طعمة لـ«الشرق الأوسط»: مواقفه تنم عن حكمة.. وهدفها الحفاظ على الاستقرار ومنع شبح الفتنة

مسؤولون في «الحزب التقدمي» يؤكدون أن ثوابت جنبلاط واضحة ومعروفة

TT

تلاقي مواقف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط من مجمل الأمور الراهنة محليا، سواء ما يتعلق بأداء الحكومة وسلاح حزب الله ومواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، أو من الملف السوري، الكثير من ردود الفعل اللبنانية، التي تتراوح بين وصف هذه المواقف بالمنطقية والواقعية، وبين اعتبارها مؤشرا لتحول جديد في موقعه السياسي، استشعارا منه بتغيير ما يلوح في الأفق.

وفي هذا السياق، يشدد عضو «جبهة النضال الوطني» النائب نعمة طعمة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على أن مواقف جنبلاط «إنما تنم عن حكمة ودراية في استشراف آفاق المرحلة، لا سيما في ظل الصراع السياسي المحتدم في لبنان وهذا لا يخفى على أحد، إضافة إلى التحولات الإقليمية المفصلية، وذلك بغية الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، ومنع شبح الفتنة من التغلغل في الجسم اللبناني، ووأد الفتنة في مهدها». ويؤكد أن «هذه الهواجس تدفع برئيس جبهة النضال إلى التموضع في الموقع الوسطي كي يكون عامل أمان واستقرار لكل الأطراف، على حد سواء، لأنه يدرك ماهية المخاطر المحدقة بالبلد وما يجري حولنا من أحداث وتطورات بالغة الخطورة»، لافتا إلى أن «هذا ما يعمل له النائب جنبلاط ويسعى إليه جاهدا عبر مواقفه وتواصله ولقاءاته مع الجهات المعنية محليا وعربيا وإقليميا».

من جهة أخرى، ثمّن طعمة «ما تقوم به المملكة العربية السعودية من أجل التضامن العربي ووحدة الشعوب ودعمها للقضايا العربية لا سيما القضية الفلسطينية وإدانتها للمشاريع الاستيطانية وما تقوم به إسرائيل بحق العزل من أبناء الشعب الفلسطيني»، لافتا إلى أن «تاريخ المملكة ناصع على كل المستويات، وما نسمعه من بعض الأصوات همسا أو علنا فإنه يأتي في غير محله». وقال «المملكة العربية السعودية ومن خلال معرفتي الوثيقة بقيادتها الحكيمة وفي طليعتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لم ولن تتدخل يوما في شؤون أي بلد، ولها أياد بيضاء على جميع الأشقاء العرب، ونحن في لبنان نكن للملكة كل المحبة والتقدير والعرفان بالجميل لما سبق وقدمته ولم تزل من دعم على شتى المستويات وذلك لكل شرائح وأطياف المجتمع اللبناني قاطبة، لأن المملكة لا تميز بين لبناني وآخر، ودورها دائما يصب في خانة استقرار لبنان وازدهاره ورخائه».

وأكد أن «هذا الدور قائم ومستمر بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين والقيادة السعودية، لمد يد العون للبنان، خلافا لما يعتقد البعض بتقلص هذا الدور، فالسعودية لا تتخلى عن مساعدة اللبنانيين»، مشيدا بعطاءات الملك عبد الله والحكومة «تجاه الشعب السعودي العزيز في ظل الخطط المدروسة والعقلانية والتي تصب في النهاية لصالح السعوديين ومستقبلهم ورخائهم من خلال سياسة رائدة مبنية على الحكمة والعطاء والتفاني في سبيل مستقبل المملكة وازدهارها».

وتعليقا على مواقف جنبلاط، شدد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور على أن «ثوابت جنبلاط واضحة ومعروفة، وهي السلم الأهلي والتوازن الوطني وحماية عناصر قوة لبنان وفي مقدمتها سلاح المقاومة في مواجهة إسرائيل، إلى أن يستكمل النقاش والحوار الوطني لكي نرسو على اتفاق وطني بشأن سبل صياغة استراتيجية وطنية يقبل بها ويتوافق عليها جميع اللبنانيين».

ورأى أنه «بدل أن نسأل أنتم مع من، هل بإمكاننا أن نسأل من من القوى السياسية هو مع هذه الثوابت والمواقف ومع السلم الأهلي والتوازن الوطني، بما يعني عدم حصول غلبة أو انتقام أو استبعاد لأي فريق سواء كان في الحكومة أو خارجها، أو عدم الإصغاء لأي رأي سواء كان ممثلا في الحكومة أو غير ممثل فيها؟»، موضحا أن «هذا هو المعيار الذي نسير عليه ونرضى أن يكون هو الحكم في علاقتنا بكل القوى السياسية على امتداد الساحة السياسية».

وفي الإطار عينه، لفت مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس إلى أن «تبديل المواقف السياسية حالة قائمة عند معظم القوى»، معتبرا أن «هذا أمر طبيعي في الحياة السياسية». وأوضح أن «العلاقة مع حزب الله جيدة»، معتبرا أن «ما ورد في نشرة أخبار (المنار) الأسبوع الفائت (تعليقا على شنها حملة عنيفة على جنبلاط على خلفية موقفه من السلاح) صُنف ومن أعلى القيادات في الحزب على أنه اجتهاد شخصي».

وتعليقا على كلام جنبلاط عن تسييل أموال الكنيسة، اعتبر أنه «من المفيد التوضيح أن البطريرك الماروني بشارة الراعي يدرك دقة موقف جنبلاط من هذا الموضوع، كون جنبلاط تناوله مع الراعي مسبقا»، مشددا على أن «الهدف هو حماية المسيحيين».