العاهل الأردني: خروج الفلسطينيين من الأمم المتحدة «صفر اليدين» سيترك آثارا سلبية على المنطقة

TT

قال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إن خروج الفلسطينيين من الأمم المتحدة «صفر اليدين»، ستكون له آثار سلبية على المنطقة، مذكرا بما حصل في مصر والهجوم على السفارة الإسرائيلية.

وأوضح الملك عبد الله الثاني، في مقابلة مع المحطة الإذاعية الأميركية (إن بي آر)، بثتها أمس، إن الطلب الفلسطيني بالاعتراف بدولتهم، والذي يثير قلق بعض الدول، جاء نتيجة اليأس والإحباط بسبب توقف المفاوضات التي لم تُفض إلى نتيجة. وأضاف أن الرد على هذا القلق، يتطلب بذل الجهود لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، و«إذا لم يحدث ذلك فإن الجميع ملام على حدوث هذه الأزمة».

وأكد الملك عبد الله الثاني، الذي يشارك في اجتماعات الدورة الـ66 للجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك، أنه بغض النظر عما يحدث في الشرق الأوسط من ربيع عربي، ومن تحديات اقتصادية وارتفاع في معدل البطالة، فإن القضية الأهم التي تأسر مشاعر الناس دوما، هي الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.

وبخصوص علاقات بلاده مع إسرائيل، قال «هناك سلام بيننا وبين إسرائيل ونتعرض لضغوطات شعبية هائلة، والناس يتساءلون: لماذا هذه العلاقات قائمة مع أنها لا تنفع أحدا؟». وأشار إلى أنه «ستثار الكثير من الأسئلة، ليس فقط في بلدي، بل في الشرق الأوسط كله: هل ستظل إسرائيل تتصرف بعقلية القلعة؟ أم ستحظى بالقبول في الجوار الذي تعيش فيه، وهي في نظري الطريق الوحيدة للمضي قدما بانسجام وتوافق».

وفيما يتعلق بما يجري في الدول العربية، قال الملك عبد الله الثاني، إنه «نتيجة فقدان الأمل، وقد بدأ الربيع العربي وسط التحديات والصعوبات الاقتصادية وفي مقدمتها البطالة والفقر، لا سيما أن لدينا في الشرق الأوسط، جيلا شابا هو الأكبر حجما في تاريخنا، يبحث عن فرص في سوق العمل، وما حدث في تونس بداية كان بسبب الاقتصاد وليس السياسة».

وحول ما يجري في سوريا، قال الملك عبد الله الثاني «لا أعتقد أن هناك تغيرات كبيرة ستحصل قريبا في سوريا، ولا أحد يستطيع الآن التنبؤ بما سيحصل في الشرق الأوسط، فالأمور تتسارع بشكل كبير والمنطقة تتغير بسرعة».

أما على الصعيد الداخلي، فأشار إلى أن أهم التحديات التي نواجهها، هي القدرة على الوصول إلى حياة حزبية واضحة المعالم، تمثل توجهات اليسار والوسط واليمين، وتتوافق مع توقعات المواطنين الذين يسعون إلى مشاركة سياسية فاعلة، ومع «رؤيتي» بالنسبة للأردن في أهمية بروز أحزاب تمثل هذه الأطياف السياسية وبالسرعة الممكنة.

وأكد إيمانه بأهمية الوصول إلى حكومات منتخبة في نهاية المطاف، إذ إن ثمة نزوعا عند كثير من المسؤولين للاختباء وراء الملك، بينما يجب عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم أمام الناس، وهذا تضمنه حكومة منتخبة، كونها ستدفعهم إلى العمل بجد لأنهم سيكونون تحت المساءلة الشعبية.