12 جريحا.. ورئيس البلدية يطلب من الدولة أن ترسل «على الفور» مروحيات وزوارق لإجلاء التونسيين

الشرطة الإيطالية تشتبك مع مهاجرين تونسيين في جزيرة لامبيدوسا

TT

أصيب نحو 12 شخصا بجروح في صدامات اندلعت أمس بين شرطة مكافحة الشغب ومئات المهاجرين التونسيين كانوا يتظاهرون في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية احتجاجا على ظروف استقبالهم، كما أفادت وسائل الإعلام الإيطالية.

وانهال شرطيون يرتدون خوذات ويستخدمون دروعا على المهاجرين بالضرب بالهراوات مما دفعهم للقفز من فوق حائط طوله عدة أمتار ويبدو أن بعضهم أصيب عند محاولتهم الهروب من الشرطة، بحسب صور بثها تلفزيون «سكاي تي جي - 24».

وأفادت وكالة «أنسا للأنباء» بأن ثلاثة من عناصر الأمن أصيبوا إلى جانب نحو عشرة متظاهرين تونسيين.

وتفاقم التوتر مؤخرا على الجزيرة الصغيرة التي تضم أكثر من ألف مهاجر يريدون نقلهم إلى مراكز استقبال في إيطاليا لكن يرجح أنهم سيرحلون بموجب اتفاق بين تونس وروما. حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضرمت مجموعة منهم أمس النيران ودمرت ثلاثة مبان في مركز الاستقبال المحلي. وتضاعف التوتر منذ الصباح، حيث تظاهر نحو 300 مهاجر تونسي في شوارع لامبيدوسا هاتفين «حرية.. حرية».

وقام سكان لامبيدوسا المستاؤون من وجود المهاجرين بمهاجمة فريقين تلفزيونيين أحدهما يعود لقناة «راي» العامة والأخرى لقناة «سكاي تي جي - 24». وتهجموا لاحقا على عدد من الصحافيين من مراسلي الإعلام الإيطالي.

ورشق السكان المهاجرين بالحجارة فرد هؤلاء وهددوا بتفجير قوارير غاز بحسب المصدر. كما حاصر عشرات سكان الجزيرة مبنى البلدية، حيث لجأ رئيس البلدية برناردينيو دي روبيس الذي يتهمونه بالإفراط في التسامح مع المهاجرين.

وقال للصحافيين مشهرا مضرب لعبة كرة القاعدة في مكتبه «علي أن أدافع عن نفسي وأنا مستعد لاستخدامه، اكتبوا ذلك».

وأضاف «أمامنا سيناريو حرب»، طالبا من «الدولة أن ترسل على الفور مروحيات وزوارق لإجلاء التونسيين».

وشاطره الرأي محافظ صقلية رافاييلي لومباردو وقال «ينبغي إخلاء لامبيدوسا على الفور. لا يمكننا قبول تحول هذه اللؤلؤة المتوسطية إلى منطقة حرب شوارع وترهيب». وقال «ما يحدث كان متوقعا إلى حد كبير. لكن المفاجئ هو أن وزارة الداخلية لم تتوقعه».

وطلب الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إلى اليسار وهو حزب المعارضة الرئيسي «وفود الحكومة إلى البرلمان لرفع تقرير حول إحداث اليوم والظروف المأساوية للمهاجرين في مركز الاستقبال ولسكان الجزيرة».

وتابع «ما يحدث في لامبيدوسا يبدو مأساة تملك فيها الحكومة مسؤوليات محددة».

ووصل أكثر من 48 ألف مهاجر غير مشروع من تونس وليبيا منذ مطلع العام إلى جنوب إيطاليا بعد أن قطعوا المتوسط في زوارق قديمة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها مركز الاستقبال في لامبيدوسا أعمال عنف ومظاهرات ينفذها المهاجرون واللاجئون احتجاجا على ظروف احتجازهم وبطء نقلهم إلى مراكز أخرى أقل اكتظاظا. وقد تم نقل الكثير من المهاجرين لمعسكرات استقبال في أماكن أخرى في إيطاليا أو أعيدوا إلى تونس.