ضرب الإعصار القوي «روك» أمس وسط اليابان حيث تسبب في مقتل أربعة أشخاص على الأقل وأرغم السكان على الالتحاق بأماكن الإجلاء. وفي طوكيو توقفت خطوط بعض القطارات عن العمل.
والإعصار القادم من المحيط الهادئ عبر الجنوب، وصل إلى منطقة شيزوكا الوسطى عند قرابة الساعة الثانية زوالا بالتوقيت المحلي (الخامسة صباحا بتوقيت غرينتش) قبل التقدم بسرعة نحو 45 كلم في الساعة إلى منطقة طوكيو. وكان متوقعا أن يواصل الإعصار تقدمه باتجاه جزيرة هونشو شمال شرقي البلاد مصحوبا بأمطار غزيرة ورياح عاتية تتجاوز سرعتها 150 كلم في الساعة. وأدى تساقط الأمطار قبل وصول الإعصار إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص في وسط البلاد وغربها، في حين تم تسجيل ثلاثة أشخاص في عداد المفقودين بينهم طفل فقد الثلاثاء في طريق العودة من المدرسة.
وتخوف اليابانيون من اتجاه الإعصار صوب محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية في شمال شرقي البلاد، وهي المنطقة التي اجتاحها زلزال 11 مارس (آذار) الماضي وموجة المد البحري العاتية (تسونامي) التي أعقبته. وذكر هيروكي كاواماتا، المتحدث باسم شركة طوكيو للطاقة الكهربية (تيبكو) التي تدير المحطة المنكوبة، إن نظام التبريد في مفاعلات المحطة لن يتأثر بالإعصار. وقال «لقد أخذنا استعداداتنا قبل بداية موسم الأعاصير الحالي». وأوضح أن الشركة تبذل قصارى جهدها لمنع تسرب المياه الملوثة بالإشعاعات والمواد المشعة الأخرى من المحطة.
وكثفت السلطات تحذيراتها منذ يومين من هذه العاصفة القوية التي تهدد المناطق المكتظة بالسكان في اليابان بينها ناغويا في وسط البلاد وشيزوكا والعاصمة طوكيو في وقت لاحق خلال النهار. وذكرت مصلحة الأرصاد الجوية أن عواصف قوية مماثلة في السابق كانت تتسبب بأضرار كبرى.
وحتى قبل أن يضرب الإعصار شيزوكا وقعت فيضانات وسيول في منطقة إيشي، العصب الصناعي في وسط اليابان حيث نصحت السلطات أكثر من مليون شخص بإخلاء منازلهم. وأغلقت عدة طرقات سريعة فيما تم إلغاء أكثر من 400 رحلة بحسب وسائل الإعلام.
وفي طوكيو سجل انقطاع في التيار الكهربائي وسقطت شجرة على سيارة أجرة في حي شيبويا مما أدى إلى شل حركة السير من دون وقوع إصابات. وتوقفت خطوط مهمة للسكك الحديد والمترو في قلب العاصمة وإلى الضواحي مساء في حين كان يستعد ملايين الموظفين للعودة إلى منازلهم.
ودفع هذا الإعصار أيضا شركة «تويوتا» لصناعة السيارات إلى تعليق الإنتاج في 11 من مصانعها الـ 15 في اليابان. والمواقع المعنية كلها في منطقة ناغويا حيث يوجد أيضا مقر الشركة. كما علقت مجموعة «ميتسوبيشي» الصناعية إنتاجها في خمسة من مصانعها. وقد يتسبب الإعصار أيضا في انزلاقات جديدة للتربة خصوصا في وكاياما (وسط غرب) التي ضربها في مطلع الشهر الإعصار «تالاس» الذي أوقع 100 قتيل ومفقود. يذكر أن شبه جزيرة كي (400 كيلومتر جنوب غربي طوكيو) كانت المنطقة الأكثر تضررا من إعصار «تالاس» في وقت سابق هذا الشهر، والذي خلف أكثر من 100 قتيل، أو مفقود في أنحاء البلاد.