مستشار للمالكي: وجهنا رسائل للأسد تطالبه بالتنحي

الموسوي: أهدافنا نفس أهداف أميركا لكن الاختلاف هو في كيفية تحقيقها

الرئيس السوري بشار الأسد
TT

بعد شهور من استخدامها لهجة ودية مثيرة للدهشة في حديثها عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، انضمت الحكومة العراقية إلى الدول الأخرى المطالبة بتنحيه. وقال أحد مستشاري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في حوار معه يوم الثلاثاء إن الحكومة العراقية قد وجهت رسائل إلى الأسد تطالبه بالتنحي.

وأضاف المستشار علي الموسوي: «نؤمن بأن الشعب السوري يجب أن يحصل على المزيد من الحرية ويكون له الحق في أن يحيا حياة ديمقراطية. إننا ضد حكم حزب واحد وضد الديكتاتورية التي لا تسمح بحرية التعبير».

وتشير تصريحات الموسوي إلى حدوث تغيير ملحوظ في موقف العراق. فعندما دعت الولايات المتحدة والكثير من حلفائها في شهر أغسطس (آب) إلى تنحي الأسد، بدا موقف الحكومة العراقية أكثر توافقا مع إيران، التي تدعم الأسد. وفي اليوم نفسه الذي وجهت فيه أميركا خطابها، قدم المالكي خطابا يحذر فيه القادة العرب من أن إسرائيل ستكون أكبر المستفيدين من الربيع العربي. وقال المالكي في خطابه: «ما من شك أن هناك دولة تنتظر تمزق الدول العربية وحدوث تآكل داخلي بها. فالصهاينة وإسرائيل هم أول وأكبر المنتفعين من هذه العملية برمتها».

وعندما بدأ العنف في التغلغل في جميع أنحاء سوريا في يونيو (حزيران)، التقى المالكي وفدا من رجال أعمال ومسؤولين حكوميين سوريين، من بينهم وزير الخارجية وذلك لمناقشة العلاقات الاقتصادية الوثيقة التي تجمع بين البلدين. وفي ذلك الوقت، دعا المالكي السوريين إلى الحفاظ على سلمية المظاهرات والاعتماد على الحكومة في إجراء الإصلاحات.

وذكر الموسوي أن الحكومة العراقية كانت تريد تنحي الأسد منذ وقت طويل، لكنه رفض أن يذكر السبب وراء عدم إعلان الحكومة عن هذا الموقف حتى أول من أمس، رغم حالة العداء الشديد بين العراق وسوريا في السابق، خاصة أثناء الصراع الطائفي في العراق، عندما وجه الكثير من القادة العراقيين، من بينهم المالكي، اتهاما للنظام السوري بالسماح لمسلحين أجانب ومنفذي تفجيرات انتحارية بعبور حدودهم مع العراق.

وذكر محللون أن إيران مارست ضغطا على الأسد العام الماضي لدعم المالكي لفترة جديدة في رئاسة الوزراء، ومنذ ذلك الحين أصبحت هناك علاقات اقتصادية ودبلوماسية قوية بين العراقيين والسوريين.

وأشار الموسوي، يوم الثلاثاء، إلى أن الحكومة العراقية كانت تخشى أنه إذا ما انهارت حكومة الأسد، فسوف ينتشر العنف على الحدود مما يؤدي إلى زعزعة استقرار العراق، الذي لا يزال يواجه هجمات عنيفة تحدث بصورة يومية تقريبا. وقد قام منفذو تفجيرات انتحارية بالهجوم على مجمع حكومي في محافظة الأنبار، على الحدود مع سوريا، يوم الثلاثاء، مما أدى إلى مقتل 3 من رجال الشرطة وإصابة الكثير من المدنيين.

وأضاف الموسوي أن الحكومة العراقية قامت بسؤال مسؤولين أميركيين عن خطط الولايات المتحدة حال تنحي الأسد. وذكر: «أهدافنا هي نفس أهداف الولايات المتحدة وهي تغيير النظام. الاختلاف الوحيد هو طريقة تحقيق هذه الأهداف. لا أعلم كيف يمكنك ضمان ما يحدث في سوريا إذا ما حدث تغيير مفاجئ. إنني متأكد من حدوث حرب أهلية والكثير من الفوضى».

وقال الموسوي: «هناك خوف من أن تسقط سوريا في صراع طائفي يشبه الصراع الذي نشب في العراق بعد غزو الولايات المتحدة والإطاحة بصدام حسين عام 2003». وأضاف: «سيؤدي التغيير المفاجئ إلى الكثير من مظاهر الفوضى، لأن هناك جيشا وشعبا منقسما في سوريا، وهذا سيؤدي إلى حرب أهلية». وقد قتل نحو 2600 شخص في سوريا أثناء قمع قوات الأمن للمظاهرات المعادية للحكومة خلال الستة أشهر الماضية. ولم يتحدث قادة الدول العربية الأخرى كثيرا عن العنف في البداية، رغم قيام الكثير بإدانة عمليات القتل هذه.

وخلال الأسابيع الأخيرة، كانت هناك عملية إعادة تقييم لموقف الحكومة الإيرانية من سوريا. وطوال الربيع العربي، كانت إيران أقرب حلفاء سوريا. لكن قبل أسبوعين، دعا القادة الإيرانيون الأسد إلى إجراء بعض الإصلاحات وذكر محللون أن هذا يرجع بصورة جزئية إلى محاولة الحفاظ على بقاء الأسد رئيسا لسوريا علاوة على رغبة إيران في تحسين صورتها في العالم العربي.

* خدمة «نيويورك تايمز»