مولن يأسف لعدم وجود «اتصالات مباشرة» مع إيران.. وأوباما يهدد بمزيد من «الضغوط والعزلة»

قائد الجيوش الأميركية يضغط على باكستان لقطع صلاتها مع شبكة حقاني «المتشددة»

TT

أعرب قائد الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن عن أسفه لعدم وجود «اتصالات مباشرة» مع إيران مما يزيد من خطر التصعيد وارتكاب الأخطاء في الحكم على الأشياء بين البلدين. لكن قابل هذه الدعوة تحذير الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وجهه أمس في نيويورك إلى إيران وكوريا الشمالية مؤكدا أنهما ستواجهان عزلة دولية أشد في حال لم توافقا على إخضاع برنامجيهما النوويين للقوانين الدولية.

حيث قال أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «إن الحكومة الإيرانية غير قادرة على إثبات سلمية برنامجها النووي (..) وكوريا الشمالية لم تتخذ بعد إجراءات ملموسة للتخلي عن سلاحها» النووي، مشددا على أنه «في حال واصلتا سلوك طريق يتعارض مع القانون الدولي يجب أن تواجها بمزيد من الضغوط والعزلة».

لكن مولن اعتبر أنه من مصلحة أميركا أن يكون هناك تواصل سياسي ودبلوماسي وعلى المستوى العسكري أيضا بين البلدين. وقال «ليس لنا اتصالات مباشرة مع إيران منذ عام 1979 وأعتقد أن هذا الأمر يشكل أرضية لعدد من الأخطاء والحكم على الأشياء».

وذكر أنه «حتى في ظل الأيام الأكثر ظلمة في زمن الحرب الباردة، كانت لنا اتصالات مع الاتحاد السوفياتي».

وأضاف «إذن، في حال حصول شيء ما، فنحن متأكدون عمليا من أننا لن نقوم بالأشياء بشكل جيد وأنه ستكون هناك أخطاء في الحكم، الأمر الذي سيكون خطيرا جدا في هذا القسم من العالم».

وجاءت تصريحات مولن أول من أمس أمام معهد كارنيغي في واشنطن على أثر كشف صحيفة «وول ستريت» عن أن العسكريين الأميركيين ينوون إقامة «خط هاتفي مباشر» (هوت لاين) مع طهران وهو مشروع ليس إلا «فكرة» حتى الآن، حسب ما أعلن البنتاغون، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وبالنسبة للعلاقات بين العسكريين الصينيين والأميركيين التي تجعلهم يعرفون بعضهم بعضا بشكل أفضل رغم الخلافات، اعتبر الأميرال مولن أن مثل هذه القنوات مطلوبة مع إيران. وأضاف أن «هذا يتوقف دائما على البلد»، معتبرا أن أي قناة تعتمد ستكون «عظيمة». وحول علاقة باكستان بشبكة حقاني وموقف واشنطن، قال مولن في تصريحاته أمام «كارنيغي» إنه خلال مناقشة مع قائد الجيش الباكستاني استمرت لنحو أربع ساعات ضغط على باكستان لقطع صلاتها مع «الجماعة المتشددة». وأضاف «بحثنا.. الحاجة إلى عزل شبكة حقاني خاصة الحاجة إلى أن تقطع المخابرات الباكستانية صلتها بحقاني وهذه الحرب بالوكالة التي تشنها». وأضاف «المخابرات الباكستانية كانت تعمل من أجل دعم وكلاء لفترة ممتدة من الوقت. إنها استراتيجية في الدولة وأعتقد أنه يجب أن يتغير النهج الاستراتيجي في المستقبل».

وردا على سؤال حول هذه النقطة، أكد مولن أن «الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ الخطوات الملائمة لحماية رجالنا ونسائنا الذين يخوضون معارك، وحماية المواطنين الأفغان»، لكنه رفض أن يحدد ماهية هذه «الخطوات الملائمة».

وتتهم واشنطن شبكة حقاني وهي إحدى أهم الجماعات المرتبطة بطالبان التي تقاتل في أفغانستان بمسؤولية الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي واستهدف السفارة الأميركية وأهدافا أخرى في كابل.

وكانت أشارت فيما سبق إلى أن المخابرات الباكستانية لها صلات بالشبكة حتى تضمن لنفسها دورا في أي تسوية سياسية بأفغانستان حين تنسحب القوات الأميركية.

ويهدد الاتهام الأميركي للمخابرات الباكستانية بشن «حرب بالوكالة» بإذكاء التوتر بين إسلام آباد وواشنطن، الذي تصاعد منذ قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في غارة شنتها قوات خاصة أميركية في باكستان في مايو (أيار).

وقد تكون شبكة حقاني القضية الأكثر إثارة للخلاف بين باكستان والولايات المتحدة. وضغطت واشنطن على إسلام آباد عدة مرات لملاحقة الشبكة التي تعتقد أن لها ملاذات في منطقة وزيرستان الشمالية على الحدود مع أفغانستان.

وتواظب الحكومة الباكستانية على نفي أي صلة لها بمجموعات إرهابية. ويشتبه بأن شبكة حقاني أعدت الكثير من الهجمات الكبيرة خلال الأعوام الأخيرة على القوات الأميركية في أفغانستان، مستخدمة شمال غربي باكستان كقاعدة خلفية.

وحول اغتيال رباني، أكد مولن في مؤتمر صحافي أن طالبان «انتقلوا إلى اغتيال (شخصيات) مهمة» بسبب الخسائر التي كبدتهم إياها قوات التحالف الدولي. ولاحظ وجوب التعامل مع هذه الاغتيالات بجدية، معتبرا أنها «ذات دلالة من وجهة نظر استراتيجية».