غزة لا تبالي بطلب الحصول على عضوية الأمم المتحدة

حماس والجهاد اعتبرتها «انفرادية ولا تعبر عن إجماع وطني فلسطيني» ورفضتا دعمها

TT

يبلغ الازدحام ذروته في ميدان فلسطين، في قلب مدينة غزة، في ساعات ما بعد الظهيرة. عشرات الآلاف من الموظفين والطلاب العائدين من أعمالهم وجامعاتهم، يمرون عبر الميدان خلال توجههم جنوبا أو شمالا. لكن قبل 3 أيام من موعد تقديم السلطة الفلسطينية طلب الحصول على عضوية في الجمعية العامة لمجلس الأمن الدولي، يلاحظ غياب أي اهتمام من جانب الغزيين الذين يتحركون في هذا الميدان بهذا التحرك الذي يشغل الأوساط السياسية والدبلوماسية في العالم اليوم.

ومن الواضح أن المعركة الدبلوماسية، حامية الوطيس، التي تشتعل، حاليا، بين السلطة الفلسطينية من جهة وكل من إسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى لا تثير اهتمام الغزيين.

يرفض سليم، وهو صاحب بسطة لبيع الخضار والفاكهة في الميدان، مجرد التعليق على الحدث المنتظر، ويعتبر أن ما كان قبل سبتمبر (أيلول) سيكون بعده، إن لم يكن أكثر سوءا.

ومع ذلك، يمكن الاستماع من آخرين إلى آراء متباينة ومختلفة، في تقييم الخطوة التي تقدم عليها السلطة. جمال، الذي يملك محلا تجاريا في شارع عمر المختار في مدينة غزة، وجاره سمير سلمان، هما من بين فلسطينيين قلائل، يبدون اهتماما ما بما يجري، ويقضيان وقتا طويلا في الجدل حول مردود التحرك الفلسطيني. يرى جمال أن الخطوة التي أقدم عليها عباس: «تنم عن ذكاء وعبقرية، وتشكل ردا عمليا وحيويا على السلوك الإسرائيلي». ويدلل على ما يقول بما يصفه بـ«حالة الهستيريا التي أصابت المسؤولين الإسرائيليين جراء التحرك الفلسطيني». وفي المقابل يعتبر سمير التحرك الفلسطيني «قفزة في الهواء لن تؤدي إلى تقدم القضية الوطنية الفلسطينية، بل ستمس بها وبمكانتها». يتبنى سمير المخاوف التي عبرت عنها بعض الفصائل والنخب الفلسطينية، التي حذرت من أن التوجه للأمم المتحدة قد يعني إسدال الستار على المطالبة الفلسطينية بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وبخلاف الضفة الغربية، فإنه لا يمكن ملاحظة أي نشاط جماهيري لدعم التحرك الفلسطيني، وذلك بسبب موقف حركتي حماس والجهاد الإسلامي. في جميع أرجاء الضفة الغربية ازدانت المنازل والمحال التجارية والسيارات بالأعلام الفلسطينية. وشرعت حركة فتح في تنظيم عشرات المسيرات السلمية للتعبير عن تأييدها لخطوة الرئيس محمود عباس. لكن في قطاع غزة لا يبدو أنه سيتم تنظيم أي من هذه الفعاليات، في ظل رفض حكومة حماس السماح بتنظيمها، بدعوى أنها تمثل خطوة «انفرادية ولا تعبر عن إجماع وطني فلسطيني».