نفى المتحدث الرسمي باسم حزب العمال الكردستاني أحمد دنيز «وجود أي علاقة لحزبه بالتفجير الذي استهدف موقعا قريبا من مكتب رئاسة الوزراء التركية بمنطقة (كيزيلاي) وسط العاصمة التركية أنقرة»، مؤكدا «أن الحزب لا علاقة له من قريب أو بعيد بهذا الهجوم»، وأيده في ذلك مسؤول قيادة القوات الشعبية في الحزب دوزدار حمو الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الحزب لم يخطط لهجوم أنقرة، وأن «الاتهامات الموجهة إلينا سمعنا بها من وسائل الإعلام التركية». وكان الهجوم وقع عن طريق عبوة ناسفة زرعت داخل حافلة صغيرة مركونة قرب الموقع وأسفر عن سقوط قتيلين و27 جريحا وإلحاق أضرار بالغة بالكثير من المحال التجارية والدور السكنية قرب موقع الحادث.
وفي غضون ذلك، كشف بلاغ صحافي صدر عن المكتب الإعلامي لحزب العمال الكردستاني تلقت «الشرق الأوسط» نصه عن «أن مفاوضات جرت بين مسؤولين بالحكومة التركية وقيادات في الحزب في العاصمة النرويجية أوسلو»، نافيا أن «يكون الحزب وراء تسريب خبر الاجتماعات السرية إلى وسائل الإعلام الدولية». وأشار البلاغ الصادر عن قيادة الحزب إلى أن «مسؤولين بالدولة التركية تفاوضوا بشكل مباشر مع الحزب من أجل التباحث حول القضية الكردية، ولكن لم يتوصل الجانبان إلى أي نتائج مثمرة، والحزب لا علاقة له بنشر التسجيل الصوتي لجلسات المفاوضات لأن ذلك يتعارض مع أخلاقياته ومبادئه، وأن هناك أطرافا أخرى سعت لتسريب ذلك وهم على الأغلب من أصحاب النيات السيئة». وأشار البيان إلى «أن تلك المفاوضات كان الهدف منها هو إعداد مشروع ديمقراطي لحل قضية الشعب الكردي في تركيا، وقد شارك حزبنا فيها انطلاقا من إيمانه بالحلول السلمية عبر التفاوض السياسي، ولكن سياسة الإنكار التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية الحاكم حالت دون التوصل إلى الحلول المقبولة، ولم نلمس منهم أي استجابة حقيقية لتحمل مسؤولياتهم بهذا الشأن»، مضيفا أن «أي تفاوض مع تركيا يجب أن يستند على أساس الاعتراف بالحقوق الكردية وإطلاق سراح الزعيم المعتقل عبد الله أوجلان وإجراء التعديلات اللازمة على دستور البلاد».
وعلى الصعيد الميداني، نقلت مصادر محلية في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق «أن الطائرات الحربية التركية اخترقت مرة أخرى أجواء الإقليم وبدأت في الساعة الـ12.30 من ظهر يوم أمس (الأربعاء) بقصف مناطق الزاب والعمادية ونيروة وريكان» بحدود محافظة دهوك، مشيرة إلى أن تحليق تلك الطائرات أثارت هلع مواطني المنطقة.