ليبرمان يهدد نتنياهو إذا لم يقر عقوبات ضد الفلسطينيين

قال إن الحكومة الحالية ستسقط.. وإنه سيركب ظهر الحكومة المقبلة

TT

هدد وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، بتفكيك الائتلاف الحكومي وإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، إذا لم تفرض «عقوبات شديدة على الفلسطينيين جراء توجههم إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف». وقال خلال لقاء له مع قادة المنظمات اليهودية في كندا، إن نتنياهو «يبث سياسة ثأثأة وتردد ويخسر بذلك معسكر اليمين». وأكد أنه يرى نفسه رئيسا للحكومة المقبلة في إسرائيل.

ومع أن ليبرمان نفى هذا النبأ، أمس، بتصريح لصحيفة «هآرتس» من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، فإنه صادق على القسم الأهم فيه حين قال: «ما من شك في أن المشروع الفلسطيني خطير ولا يمكن أن يمر من دون عقوبات».

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، قد خرجت بعنوان صارخ، أمس، يحتل ثلاثة أرباع صفحتها الرئيسية، قالت فيه إن ليبرمان حذر نتنياهو من انهيار الائتلاف في حال لم يقم الأخير بمعاقبة الفلسطينيين. وكتبت الصحيفة، أن ليبرمان اجتمع مع نتنياهو وطرح أمامه «أربع عقوبات» هي: إلغاء اتفاقيات أوسلو، وضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية إلى حدود إسرائيل رسميا، وإلغاء بطاقات «شخصية مهمة جدا» وتقييد حرية تنقل حامليها بحيث لا يستطيعون المغادرة إلى الخارج، ووقف تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، وتشجيع يهود الولايات المتحدة على حث أصدقاء إسرائيل في الكونغرس، على العمل من أجل وقف المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية، التي تصل إلى 500 مليون دولار في السنة.

وتبين أن ليبرمان يتوقع تقديم موعد الانتخابات المقبلة، المفترض إجراؤها في نهاية سنة 2013، وقال إن دورة الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) المقبلة هي التي ستقر تبكير موعد الانتخابات. ونقلت عنه الصحيفة قوله، في أحاديث مغلقة مع قادة اليهود في كندا، إن نتنياهو لم يعد يستطيع التهرب من القرارات القيادية القاطعة، «فالشعب يريد قائدا قويا لإسرائيل يستطيع تعزيز صمودها في وجه الضغوط». ثم قال إنه هو ذلك الشخص المطلوب. وأكد أنه سوف يركب الحكومة المقبلة في إسرائيل مبكرا جدا.

وقال ليبرمان، الذي يمكث حاليا في نيويورك، إن هناك احتمالات واقعية لأن تنجح إسرائيل في إجهاض المشروع الفلسطيني في مجلس الأمن من دون الحاجة إلى الفيتو الأميركي. وأشار في هذا السياق إلى أن الاتصالات مع الغابون والبوسنة تجري منذ مدة طويلة عن طريق وزارته، وإن الدولتين لن تصوتا لصالح بحث الاعتراف بفلسطين في مجلس الأمن، و«هذه هي ثمرة الجهود خلال السنة».

وقال عضو الكنيست من قادة حزب العمل المعارض، يتسحاق هرتسوغ، أمس، تعليقا على تصريحات ليبرمان، إن اقتراحات ليبرمان متطرفة وغير واقعية، وإن إلغاء اتفاقيات أوسلو سيجعل إسرائيل مسؤولة عن ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وبذلك تكون نهاية دولة إسرائيل.

الجدير ذكره أن استطلاعات الرأي الجارية في إسرائيل تؤكد جميعها أنه رغم فشل حكومة نتنياهو في كل المجالات تقريبا، فإن كتل اليمين ستفوز بأكثرية الأصوات في حال إجراء الانتخابات العامة في القريب. ويرجع المراقبون السبب في ذلك، لغياب بديل عن نتنياهو في الأوساط الليبرالية وسط الخريطة الحزبية. فقائدة حزب «كديما» المعارض، تسيبي ليفني، تبدي ضعفا وهزالا في مقارعة سياسة الحكومة، ولا تبث ما يكفي من القوة لتقنع الجمهور بأنها البديل المناسب لنتنياهو. ومع أنها تحتفظ اليوم بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان (28 نائبا)، فإن الجمهور لا يشعر بوجودها. وهناك مطالبة واسعة بإسقاطها عن قيادة الحزب، يقودها منافسها الأول شاؤول موفاز، وزير الدفاع الأسبق الذي كان قد شغل منصب رئيس أركان الجيش أيضا، ومنافسها الثاني، آفي ديختر، وزير الأمن الداخلي الأسبق ورئيس أسبق لجهاز المخابرات العامة (الشاباك).

ولكن هناك من يبني الآمال على حملة الاحتجاج الجماهيرية الكبرى ضد سياسة الحكومة الاقتصادية الاجتماعية. فعلى الرغم من صمت هذه الحملة حاليا، بسبب سيطرة الأبحاث في الأمم المتحدة على الأحداث، يتوقع أن تستأنف الحملة وبقوة أكبر بعد شهر. فالحكومة لا تنوي التجاوب مع مطالب هذه الحملة، والأمر يثير موجة غضب عارمة، وفقا لقادتها.