أردوغان: النظام السوري لم يصغ لنا.. وكل قطرة دم توسع الهوة بين الحكومة والشعب

انتقد إسرائيل بشدة وقال إن أروقة الأمم المتحدة تعطي إسرائيل فرصة لتجنب العدالة

TT

أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن «جغرافية الشرق الأوسط تتغير» وأنها تتطلب تحركات دولية. ووجه أردوغان انتقادات شديدة إلى سوريا، قائلا إن القيادة السورية «لم تصغ لنا».

وقال أردوغان في كلمته أمام الجمعية العامة إنه «منذ بداية الأحداث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا طلبنا من الحكومات أن تصغي إلى شعوبها، فمصدر المصداقية لأية حكومة من إرادة الشعب والسيادة تأتي من إرادة الشعب وأي سيادة من دون إرادة الشعب غير شرعية». وبينما تحدث بشكل عام عن الثورات والاحتجاجات في العالم العربي، تحدث على شكل أخص عن سوريا. وقال «لقد ناشدنا الحكومة السورية مرات عدة لتستمع إلى مطالب شعبها». وأضاف «نحن جيران وأصدقاء ونشترك بـ990 كيلومترا على الحدود بيننا وشعبانا مرتبطان بالدم»، موضحا «الأصدقاء يقولون الحقيقة حتى وإن كانت مُرة». وتابع «يجب أن تُسمع مطالب الشعب، الازدهار غير ممكن مع القمع ولا يمكن قمع أصوات الشعوب». وأوضح أن هذا ما أُبلغ للقيادة السورية ولكن «النظام السوري لم يصغِ لنا». وحذر من أن «كل قطرة دم تراق في سوريا توسع الهوة بين الحكومة والشعب». وأكد أردوغان على موقف بلاده الداعم للمحتجين السوريين، قائلا «ستواصل تركيا دعمها للشعب، ونأمل من المجتمع الدولي أن يعمل بهذه الطريقة».

وكانت انتقادات رئيس الوزراء التركي لإسرائيل جديدة. وقال إن «الصراع العربي - الإسرائيلي جار لأكثر من نصف قرن، وحقيقة أن هذه المشكلة لم تحل بعد، هي أكبر ضربة للعدالة الدولية حتى اليوم». وأضاف «إن إسرائيل لم تلتزم بـ89 قرارا من مجلس الأمن تعتبر ملزمة وهناك مئات القرارات من الجمعية العامة وتتجاهلها إسرائيل». ولفت إلى أهمية أن تلعب الأمم المتحدة دورا في حل النزاع العربي - الإسرائيلي، قائلا «من المؤسف أن الأمم المتحدة وقفت عاجزة عن حل المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.. السؤال هو: متى ستتخذ الأمم المتحدة الإجراءات المطلوبة، هل ستبقى صامتة أم هل الأمم المتحدة ستأخذ دورها؟». وشدد على أنه «لا يمكن أن تبقى هذه المسألة من دون حسم ويجب أن يعمل المجتمع الدولي من دون تأخير ويجب أن يساعد على تضميد هذا الجرح».

وحرص أردوغان على القول بأنه لا توجد مشكلة مع الشعب الإسرائيلي بل مع حكومته. وقال «المشكلة في هذا السياق تنبثق من الحكومة الإسرائيلية، الذين يحكمون البلاد، فبدلا من التمهيد للسلام يمنعون السلام». وتحدث مطولا عن أهمية تطبيق القانون الدولي وبنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، وانتقد حصار غزة. وقال: «إذا أردت إرسال صندوق من الطماطم إلى إسرائيل تحتاج إلى تصريح».

وعلى الرغم من العلاقات القوية بين الولايات المتحدة وتركيا، انتقد أردوغان دور واشنطن في دعم إسرائيل. وقال «الأروقة في الولايات المتحدة تعطي إسرائيل فرصة تجنب العدالة بذريعة الأعمال غير الشرعية ولكن هذا لن يضمن الأمن الذي تحتاجه إسرائيل اليوم». وأضاف «أود مرة أخرى أن أناشد إسرائيل بأنه لا يوجد شيء يحل محل السلام» محذرا «يجب أن تقرأوا الحقيقة الجديدة في الشرق الأوسط وأنه لا يمكن مواصلة العيش في بيئة من النزاع.. ويجب ممارسة الضغط على إسرائيل حتى تحقق السلام».

وطالب أردوغان من الدول الأعضاء تأييد الطلب الفلسطيني للعضوية في مجلس الأمن. وقال «من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها إدراك وتحقيق المطالب العادلة للشعب الفلسطيني وأن يكون هناك ممثل لدولة فلسطين وأن تأخذ موقعها». وأضاف «نؤيد اعتراف بدولة فلسطين من دون شروط، وسنستمر في العمل من أجل حسم النزاع العربي - الإسرائيلي والاعتراف بدولة فلسطين وتحقيق المصالحة». وأضاف «هذا الالتزام ضمن التزامنا بالقانون الدولي والمسؤولية التي نستشعرها في هذا المجال».

وتطرق أردوغان إلى تأزم العلاقات التركية مع إسرائيل، مشيرا إلى الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية تجاه غزة ومقتل 9 أتراك. وقال «على إسرائيل أن تعتذر وأن تدفع التعويضات وأن ترفع الحصار عن غزة وإلا لن يتغير الوضع الحالي». وأضاف «لا توجد لنا مشكلة مع شعب إسرائيل بل مع حكومة إسرائيل، سبب مصدر التوتر الحالي هو الحكومة الإسرائيلية». وأكد التزامه بهذا الموقف، قائلا «تركيا دولة جديرة بالثقة في المحفل الدولي ولن نتخلى عن سياساتنا ومبادئنا وعزمنا».

وعن باقي دول المنطقة التي تشهد انتقالات سياسية، قال «عززنا تعاوننا مع مصر وتونس وندعم ليبيا، فنفتخر بأننا أول دولة تفتتح سفارة في ليبيا». وتحدث عن زيارته إلى ليبيا قبل أسبوعين، قائلا «زرت ليبيا وأجريت لقاءات في مختلف المدن وشهدت أن الليبيين فخورون بالثورة التي قادوها.. على المجتمع الدولي أن يفهم أن ليبيا هي لليبيين وفي ظل بناء الديمقراطية في ليبيا يجب رفع التجميد عن الأصول الليبية لتتمكن ليبيا من أن تقف على قدميها».

وخصص أردوغان جزءا كبيرا من خطابه حول الصومال، قائلا إن على المجتمع الدولي أن يهتم بالشأن الصومالي ووقف تجاهل الأزمات فيه. وردا على بعض الانتقادات لتركيا واهتمامها بالملف الصومالي، قال «نهج تركيا تجاه الصومال أو أي موضوع يأتي من المسؤولية الإنسانية». وأضاف «من خلال افتتاح سفارتنا في مقديشو نقول إن ادعاءات الأمن لا يمكن أن تكون كافية لإبقاء العالم بعيدا عن الصومال». وانتقد عدم اهتمام المجتمع الدولي بالصومال، قائلا «يجب أن يهتم العالم بالصومال، ويجب أن توقف الحرب هناك من دون أي تأخير - نريد توافقا إقليميا يعطينا أملا في المستقبل وبذلك سيجعل العالم أكثر استقرارا». وتعهد بمتابعة تركيا للقضية الصومالية، قائلا «سنبذل قصارى جهودنا لحل الأزمة الصومالية وندعم التنمية المستدامة، ونفعل ذلك بسبب مسؤوليتنا الإنسانية، لا لغرض أو نية أخرى، قيادة تركيا ستعطي مثالا للعالم».