رئيس كتلة «العراقية البيضاء» يدعو الأكراد إلى تشكيل دولتهم المستقلة

البرلماني والمفكر العراقي حسن العلوي خاطبهم قائلا: استغلوا الفرصة الأخيرة المتاحة حاليا

حسن العلوي يتحدث خلال أمسية أقامتها نقابة صحافيي كردستان في أربيل مساء أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أكد السياسي والمفكر العراقي حسن العلوي الذي يترأس «الكتلة العراقية البيضاء» في البرلمان العراقي، أن «الأكراد ضيعوا على أنفسهم الكثير من الفرص الذهبية لإعلان الدولة الكردية المستقلة، وقد حان الوقت لأن يستغلوا الفرصة الأخيرة المتاحة لهم حاليا لإعلان تلك الدولة وتقرير مصيرهم»، مؤكدا أن «بغداد مشغولة حاليا بنفسها، وأن إيران تحولت إلى دولة صامتة بسبب انشغالها ببرنامجها النووي، وأنها لن تخوض حروبا قبل إنتاج قنبلتها النووية، وتركيا مشغولة بدورها بمشروعها لبعث الدولة العثمانية الجديدة بعد التحالف مع الإسلاميين في سوريا عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وبذلك أصبحت هناك فرصة ذهبية متوفرة حاليا أمام أكراد العراق لإعلان دولتهم المستقلة».

جاء ذلك في إطار ندوة أقامتها له نقابة صحافيي كردستان تحت عنوان «رؤية استراتيجيات المنطقة ومنعكساتها الكردستانية»، حضرتها «الشرق الأوسط» بالقاعة الكبرى لفندق «روتانا» بمدينة أربيل. وقال العلوي «لم أجد من بين جميع الشعوب شعبا أعطيت له الفرصة لتشكيل دولته كالشعب الكردي، ولكنهم أضاعوا جميع تلك الفرص، والسبب هو افتقارهم للوحدة القومية، وإلى هذه اللحظة وأقولها بصوت عال إن مسعود بارزاني ما زال يعاني من الخوف من استخدام كلمة الدولة، وإن الجالسين هنا يخافون أيضا من كلمة الدولة، وقد يعتبرون ما يقوله حسن العلوي عن الدولة بأنها مزايدة سياسية، مع أنني كررت ذلك في ندوة أخرى عام 2006 بفندق (الشيراتون) هنا في كردستان».

وأضاف العلوي «هناك خوف شديد من إعلان الدولة الكردية، وتنحصر أسبابها بالمخاوف من دول الجوار، والسؤال الذي يطرح نفسه هو، متى كانت دول الجوار حسنة النية معك، حتى تنقلب اليوم عليك، ومتى كانت قادرة على حربك ولم تحاربك، هناك معادلات دولية جديدة تمنع إيران وسوريا وتركيا أن تضربكم».

واستطرد السياسي العراقي أن «فرصا ذهبية فوتها الأكراد على أنفسهم، أولها عندما أعلن الرئيس الأميركي ويلسون عام 1917 مبادئه حول حق الشعوب بتقرير مصيرهم، ولكن كانت مطالب الأكراد في ذلك الوقت مجرد بعض المطالب الخجولة، رغم أن المنتفضين على الدولة العثمانية المنهارة كانوا قومية مثلهم ومن الأتراك أنفسهم، ولذلك بقيت الذهنية العثمانية هي المسيطرة على الشعب الكردي بكردستان. وجاءت الفرصة الثانية مع ظهور حركة الشيخ محمود الحفيد، وكان هناك أشجع خطوة تقدم بها الحفيد بإنشاء دولة تحت الانتداب البريطاني، ولكن هذه الفرصة ضاعت أيضا، وفي عام 1946 صدر قانون لإجازة الأحزاب في العراق، وتقدم البارتي بإجازة ولكنهم لم يحصلوا عليها، وكان الإنجليز قد أوعزوا لشاه لإيران بإعدام رئيس الجمهورية الكردية هناك القاضي محمد، وأوعزوا إلى وزير الداخلية العراقي بإعدام الضباط الأربعة، وبدلا من أن تدخل كردستان عصر الحرية بعد انكسار معسكر الفاشية، وإذا المجازر ترتكب بحقهم هنا وهناك، ورغم نشوء اتجاهات ديمقراطية في الكثير من الدول، لكن الأكراد تأخروا في إعلان دولتهم والمطالبة بحق تقرير مصيرهم، وقد حان الوقت الآن للأكراد لأن يعلنوا تشكيل دولتهم للأسباب التالية، أولا أن الدول المجاورة التي تخوف الأكراد مشغولة بداخلها، فإيران مشغولة بمشروعها النووي، والدول التي تنشغل بمشاريع نووية تدخل في سبات عسكري، وإيران ليست كنظام صدام حسين حتى تعمل على بناء مفاعل نووي وتخوض الحرب، إيران لن تدخل أي حرب صغيرة كانت أو كبيرة قبل إنتاج قنبلتها النووية، ولذلك لاحظنا أنها نأت بنفسها عن المواجهة في البحرين بعد أن تدخلت السعودية ودول الخليج بإرسال قواتها إلى هناك، فانسحبت من البحرين لأنها لم ترغب بخوض المواجهة، صحيح أنها تقصف حاليا مناطق الإقليم، ولكن القصف ليس كالاحتلال، وتركيا مشغولة بدورها بمشروع الدولة العثمانية الجديدة وتنتظر سقوط النظام الحالي بسوريا للتحالف مع التيار الإسلامي الذي سيصعد إلى المشهد السياسي هناك، وهذه الدولة العثمانية الجديدة ستظهر إلى الوجود بأقرب مما نتصور مع سقوط نظام الأسد في سوريا، خاصة أنه كانت هناك مطالب بتشكيل إقليم سني بغرب العراق والذي قد يدخل في إطار دولة كونفيدرالية ستقوم بين تركيا وسوريا، أما بغداد فهي مشغولة بنفسها، والنظام العربي عموما مرتبك حاليا وليس لديه استعداد للمواجهة، والدول المدافعة عن حقوق الإنسان تعمل حاليا على دعم الثورات والانتفاضات الشعبية التي تحولت من مجرد مظاهرات على الأرض إلى سيادة الإنسان، كل هذه الأمور تساعد على جاهزية الأكراد لإعلان دولتهم المستقلة، وهي فرصة ثمينة يجب على الأكراد ألا يضيعوها كالفرص الأخرى الضائعة منهم».