تداول الخطة الفرنسية من دون إقرارها.. والفلسطينيون يتجهون لمجلس الأمن

تراجع التوقعات بإصدار بيان من الرباعية الدولية لاستئناف المفاوضات

TT

جرى تداول الخطة التي طرحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ولكن حتى عصر أمس لم يتم إقرارها. وأفاد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، بأن «الإسرائيليين اطلعوا عليها»، لكنه امتنع عن التوضيح ما إذا كانوا ينوون الموافقة. وكان ساركوزي قد طرح الخطة في لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما عصر أول من أمس، قبل أن يغادر أوباما نيويورك مساء الأربعاء، كما طرحها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأكد المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، عزم عباس التوجه إلى مجلس الأمن لتقديم طلب الانضمام الكلي على الرغم من المعارضة الأميركية لذلك وجهود فرنسا لإقناعه بإعادة النظر في موقفه. وقال في خطاب أمس: «نحن نمر بأيام تاريخية وخاصة جدا، رئيسنا سيقدم طلبنا للانضمام إلى المجتمع الدولي، وأن نأخذ مكاننا وأن نأخذ حقنا التاريخي وننضم إلى الأمم المتحدة كعضو كامل». وأجهش بالبكاء بينما كان يقول ذلك. ثم قال «نسعى لنكون الدولة الـ194 لدى الأمم المتحدة.. وحق الشعب الفلسطيني لم يكن ممكنا من دون نزاع الشعب الفلسطيني العائش تحت الاحتلال، ومساعدة كل أصدقائنا». وقال إن هناك 131 دولة تعترف بفلسطين، أي نحو ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعترف بفلسطين، قبل التوجه إلى مجلس الأمن.

وقبل 24 ساعة من إلقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابه أمام الجمعية العامة وتقديم طلب الاعتراف بدولة فلسطين وضمها إلى الأمم المتحدة، لم يكن من الواضح ما إذا كان ممكنا إبرام اتفاق على الخطة الفرنسية وإمكانية عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى المفاوضات.

وكانت الولايات المتحدة تأمل بإصدار بيان من الرباعية الدولية - التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا مع الولايات المتحدة - يحث الفلسطينيين والإسرائيليين إلى العودة إلى المفاوضات بناء على الإطار الذي حدده أوباما في خطابه في مايو (أيار) الماضي. لكن حتى عصر أمس، لم يتم إصدار البيان، بسبب خلافات بين الأعضاء حول نصه. وأفاد مصدر أميركي لـ«الشرق الأوسط» بأن الرفض الروسي من أكثر العقبات أمام إصدار القرار. وأضاف المصدر المطلع على المشاورات أنه «من غير المؤمل أن يتم الاتفاق على البيان في الوقت المطلوب».

وأكد نائب المستشار الأمني القومي الأميركي بن رودس، أن «هناك اتفاقا بيننا وبين الفرنسيين حول أهمية التوصل إلى حل الدولتين للفلسطينيين والإسرائيليين من خلال الحل المتفاوض عليه». ولكنه أردف قائلا «نحن نختلف معهم في ما يخص دور الأمم المتحدة».

ويذكر أن الخطة الفرنسية التي تقول باريس بأنها «حل وسط»، وهي تقديم الفلسطينيين طلبهم إلى الجمعية العامة بالحصول على مركز مراقب مثل ذلك الذي يتمتع به الفاتيكان، وأن يدخلوا في مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين من دون شروط مسبقة، وخلال فترة أقصاها سنة.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في خطابه أمام الجمعية العامة: «اتخاذ الخطوات الجريئة للجلوس على طاولة المفاوضات تحد للفلسطينيين والإسرائيليين»، من دون توضيح موقفه من التصويت في مجلس الأمن. وركز خطاب كاميرون أمس، على الحريات ورغبة «الشعوب العربية في محاسبة الحكام ومعالجة الفساد والقدرة على الحصول على عمل وتشكيل المجتمع كمواطنين مسؤولين». وأضاف: «إنني أساند إعلان دولة فلسطينية إلى جوار إسرائيل.. لكن لنكن صريحين لا من خلال قرار يمكن أن يستبدل الإرادة السياسية.. نحن نساند الفلسطينيين والإسرائيليين في سعيهم للسلام».