البحرين: المعارضة تفشل في «تطويق العاصمة».. وجولة لرئيس الوزراء تعكس الاستقرار الأمني

جمعية الميثاق الوطني: «الوفاق» ماضية في مشروع تخريب الوطن

ازدحام مروري في المنامة أمس (إ.ب.أ)
TT

قال شهود عيان إن القوات الأمنية البحرينية، سجلت نجاحا كبيرا في ضبط الوضع الأمني والحركة المرورية في العاصمة المنامة أمس، على خلفية دعوة ناشطين من المعارضة البحرينية خلال اليومين الماضيين عبر شبكات التواصل الاجتماعي لمحاصرة المنطقة الحيوية بإغلاق الطرقات العامة والشوارع الرئيسية وتنظيم مسيرة بالسيارات، إفضاء إلى تطويق العاصمة.

ونتيجة للخطوات الاستباقية سواء بالانتشار الأمني في وقت مبكر أو ما أصدرته الداخلية من تحذير مشدد أول من أمس على ضبط السيارات المخالفة وإنزال عقوبة ضد كل من يتسبب في تعطيل الحركة، فقد سارت الأمور منذ صباح أمس بانسيابية وتخللها بين الحين والآخر نوع من الازدحام دون أي مواجهات أو مصادمات تذكر، فيما ضبطت الدوريات المرورية 18 سيارة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق سائقيها لتعمدهم تعطيل حركة السير في عدد من الشوارع طبقا لبيان أصدرته المديرية العامة للمرور.

وجاء في البيان أن الإدارة العامة للمرور اتخذت الإجراءات المرورية المعتادة، موضحا أن الحركة المرورية في شوارع المملكة كانت عادية وشهدت حالات اختناق محدودة جرى التعامل معها مما أدى إلى تحقيق انسياب مروري وتخفيف الضغط على المناطق التي شهدت كثافة مرورية.

وكان الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، قام بجولة تفقدية مفاجئة في شوارع العاصمة وبقية المحافظات صباح أمس، وهو ما يعكس الحالة الأمنية الجدية وقدرة تعامل القوات الأمنية مع الوضع كما يجب لدعم الاستقرار الأمني، وهو ما اعتبره مراقبون تأكيدا على هيبة الدولة وعدم قدرة المعارضة على تنفيذ خطتها ببسط الشلل لمرافق الحي التجاري.

وأكد رئيس الوزراء في تصريح بثته وكالة الأنباء البحرينية، أن الحكومة عبر أجهزتها المختلفة تعمل على تهيئة المناخ اللازم لاستمرار دوران العجلة التنموية، «ومن أجل ذلك وفرت كافة السبل التي تضمن سير التنمية في الاتجاه الصحيح لتكون المحصلة منها ازدهارا شاملا يحقق للمواطن كل ما يتطلع إليه»، مشيرا خلال الجولة إلى أن «السياسة الحكيمة أعادت الأمن والاستقرار ووفرت كافة الأسباب التي تضمن سير المسيرة التنموية باتجاه تصاعدي»، كما أكد عزم حكومته الأكيد «على المضي قدما في مواجهة التحديات لتحقيق المزيد من الرخاء والازدهار، وتحفيز عناصر التطوير في الخدمات نوعا وكمّا».

وأضاف أن نجاح حكومة البحرين في تجاوز تبعات الأزمات والتحديات والمخاطر الإقليمية والدولية، سواء كانت اقتصادية أو سياسية، يقف وراءها نهج حكيم وشعب واعٍ وأرضية صلبة قام عليها الأساس الاقتصادي، مشيرا إلى أن الحكومة لديها العزم الكبير ويشاطرها في ذلك المواطنون من أجل استكمال البناء ومواجهة التحديات بإرادة قوية وعزيمة لا تعرف الكلل.

من جهته، قال أحمد جمعة، رئيس جمعية ميثاق العمل الوطني، إن الدعوات لتعطيل الحركة المرورية وإغلاق الشوارع وإحداث نوع من الفوضى، «إنما هو تصعيد من جانب جمعية الوفاق وبعض التيارات الرديف لها، في إطار محاولاتها اليائسة للتأثير على الانتخابات التكميلية التي ستقام السبت المقبل بعد أن فقدت الوفاق كتلتها النيابية في المجلس باستقالة 18 نائبا».

وأضاف أن الحركة كانت طبيعية في صبيحة موعد تلك الدعوات التي تهدف إلى الفوضى، كون وزارة الداخلية استبقت الأحداث وأصدرت بيانا حذرت فيه من أي نوع من الإخلال بالأمن، «ولكن الكثير من المواطنين عمدوا إلى الخروج مبكرا للوصول إلى أعمالهم لتفادي أي نوع من الفوضى أو كما دعي لها وهو ما أحدث ازدحاما بسيطا في أغلب الأحيان، ولكن بعيدا عن أي تصادم أو مواجهة. بفضل الانتشار الأمني لتطويق وإحباط أي محاولة للعصيان أو الفوضى».

وتوقع جمعة أن يستمر تصعيد جمعية الوفاق خلال اليومين المقبلين، وقال: إنهم لم يستوعبوا حتى الآن استقالة كتلتهم النيابية التي تضم 18 نائبا، في الوقت الذي سيتم فيه إشغالها بنواب من نفس الطائفة بل ومن دواخل الدوائر الوفاقية التي يعتقدون أنها مقتصرة عليهم، والتي شهدت تنافسا خلاف ما كانوا يتوقعونه في هذه الدوائر، بل وفي ظل تهديد «الوفاق» بتصفير صناديق الاقتراع، «وهو ما أحدث نوعا من الاحتقان كون الدولة تسير في تكملة الانتخابات بينما (الوفاق) تريد تعطيل الانتخابات».

وأشار جمعة إلى «أن التساؤل المطروح في الشارع البحريني ومن الجمعيات السياسية الأخرى التي تخالف (الوفاق) في توجهاتها السياسية وكما هو حال كل مواطن: إلى متى سيتمر هذا الوضع؟»، مضيفا أن استمرار «الوفاق» في نهجها بتأزيم وتصعيد الأوضاع من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد والوضع المعيشي، «بيد أن المواطن أصابه الملل».

وكانت جمعية ميثاق العمل الوطني أصدرت بيانا أمس انتقدت من خلاله توجهات جمعية الوفاق الوطني الإسلامي، أكبر الجمعيات الشيعية المعارضة. وجاء في البيان أن جمعية الوفاق ماضية أكثر من الأول في مشروعها «لتخريب الوطن بكافة السبل المتاحة لها موظفة أعمال العنف والتخريب من خلال استغلال الأطفال وزجهم في المواجهات بالإضافة إلى التصعيد الإعلامي والتهجم على الدولة ورموزها والإطاحة بكل مقومات المبادئ والقوانين والقيم التي تقوم عليها الوحدة الوطنية وشق الصف الوطني من خلال إذكاء الطائفية سواء من خلال خطاباتها اليومية المتكررة أو عبر توظيفها لبعض مريديها في الخارج وهذا التصعيد الواضح للقاصي والداني وهو ما سيعود بالوطن إلى حالة الفوضى وعدم الاستقرار في الوقت الذي ما كدنا نخرج فيه من عنق الأزمة ويستعيد البلد عافيته».

وقالت «الميثاق» إن «التصعيد جاء بدرجة منظمة ومتصاعدة يوما بعد يوم ومن خلال تنظيم مهرجانات مرخصة في البداية لتأخذ تدريجيا صبغة أعمال العنف والتخريب وإعادة التأجيج والفوضى لنصل في نهاية الأمر إلى إحداث الانقلاب الذي تستهدفه (الوفاق) وهو ما يثبت أنها لم تتعلم من الدرس الأول الذي مررنا به، وهذا ينبه إلى أن الدولة عندما تتراخى في اليوم الأول تصل الأمور فيها إلى الفوضى فيما بعد لذلك لا نتردد في المطالبة بدرس آخر بحيث تفهم (الوفاق) هذه للمرة الأخيرة بحيث لا تكون هناك عودة للعب بمقدرات الوطن من خلال حفنة من الصبية تدعي (الوفاق) عبرهم أنها تمثل الشعب وهذه قمة السخرية».