس حدود عام 1967 مع تبادل للأراضي» هدفا نهائيا. وهي الصيغة التي اقترحها الرئيس الأميركي باراك أوباما في مايو (أيار) الماضي. وقال ساركوزي: «الجميع يعلم أن الاعتراف الكامل بدولة عضو في الأمم المتحدة لا يمكن التوصل إليه فورا». وأضاف: «السبب الأول هو انعدام الثقة بين الطرفين الرئيسيين. لكن أحدا لا يمكنه تصور أن استخدام الفيتو في مجلس الأمن لن يفضي إلى دوامة من العنف في الشرق الأوسط». وتابع ساركوزي قائلا إن الأوروبيين والدول العربية أيضا، يجب أن يسلكوا طريقا آخر، هو الإجماع حول قرار في الأمم المتحدة، مما يؤدي إلى «دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة» مثل الفاتيكان.

واقترح ساركوزي جدولا زمنيا للمفاوضات: «شهر لاستئنافها وستة أشهر للاتفاق على الحدود والأمن وسنة للتوصل إلى اتفاق نهائي».

وأكد تمسك فرنسا بأمن الإسرائيليين ودعا إسرائيل إلى ضبط النفس. وقال متوجها إلى الإسرائيليين: «اسمعوا ما كان يهتف به شباب الربيع العربي كان يهتفون: (تعيش الحرية) وليس (تسقط إسرائيل)»، مضيفا: «لا يمكنكم البقاء في حالة جمود في حين أن رياح الحرية والديمقراطية تهب على منطقتكم».

وأعلن الرئيس الفرنسي أن عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن تنجح من دون أوروبا «بعد هذا الكم من الفشل»، داعيا إلى تغيير في الأسلوب للخروج من المأزق.